تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4. أمثال هؤلاء العلماء فيهم الصدق والتسليم، ويعيشون بساطة المسلك، وهم مقبولون إن شاء الله، بل نغبطهم على إيمانهم. ولكن بكل صراحة لا يصلحون قدوة في العلم للأجيال المعاصرة. ولكن وجودهم يشكل (فرملة) للمسيرة العلمية والفكرية حتى لا ينساق الناس بلا ضابط. فهم على جوانب المسيرة ولا يمكن أن يكونوا بؤرتها.

فخلافنا معك إذن في المنهج. وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في إيمانك وتسليمك الذي تغبط عليه.

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Jan 2010, 06:20 م]ـ

2 أما فهم السلف لمثل هذه المسألة التي لا تتعلق باللغة وإنما بالعلم التجريبي فلا يلزم أحداً. ولا أكتمك أنه لا يلام السلف على عدم إدراكهم لأن الإنسان ابن بيئته. ولكن يلام كل اللوم من يعيش عصر الإنفجار المعرفي والعلمي ثم هو يقدس فهم بشر في مسائل ليست من اختصاصهم.

أعجب كثيرا ممن يطلبون دليلا من علماء الشرع على مسألة لا تمت بأدنى صلة الى الشرع، بل هى من أمور الدنيا المتروكة لاجتهاد الناس وخبراتهم ومعارفهم

ولا أدرى كيف يريدون أن يجعلوا علماء الشرع مرجعا لهم فى كل صغيرة وكبيرة ويتجاهلون أن من هو أعظم منهم جميعا قد رفض أن يتخذه الناس مرجعا لهم فى أمثال تلك الأمور غير الشرعية

فهذا هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم على جلالة قدره يفوض العلم فى أمر يخص علوم الزراعة الى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قائلا لهم: أنتم أعلم بأمور دنياكم

ويمكن القول بوجه عام: ان ما جاء عن الرسول الكريم خارج نطاق القرآن الكريم يعتبر من أموره البشرية التي يحكم فيها بفطرته وخبرته الدنيوية , وفيها قد يخطيء الرسول فيصحح القرآن له خطأه , وقد يصححه الصحابة فينزل الرسول علي رأيهم كما حدث في معركة بدر الكبري , كما قد يعترف الرسول بخطئه كما حدث في حادثة تأبير النخل التي يقول عنها د. القرضاوي في كتابه (كيف نتعامل مع السنة النبوية - ص 146): ," أشار الرسول برأي ظني وهو ليس من أهل الزراعة , فظنه الصحابة وحيا فتركوا التأبير فكان أثره سيئا علي الثمار , فقال الرسول عليه السلام: إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني , أنتم أعلم بأمور دنياكم.

وإنه لمن المناسب في هذا المقام إزالة وهم ثار في عقول الكثيرين حول هذا المبدأ بسبب الخطأ في تفسير الآية الكريمة (وما ينطق عن الهوي). فإن الآية لا تتحدث عن كل ما يتفوه به الرسول على اطلاقه وانما تتحدث عن القرآن الكريم , فهو الذي يوصف بأنه (إن هو إلا وحي يوحي , علمه شديد القوي) "

فتلك الآية الكريمة تثبت العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخص أمور التشريع التي لا يجوز له صلى الله عليه وسلم ان يتكلم فيها من عنده، ولكن يوحي بها إليه .. ليعلمها لأصحابه في الأحاديث النبوية الشريفة، والقرآن الكريم.

أما أمور السياسة والزراعة، وسائر أمور الحياة اليومية ... فله صلى الله عليه ويسلم أن يقول فيها برأيه ... فيصيب كثيراً ... ويجانبه الصواب في بعض الأحايين

وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم، و إن الظن يخطيء و يصيب، و لكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذب على الله " (الراوي: طلحة بن عبيدالله و رافع بن خديج، المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2341 - خلاصة الدرجة: صحيح)

وخلاصة القول: ان لكل علم أهله ومجاله، فلا يجب أن نطلب دليلا شرعيا على مسألة غريبة تماما عن الشرع وعن مجاله

كما لا يصح أبدا أن نجعل علماء الشرع مستندا لنا أوحكما بيننا فى كل علم من علوم الطبيعة القائمة أساسا على المشاهدة والتجريب

وعلينا أن نتخذ من رسول الله فى موقفه المذكور آنفا أسوة لنا صلى الله عليه وسلم

وفى الختام أذكر بأننى ما قلت هذا الا انطلاقا من قوله تعالى: " وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين "

وأدعوه سبحانه قائلا:

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Jan 2010, 07:39 م]ـ

استفسار:

هل لهذه المسألة ثمرة تستحق كل ما جاء فيها من خلاف؟

الثمرة: إنها تكشف عما نعانيه من جهل وتخلف. إننا نبدو لمن يقرأ بعض ما جاء في هذه المداخلات، كأننا قادمون من كوكب آخر، واننا لا نقاسم غيرنا الحياة على الأرض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير