ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:09 ص]ـ
اخي: العليمي
هذا كلام وتحليل جميل ومفهوم ..
ولكن تشكل عليه أمور أرجو الجواب عنها بنفس موضوعية هذا المقال ..
1 - لقد خاطب القرآن الكريم عقول الناس الذين تنزل فيهم بأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، وكان صريحا في الحديث عنها، ومحددا لجزئياتها الدقيقة كيوم القيامة، والصراط، والميزان، والعرش، والملائكة، والجن ..
والذي يدل على أن هذه الأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
2 - هل قدم لنا القائلون بدوران الأرض - أعني نحن المتحاورون - دليلا واحدا على دورانها علميا كان أو شرعيا.
فلم يسردوا لنا نصا صريحا في دورانها، وأنت قلت إنه غير موجود في القرآن الكريم أصلا.
ولم يذهبوا بنا إلى الفضاء لنشاهد دورانها؛ بل حتى لم يجمعوا هم انفسهم على دورانها حتى نقلدهم في ذلك، ولا شك أنك على علم بالنظريات الكثيرة التي تشكك في نظرية "كوبرنيكس، وجاليليوا" حول علاقة الأرض بالشمس.
إذن كل ما عندنا عن دوران الأرض هو تقليد لما يبث لنا في البرامج الوثائقية، وما يدرس لمبتعثينا إلى الجامعات الغربية.
ومن عنده دليل غير هذا التقليد فليأتنا به، ويسرده بشكل صريح.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:48 ص]ـ
الأخوة الكرام،
إذن القرآن الكريم لا يصرح بثبات الأرض، وإبراهيم لايصدق معطيات العلم الحديث، وبذلك لم يعد هناك من إشكال.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 05:43 م]ـ
اخي: العليمي
هذا كلام وتحليل جميل ومفهوم ..
ولكن تشكل عليه أمور أرجو الجواب عنها بنفس موضوعية هذا المقال ..
1 - لقد خاطب القرآن الكريم عقول الناس الذين تنزل فيهم بأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض.
الجواب عن هذا يسير للغاية أخى الكريم:
الأمور التى ذكرتها أنت تنتمى كلها وبلا استثناء واحد الى عالم الغيب، فلا يمكن لنا ادراكها بالحس، ومن ثم فلا محل لتصادمها مع الادراك البشرى لأنها غير مدركة أصلا، أما مسألة دوران الأرض فتنتمى الى عالم الشهادة ومن ثم يمكن للادراك البشرى أن يحيط بها اما بالحس المباشر أو بالاستنتاج والحسابات النظرية الدقيقة جدا، فالقياس مع الفارق أخانا الكريم، فلا تقس أمور عالم الغيب على أمور عالم الشهادة، فالبون بينهما شاسع للغاية
أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فلماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
أقول لك لماذا؟:
أولا: لأن الله عز وجل - وكما أخبر عن نفسه - قال (ما فرطنا فى الكتاب من شىء) ومن هنا كان يجب أن يخبرنا عما خفى عنا من عوالم عظيمة حتى وان تعذر علينا ادراكها واستحال هذا تماما
ثانيا: أنت تعلم جيدا أن الايمان بالملائكة يعد ركنا أساسيا من أركان الايمان، وبالمثل الايمان باليوم الآخر بكل ما فيه مما ذكرت: الصراط والميزان وغيرهما، فكيف يخفى الله تعالى علينا أمثال تلك الأمور بينما هى من متعلقات الايمان الأساسية؟!!
وثالثا: لأن الله عز وجل يريد منا الايمان بالغيب دون بحث أونقاش، فالغيب نقابله بالايمان لا غير، نقابله بالتسليم والانقياد دون جدال ولا فضول، وقد امتدح سبحانه المتقين وجعل من أول صفاتهم أنهم: " الذين يؤمنون بالغيب "
أما أمور عالم الشهادة فالقرآن يحثنا على النظر والتفكر فيها ويدعونا ألا نقف حيالها موقف المتفرجين، فلماذا؟
لأن البحث فى هذه الأمور يقودنا الى الايمان القائم على الدليل والبرهان ونصل منها الى معرفة أكمل وأفضل بالخالق العظيم وبسننه فى الخلق، فاذا ما زادت معرفتنا به سبحانه وبدلائل قدرته وعظمته فى الكون الذى خلقه أصبحنا بالتالى أكثر خشية وأفضل تعبدا له جل وعلا، قال تعالى: " انما يخشى الله من عباده العلماء "
(يتبع)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 06:27 م]ـ
أخي الكريم: العليمي
يبدو أنني لم أستطع طرح السؤال بالشكل المناسب لغة؛ أو أنك لم تفهمه كما ينبغي.
الذي أريده هو حصر المقارنة بين عالم الغيب ودوران الأرض بالنسبة للذين تنزل عليهم القرآن؛ وهما جميعا عالم غيب بالنسبة لهم؛ فلا يستطيعون إدراك الملائكة من حيث الجملة - وإن كان بعضهم شاهدهم في عالم الحس - وليس بإمكانهم رؤية الجن - وإن كان بعضهم اشتركت جميع حواسه في إدراك الجن؛ فكذلك دوران الأرض، وغيره من الأمور الفلكية هي بالنسبة لهم كالجن تماما ولا فرق؛ فليست عندهم الآلات التي تمكنهم من اكتشاف دوران الأرض وغيره، فهي غيب بالنسبة لهم.
ومن هنا تدرك أن جميع أركان القياس في اللغة والأصول مستكملة هنا ..
فلماذا فصل لهم الله تعالى الأمور الغيبية وهي خارجة عن طاقة إدراكهم،؛ ولم يفصل لهم الأمور الفلكية كدوران الأرض وغيره؟ مع أن الجميع حقيقة واقعية على رأيكم.
أما جوابك عن الاستشكالات الأخرى فلم يتضح لي، وأعيد لك نفس الفقرة:
"والذي يدل على أن هذه الأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
¥