3. أقصد أن الله تعالى يكلفنا بما يغلب على ظننا، فإذا توفر الدليل اليقيني فلا معنى لغلبة الظن في مواجهة اليقين. أي إذا لم نجد الدليل اليقيني فنحن ملزمون بما يغلب في عالم الظن.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 06:08 م]ـ
أما كلام شيخ الإسلام الذي تريد معناه فهو واضح ..
وقصده رحمه الله تعالى أن يستدل على أن رؤية كل كوكب أو نجم هي رؤية متناسبة في كل مكان من الأرض؛ وبما أنه بنى ذلك على أن السماء تدور بما فيها من الكواكب والأجرام، فدل ذلك على أن الأرض هي مركز الكون وتقع في وسطه ..
هذا ما فهمت من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
أخي إبراهيم
يقولون: ثبّت الخاتم ثم انقش عليه، وأرى أن قاعدة الاستدلال أولاً ثم الأدلة بعد ذلك.
وسؤالي واضح .. وهو منصب على تصنيف نوع دليل شيخ الإسلام في حكمه على أن الأرض مركز الكرة الكونية .. وليس الشرح الذي تفضلت وشرحته.
أعيد: أهو
شرعي أم نظري قطعي أم ظني
حتى أفهم أنا على الأقل أي نوع هذا من الأدلة الذي لا يمكن الاعتراض عليه ويكتب بماء الذهب.
وخاصة أنك لم تجب من قبل عن سؤال مهم في فهم المسألة:
وهو هل العيان أي مشاهدة الشيء بالعين يأخذ قسطه من الاستدلال والاعتبار، هل يعتبر ذلك دليلاً يؤخذ به في القبول أم لا؟ وما درجته اليقينية، هل هو قطع أم ظن؟
وقد كنت ظننت أولاً أنك ممن يشترطون القطع في فهم الأدلة!!؛ فإذا أنت تقبل بخبر الواحد الذي يفيد العلم. وهذا جيد في الحوار.
وفي نظري القاصر أن ذلك الدليل الاضطراري الذي عبّر به شيخ الإسلام رحمه الله وبنى عليه الحكم: هو دليل نظري ظني.
فالإجماع المنقول غايته أن يقول إن الكون كوّن على هيئة كرة لا يحيط بها إلا خالقها سبحانه.
وهذا الإجماع لا غبار عليه لا شرعياً ولا علمياً. وهو من الاتفاق الذي يوصل إلى اتفاقات أخرى في الحوار .. ولكنه لا يؤدي إلى النتيجة الاضطرارية المشار إليها. والله أعلم.
وهذا الحكم المبني على ذلك الإجماع في وجهة نظري مفيد في بحث القضية؛ لأنه يبين أن شيخ الإسلام حكم على المسألة باجتهاد وليس بنص ولا إجماع.
أصحيح ما ذهبت إليه؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Jan 2010, 10:26 م]ـ
أخي الكريم: البيراوي.
أولا: خبر الواحد إذا احتفت به القرائن أفاد القطع إذا كان القطع عندك بمعناه عند أهل العلم وهو ما يعبرون عنه بالعلم اليقيني أو الضروري، وهذا هو أصح أقوال أهل العلم دليلا، ورجحه غير واحد من أهل العلم.
ثانيا: قضية الشهادة التي تعترض بها على هذا ينبغي لك مراجعتها في كتب أهل العلم فالشهادة ليست على حالة واحدة في الشريعة فبعض الأمور يثبت بخبر شاهدين، وبعضها بشاهد واحد عدل وامرأتين عدلتين؛ بل ويثبت بعضها بشهادة امرأة واحدة ..
أما الأخ: عصام فأقول له:
أولا: دليل شيخ الإسلام على أن الأرض مركز الكون .. إلخ هو اجتهاد منه في فهم معطيات نصوص كثيرة من الكتاب والسنة.
ولم أقل لك إن كلامه يفيد العلم اليقيني في هذه المسألة؛ بل قلت إنما كتب الأخ مجدي يكتب بماء الذهب، أعني معنى كلامه مجموعا لا مفرقا.
وأما اجتهاد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم؛ فلا أقول إن المسلم ملزم به؛ ولكن أقول إن اجتهادهم - غالبا - أولى وأقرب إلى الصواب من اجتهادي أنا وأمثالي؛ وذلك لسببين:
أ - كثرة درسهم ومدارستهم لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ب - ما خصهم الله تعالى به من الورع والتقوى والأكل من الحلال الخالص ... وكل ذلك له دخل قوي في الفهم والاستنباط والاستدلال.
أما قولك إنك كنت تظن أني ممن يقولون بالقطع في فهم الأدلة فإذا أنا أقبل خبر الواحد الذي يفيد العلم.
أقول لك إن جملتك هذه غير مفهومة لي؛ ولا أعرف تعبيرا عند أهل العلم يقارن بين القطع والعلم.
ولعلك تقصد العلم الضروري والعلم النظري.
فإذا كان ذلك هو قصدك فقد قلت لك إن خبر الواحد إذا احتفت به القرائن أفاد العلم الضروري.
أما قولك: إن الإجماع المنقول لا غبار عليه؛ فقد ذكرتك مرارا بعدم الاستعجال في مثل هذه الأحكام المطلقة؛ بل الإجماع المذكور عليه غبار، وعلى غيره من الإجماعات، ولك أن تراجع أقوال أهل العلم على ما يسمى بالإجماع.
اما سؤالك: أصحيح ما ذهبت إليه؟
¥