ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:17 م]ـ
الأخ الكريم "جمال" حياك الله ..... لا أخفيكم أنني لا أميل إلى الرأي الذي يفسر الآية على أنه أمر يحدث في الدنيا .... ولست من المدافعين عن - التفسير - الذي أوردتُه في تعقيبي السابق لكن أقول:
إن الهواء أو الريح سبب تحرك السحاب ... فليس من المعقول - لا علميا ولا منطقيا - أن السحاب يتحرك من تلقاء نفسه، وعلى هذا الفهم كان القياس ... فقالوا إن الجبال لا تمر
ولا تتحرك إلا بسبب تحرك الأرض أي "دورانها" ....
لكنني أعتقد - والله أعلم - أن الآية تتحدث عن يوم القيامة بحكم دلالة السياق ... ومما يؤكد اعتقادي هذا - كما أوردتٌ في تعقيبي الأول - قوله تعالى:
"" يوم تمور السماء مورا. وتسير الجبال سيرا "
وشكرا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Feb 2005, 11:51 م]ـ
يقول شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى عن القول بأن هذا في الدنيا: (لا شك أنه غلط).
وإذا نشطت نقلت كلامه بحروفه ـ بإذن الله ـ من شرحه على كتاب الإيمان من صحيح مسلم ـ والذي سيخرج قريباً بإذن الله (أعني كتاب الإيمان) وقد منّ الله تعالى عليّ بالقيام على تنسيقه،وتهيئته للنشر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:37 م]ـ
هذه عودة مني لأفي بما وعدت به من نقل كلام شيخنا رحمه الله على الآية.
وقد كان كلامه عند شرحه لـ (بَاب قَوْلِهِ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ)
آخر باب من أبواب كتاب الإيمان من صحيح مسلم رحمه:
والحديث الذي جرى الاستطراد فيه إلى أن ذكر شيخنا هذه الآية هو عند قول الإمام مسلم رحمه الله:
(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ قَالَ يَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ قَالَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ كِلاهُمَا عَنْ الأعْمَشِ بِهَذَا الإسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالا مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأبْيَضِ وَلَمْ يَذْكُرَا أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ.)
قال رحمه الله: وفي الحديث فوائد .... ثم ذكر أربعاً،والخامسة ـ هي بيت القصيد ـ وهذا نص كلامه:
5 - وفيه ـ أيضاً ـ أن الناس في ذلك اليوم، تراهم: أي: فتظنهم سكارى، وما هم بسكارى؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب، كالسكران، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب) أن ذلك في الدنيا، وليس في الآخرة، واستدل به على دواران الأرض.
وقد علل أن قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) بأنه لو كان يوم القيامة، لكان خطأً؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء، بل يرونها على حقيقتها، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة.
فنقول: هذا غلط، ها هو الله يقول: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى، والإنسان إنسان، في الدنيا وفي الآخرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:56 م]ـ
هل يمكن أن يكون وقت وقوع ذلك في منزلة بين الدنيا والآخرة، وهي مرحلة وقوع مقدمات يوم القيامة؟
وأذكر أن بين المفسرين خلافاً في وقت وقوع الزلزلة التي ذكره الله عز وجل في صدر سورة الحج.
ويؤيد هذا أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} (النمل:87)
قال ابن كثير في تفسيره لها: (يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفزع في الصور، وهو كما جاء في الحديث قرن ينفخ فيه. وفي حديث الصور: إن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر الله تعالى، فينفخ فيه أولاً نفخة الفزع ويطولها وذلك في آخر عمر الدنيا حين تقوم الساعة على شرار الناس من الأحياء فيفزع من في السماوات ومن في الأرض {إِلاَّ مَن شَآءَ ?للَّهُ} وهم الشهداء، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.}
¥