ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:06 ص]ـ
وأما سياق الآية فألفاظها تدل على أن المقصود - والله أعلم - إظهار كمال صنع الخالق للجبال في الدنيا ولهذا عبّر بقوله (وترى) بفعل المضارع وخطاب النبي وهو صلى الله عليه وسلم ابتداءَ، وهو لن ير تغير الجبال في الآخرة، (تحسبها) والناس في الآخرة لايحسبون الجبال بل يرونها عياناَ تسير عن مكانها، (تمر) والمرور يدل على تكرار بخلاف السير وهذا يدل على دوران الأرض. (صنع الله الذي أتقن) وهذا أظهر في حال الدنيا. وختم الآية كما ذكرت موافق لذلك.
وعليه فيمكن القول بأن الآية تدل على القولين المذكورين، الثاني نصاَ والأول تعريضاَ وإشارة.
والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد قراءة متأنية لهذا الموضوع، وبعد موازنة دقيقة لكافة الآراء الواردة فيه أقول:
تبين لى - بالدليل والبرهان - أن ما جاء فى الاقتباس أعلاه هو الأقرب للصواب والله أعلم
ذلك لأن الآية الكريمة قد جاءت بفعلين مضارعين يدلان على التجدد والاستمرار وهما (ترى) و (تمر)، ومن البديهى أن التجدد والاستمرار هما الأوفق بحال الحياة الدنيا والأنسب لأحداثها، فى حين يتعذر وقوعهما فى أحداث قيام الساعة، هذا من جهة
ومن جهة أخرى نجد أن المخاطب فى الآية وفى المقام الأول هو النبى صلى الله عليه وسلم، وهو - كما ذكر من اقتبسنا قوله - لن يعاصر أحداث قيام الساعة، فى حين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرى الجبال فى حياته
ومن جهة ثالثة نجد قوله تعالى " صنع الله الذى أتقن كل شىء " هو الأوفق كذلك بحال الحياة الدنيا ولا يناسب أحوال قيام الساعة
والحق أن من ينكر الاعجاز العلمى لهذه الآية الكريمة ودلالتها على دوران الأرض وسبق القرآن الى تقرير هذه الحقيقة العلمية الثابتة يقينا، أقول أن من ينكر ذلك عليه أن يراجع نفسه، ولا أزيد على هذا
وبرغم هذا كله أقول: ان التفسير الآخر للآية هو تفسير مشروع وليس خاطئا، ولكن يخطىء حقا من يقتصر عليه وحده رافضا الاشارة الاعجازية للآية الكريمة
وقولى انه تفسير مشروع يأتى من منطلق النظر للقرآن الكريم على أنه حمال أوجه، بما يجعله مناسبا لكل العصور، فلا يوجد ما يمنع فهمه قديما على وجه ما، ثم فهمه اليوم على وجه آخر، شريطة ألا يكون بين هذين الوجهين تعارضا جذريا يحول بين قبولهما معا، وأعتقد أن هذا هو ما انتهى اليه كذلك الاقتباس المذكور أعلاه
ويبقى علينا فى النهاية أن نقول على الدوام: والله جل وعلا هو أعلى وأعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[24 Sep 2009, 06:42 م]ـ
العبرة في ألفاظ القرآن الكريم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فقوله تعالى (وترى) (تحسبها) (وهي تمر) مخاطب فيها كل إنسان، وقد جاءت جميعها بأفعال مضارعة، ومعلوم أن الفعل المضارع يدل على الاستمرار، فالمرجح إذا أن الآية الكريمة تتحدث عن الحياة الدنيا.
أما الاستشهاد بالآية الكريمة (وترى الناس سكارى) فهذا ليس في محله لأنها تتحدث عن الحياة الدنيا حين تقع الواقعة، قال تعالى:
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:2)، وما ألزم الشيخ نفسه به لا يلزم به أحدا
فقوله لو كان .. يوم القيامة لكان خطأ. فليس من الصحيح أن نحكم بصحّة أو خطأ على أمر غير مُسَلَّم به، ثم ننفي هذا الأمر لنستدل على قولنا الأول.
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 03:52 م]ـ
وما ألزم الشيخ نفسه به لا يلزم به أحدا
فقوله لو كان .. يوم القيامة لكان خطأ. فليس من الصحيح أن نحكم بصحّة أو خطأ على أمر غير مُسَلَّم به، ثم ننفي هذا الأمر لنستدل على قولنا الأول.
عفوا أخى الحبيب: لم يتبين لى من هو الشيخ الذى تعنيه، فقد فاتكم عمل اقتباس لنص كلامه
فالمرجو تعيين شخصه، وذكر الاقتباس حتى لا اضطر الى معاودة قراءة الموضوع من أوله، وجزاكم الله خيرا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 06:34 م]ـ
أقصد الشيخ الشنقيطي في ما نقل عنه في أول الموضوع
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:27 ص]ـ
¥