تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[25 Jul 2004, 10:15 م]ـ

الصفة الرابعه:الاستهزاء بالمؤمنين

الإيمان منقبة ساميه، وشرف لايدانيه شرف، ومن افضل ما ينادي به الله المؤمن، بيد أن أولئك الذين في قلوبهم مرض لايستشعرون مكانة من كان قلبه مطمئن بالايمان، وعلو مرتبته عند الله، فينقلبون الى شياطينهم في خلواتهم، يخطبون ودهم بأن قولهم للذين آمنوا ما كان الا استهزاءً وسخرية بهم، وإنما التبعية والتقليد والمودة ليست الا لكم ايها المتبوعون، وهذا حال المنافق اذ لايقيم للإيمان وزناً، ولا لأهله شأناً،قال تعالى:)) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شيطاينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون)) 1 فهم يلقون المؤمنين بوجه، والمنافقين بوجه آخر، غير أن الوجه الحقيقي لهم هو ما يلقون به شياطينهم، أما ذلك الوجه المستعار للقاء المؤمنين فماهو الانفاق مظلم يصدر من تحت عباءته كره شنيع للكتاب والسنة والمؤمنين، ولو نزلنا هذه الصفة على أهل زماننا اليوم لتكشف طوابير من المنافقين الذين يظهرون الايمان والنصح والمودة وهم ابعد ما يكونون من ذلك.

ـ[المحرر]ــــــــ[26 Jul 2004, 03:39 ص]ـ

للفائدة الشيخ (سليمان بن عجلان العجلان) هو محقق شرح الواسطية، وشارح رسالة آداب المشي إلى الصلاة التي قدم لها اثنان من المشايخ.

محبكم،

أبو زرعة التميمي

ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[23 Aug 2004, 01:39 م]ـ

الصفة الخامسة:

الظن السيىء بالله تعالى:

إن مما يدمي القلب ويبعث على الأسى والألم أن تجد ممن أفاء الله عليهم بنعمة الخلق والرزق والصحة وموفور العافية من يظن بالله ظن السوء، حيث إن هذا خطب جسيم، وخطر عظيم،وأمر جلل، تتصدع منه الجبال الراسيات، وتنفر منه العقول السليمة، بل وتكاد ألا تصدقه لو لم يكن الخبر عنه جاء من رب العالمين في قوله تعالى ((ويعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا)) () إذ أخبر الله عز وجل في هذه الآية عن أولئك النفر من المنافقين الذين ظنوا بالله ظن السوء، فقالوا: لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم وقومه على قريش، ولن يعلي الله كلمته على الكافرين، وغرهم ما يتميز به قريش على المسلمين من عدد وعده! ولكن الله خيب ظن الذين نافقوا وأيد المسلمين بأعظم نصر إلى يوم القيامة، قال الله عنه في كتابه العزيز ((إنا فتحنا لك فتحا مبينا)) () وما أشبه الليلة بالبارحة حيث يقول منافقو زماننا لن ينصر الله المسلمين على الكافرين أبدا! ونظروا في تقديرهم ذلك إلى العوامل المادية، ونسوا أو تناسوا وعد الله لمن قلوبهم مليئة بالإيمان في قوله تعالى: ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) () ولاعجب في ذلك فالنفاق في قلوب أصحابه لايتغير بتغير الزمان فهم خلف أسوأ لسلف سيىء، وامتداد لذلك الفكر المنحط، قال سيد قطب في الظلال:وقد جمع النص بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، في صفة ظن السوء بالله، وعدم الثقة بنصرته للمؤمنين، وفي أنهم جميعا ((عليهم دائرة السوء)) فهم محصورون فيها، وهي تدور عليهم وتقع بهم، وفي غضب الله عليهم ولعنته لهم، وفيما أعده لهم من سوء المصير، ذلك أن النفاق صفة مرذولة لاتقل عن الشرك سوءاً، بل إنها أحط، ولأن أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات، وإن اختلف هذا الأذى وذاك في مظهره ونوعه.

وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله، فالقلب المؤمن حسن الظن بربه، يتوقع منه الخير دائماً، يتوقع منه الخير في السراء والضراء، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين، وسر ذلك أن قلبه موصول بالله،وفيض الخير من الله لاينقطع أبداً، فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة، وأحسها احساس مباشرة وتذوق، فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله، ومن ثم لايحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها، فيسوء ظنهم بالله، وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور، ويبنون عليها أحكامهم، ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا، على غير ثقة بقدر الله وقدرته، وتدبيره الخفي اللطيف.

وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع، وبين حالهم عنده، وما أعده لهم في النهاية، ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته: ((ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عزيزاً حكيما))

فلا يعييه من أمرهم شيء، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء، وله جنود السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.


1 - سورة الفتح الآة 6
2 - سورة الفتح الآية 1
3 - سورة محمد الآية 7

ـ[أخوكم]ــــــــ[31 Aug 2004, 06:50 ص]ـ
أحسنت أحسنت
لا تتوقف عن هذا الخير

بارك الله فيك
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير