تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 05:05 م]ـ

يرفع للفائدة ولمزيد من النظر والمدارسة من قبل الأعضاء الكرام

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 05:35 م]ـ

مشاركة مني أنقل لكم ما كتبته في رسالتي حول هذا الموضوع إتماما للفائدة فأقول:

اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المتشابه المذكور في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (آل عمران: من الآية7) هل هو مما يمكنُ الإطلاعُ على عِلْمِهِ أو لا يعلمهُ إلا الله؟ على قولين:

القول الأول: أنه مما يمكنُ علمه، ونُقل عن مجاهد وإحدى الروايات عن ابن عبّاس.

القول الثاني: أنّ المتشابه لا يعلمه إلاّ الله، وعليه الأكثر من السلف.

وسببُ الخلافِ:الاختلافُ في معنى (الواو) في قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فمنهم مَن قال: إنها عاطفةٌ، كأصحاب القول الأول، ولذا فالمتشابه مما يُعْلَمْ، ويجعلون الوقفَ عند قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.

ومنهم مَن قال: إنها للاستئنافِ، ولذا فالمتشابه مما لا يعلمه إلاّ الله، ويجعلون الوقفَ على لفظِ الجَلاَلَةِ {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}. ()

وهذا الخلاف المذكور إذا تأمّلْتَه وجدتَهُ ليسَ بخلافٍ في الحقيقة، ويمكنُ الجمعُ بين القولينِ وذلكَ بمعرفةِ أنواعِ التشابهِ في القرآنِ والفرقَ بينهما، ويتبيّنُ هذا بما قرّرهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال:" التشابه نوعان:

تشابهٌ نسبيٌّ، وتشابهٌ مُطْلَق.

والفرق بينهما: أن المطلقَ يخفى على كلِّ أحد، والنسبيُّ يخفى على أحدٍ دونَ أحد وبناءً على هذا التقسيم ينبني الوقفُ على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.

فالوقفُ على {إِلاَّ اللَّهُ} يكونُ المرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المطلقَ، وعلى الوصْلِ {إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يكونُ المرادُ بالمتشابهِ: المتشابهَ النسبيَّ، وللسلفِ في ذلكَ قولانِ:

القول الأول: بالوقفِ على {إِلاَّ اللَّهُ} وعليه ِأكثرُ السلفِ، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المُطْلَق الذي لا يعلمهُ إلاّ الله، وذلكَ: مثل كيفيةِ وحقائقِ صفاتِ الله، وحقائقِ ما أخبرَ الله به مِن نعيم الجنّة وعذاب النارِ " ... إلى أنْ قال:"

القول الثاني: بالوَصْلِ فيقرأ: {إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ النسبيَّ،وهذا يعلمهُ الراسخونَ في العلمِ؛ ويكون عند غيرهم مُتشابهًا ". ()

وفي موضع آخر قال:" التشابه الواقع في القرآن نوعان:

أحدهما: حقيقيٌّ وهو ما لا يمكنُ أنْ يَعْلَمَهُ البَشَرُ؛ كحقائقِ صفاتِ الله ?، فإننا وإنْ كُنَّا نعلمُ معاني هذهِ الصفاتِ، لكنّنا لا نُدرِك حقائقها، وكيفيتها لقوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: من الآية110) وقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) " ... إلى أنْ قال:"وهذا النوعُ لا يُسْأَلُ عن استكشافه لِتَعَذُّرِ الوصولِ إليه.

النوع الثاني: نسبيٌّ وهو ما يكونُ مشتبهاً على بعضِ الناسِ دونَ بعضٍ، فيكونُ معلوماً للراسخينَ في العلمِ دونَ غيرهمْ، وهذا النوعُ يُسْأَلُ عن استكشافهِ وبيانه؛ لإِمكانِ الوصولِ إليه؛ إذْ لا يوجدْ في القرآنِ شيءٌ لا يتبينُ معناهُ لأحدٍ مِن الناسِ، قال الله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:138)، وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ} (النحل: من الآية89)، وقال: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ? ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة:18 - 19)، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء:174).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير