ـ[مالك حسين]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:07 ص]ـ
بين يدي رسالة بعنوان ((أصول الدين عند الإمام الطبري))
تأليف: طه محمد نجار رمضان.
وهي في الأصل رسالة ماجستير
مقدمة إلى "قسم الفلسفة الإسلامية" كلية دار العلوم-جامعة القاهرة
بعنوان ((آراء الطبري الكلامية))
والرسالة بإشراف أ. د. مصطفى محمد حلمي
ونوقشت بتاريخ (20/ 2/2000م)
ومنح الباحث عنها: درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات.
وهي مطبوعة عن (دار الكيال) الرياض الطبعة الأولى 1426هـ-2005م.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:56 م]ـ
ومنح الباحث عنها: درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات. [/ align]
للأسف الشديد هذا التساهل الحاصل في منح التقديرات العالية والامتياز أخل بشدة بمستوى الطلبة، وبالتالي انعكس ذلك على مستوى الأساتذة الذين نالوا تلك الشهادات من غير استحقاق، فانعكس ذلك بدوره على مستوى طلبتهم، وهذا يفسر ضعف مستويات الكثير من الرسائل الجاميعة التي حقها أن تُرفَض لما فيها من إخلال بالمنهج العلمي الذي يتعلق بالمضمون، لا بمجرد الشكل.
والتفسير الوحيد الذي أجده لنيل مثل هذه الرسائل الضعيفة مثل تلك التقديرات العالية والوصية بطباعتها ونشرها هو دافع التعصب للمذهب ومحاولة تكثيف الضغظ الإعلامي على الضعفاء لضمهم إلى حضيرة المذهب المتعصَّب له من خلال الترويج الإعلامي المغالط.
وفي هذه الحالة فشخصية كالإمام الطبري لها من الأهمية الكبيرة ما يجعل البعض يحاول تقديمها في شكل مغالط لضمها في جانبهم، وإن اقتضى ذلك الخروج عن الموضوعية العلمية وطرح القضايا بشكل مزيف أو تحريف الأفكار عن مسار اختيار صاحبها أصلا، وما على المناقشين إلى المباركة والقبول وإسداء الامتياز، يا للفضيحة.
وقد تتبعت الرسالة المذكورة للطلب المسمى طه محمد نجار رمضان، والخلاصة عندي أنه لا يستحق نيل الشهادة أصلا لما فيها من النقص الواضح في دراسة كثير من آراء الإمام الطبري الكلامية، وتقديم البعض الآخر بصورة مغلوطة لخدمة غرض مذهبي لا أكثر ولا أقل.
وهنا لابد من طرح قضية غاية في الخطورة، وهي مدى استطاعة الطالب الانفكاك عن ميولاته المذهبية واختياراته الاعتقادية عند دراسة آراء إمام مخالف له في جملة من القضايا كما هو الحال في هذه الرسالة.
الواقع يفيد أن غالب الرسائل التي تتناول دراسة الآراء الاعتقادية لبعض الأئمة الكبار، والتي يتناول تقديمها طلبة في مقتبل الطلب والنشأة العلمية، نراهم صاروا أعلم وأفقه وأدرك للحقائق في أولئك العلماء الجبال الشامخة في العلم، فتجد الطلب الناشئ يخطّئ ذلك الإمام ويغلّطه ويلوي أفكاره ويتعقبها كيف شاء ويبطلها أحيانا ويحرف أخرى ويشحن الهوامش بالاعتراضات عليه نقلا عن غيره، وهذا للأسف أصبح سمة الرسائل المعاصرة التي يغلب عليها حب الانتصار للمذهب والتعصب إليه، لا الدراسة الموضوعية العلمية.
وسأكتفي هنا بضرب مثال واحد على عدم استحقاق تلك الرسالة نيل الشهادة أصلا، فضلا عن طباعتها، وسيتبين من خلالها أن المشرف والمناقشين لم يقوموا بدورهم الأصلي وهو مسائلة الطالب عن الأمور المشكلة في رسالته أو عن تحريفاته لأقوال العالم الذي تدرس آراؤه، وإلا فالأمثلة كثيرة جدا.
قال الطالب في ص 137 من الرسالة المذكورة عند تعرضه لعرض الدليل العقلي الذي سلكه الإمام الطبري لبيان حدوث العالم وافتقاره إلى محدِث واحد هو الله تعالى:
"ثم ينتقل بعد ذلك إلى الخطوة الثالثة من استدلاله، بعد أن قرر أن كل ما في العالم لا يخلو من الحدَث، ليقرر أن (ما لم يخل من الحدث لا شك أنه حادِث).
ثم قال الطالب: ولا يُعنَى ابن جرير عند هذه النقطة بالتدليل على أن ما لم يخل من الحوادث أو يسبقها فإنه محدَث، شأن من يعنى بهذا الدليل، وإنما غاية ما نجده ثَمَّ أن يقرر أنه محال أن يكون شيء يُحدِث شيئا إلا ومحدِثُه قبله. (أصول الدين عند الإمام الطبري، ص137)
التعليق:
عجبا للمشرف والمناقشين كيف يتركون هذا الكلام يمر مرّ الكرام.
ومرور هذا الكلام دال على أحد الأمرين:
ـ إما الجهل بمسائل علم الكلام، وهذا لا يليق بمن ينصب نفسه مشرفا أو مناقشا.
ـ وإما المشاركة في تزييف الحقائق بشكل مفضوح.
¥