تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

.. قال ابن مسعود في هذه الآية (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) قال: إذا حدث أمر عند ذي العرش سمع مَن دونه من الملائكة صوتًا كجر السلسلة على الصفا فيُغشى عليهم، فإذا ذهب الفزع عن قلوبهم تنادوا: (مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ)؟ قال: فيقول: من شاء قال الحق وهو العلي الكبير.

... عن مسروق قال: إذا حدث عند ذي العرش أمر سمعت الملائكة صوتًا ...

... عن عبد الله بن مسعود في قوله (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) قال: إن الوحي إذا أُلقِي سمع أهل السماوات صلصلة ...

... ينزل الأمر من عند رب العزة إلى السماء الدنيا؛ فيفزَع أهل السماء الدنيا، حتى يستبين لهم الأمر الذي نزل فيه، فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق وهو العلي الكبير، فذلك قوله (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ... ) الآية.

... عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "إن الله إذا قضى أمرًا في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها جميعًا، ولقوله صوت كصوت السلسلة على الصفا الصفوان ...

... عن النَّواس بن سمعان قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إذا أراد الله أن يُوحِيَ بالأمرِ: تكلَّمَ بالوَحي، أخذَتِ السماوات منه رَجفةٌ أو قال رِعْدَةٌ شديدةٌ خوفَ أمرِ الله، فإذا سمِعَ بذلك أهل السماوات صَعِقوا وخرُّوا لله سجَّدًا ...

... كان ابن عباس يقول: إن الله لما أراد أن يوحي إلى محمد، دعا جبريل، فلما تكلم ربنا بالوحي، كان صوته كصوت الحديد على الصفا، فلما سمع أهل السماوات صوت الحديد خروا سُجَّدًا، فلما أتى عليهم جبرائيل بالرسالة رفعوا رؤوسهم، فقالوا: (مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) وهذا قول الملائكة.

... عن ابن عباس قوله (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ... ) إلى (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) قال: لما أوحى الله تعالى ذكره إلى محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم دعا الرسول من الملائكة فبعث بالوحي، سمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سألوا عما قال الله فقالوا الحق وعلموا أن الله لا يقول إلا حقًّا وأنه منجز ما وعد، قال ابن عباس: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا ... ).

ثم إن الطبري بعدما ذكر أقوالا أخرى في تفسير الآية، قال:

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي ذكره الشعبي عن ابن مسعود لصحة الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بتأييده.

[انظر: تفسير الطبري، سورة سبأ (19/ 276) وما بعدها، ط هجر].

هل كفتك هذه الآثار يا هذا؟ هل رأيت فيها تقريرا لكلام الله بمشيئته واختياره في وقت دون وقت، ولقوم دون آخرين، و .. ، وهو ما عبرت عنه الآثار: حدث أمر .. ، حدث .. ، لما أراد، لما قال، وهكذا ... ؟!!

أما زلت مصرا على ما قلته، يا ( .. عبيدة)؛ أما زلت ترمي غيرك بالتحريف، والتشويه ... ، وأنت ما أنت من هذا كله؟!!

فإلى متى: (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه)!! [رواه البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه، مرفوعا].

وفي بعض الكتب السابقة:

(لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك؛ وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟!!

أو كيف تقدر أن تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القذى الذي في عينك، وأنت لا تنظر الخشبة التي في عينك؟!!

يا مرائي: أخرج ـ أولا ـ الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى الذي في عين أخيك). إنجيل لوقا: 6/ 41 - 42.

أي بُنَيَّ!!

قبل أن تتشنج في تبديع وتضليل من قال بذلك الأصل، وتنفي أن يكون الطبري يقول بصفات الله الاختيارية المتعلقة بمشيئته واختياره، وهو ما تسمونه الصفات الحادثة، أو حلول الحوادث، قبل أن تتشنج في ذلك كله، أتحفك بهذا النص، لصاحبكم، بل لإمامكم عند إطلاق المتأخرين، أبي عبد الله، فخر الدين الرازي، فاسمعوا، وعوا:

(ها هنا أبحاث:

البحث الأول: أنه هل يعقل أن يكون [يعني: الله جل جلاله] محلا للحوادث؟

قالوا: إن هذا قول لم يقل به أحد إلا الكرَّامية.

وأنا أقول: إن هذا قول قال به أكثر أرباب المذاهب.

أما الأشعرية: فإنهم يدَّعون الفرار من هذا القول، إلا أنه لازم عليهم من وجوه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير