o فالزيادة، كقوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار)، التوبة 100، قريء (من تحتها الأنهار) بزيادة (من)، وهما قراءتان متواترتان، ويمثل لها في قراءة الآحاد، بقراءة ابن عباس رضي الله عنهما، (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، بزيادة (صالحة)، وإبدال كلمة (أمام) بكلمة (وراء).
o والنقصان، كقوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا)، بدون واو، وقراءة الجمهور، بالواو، ويمثل لها في قراءة الآحاد بقراءة (والذكر والأنثى) بدلا من قوله تعالى: (وما خلق الذكر والأنثى).
· إختلاف اللهجات بالتفخيم والترقيق، والفتح والإمالة، والإظهار والإدغام، والهمز والتسهيل، والإشمام ونحو ذلك.
o ومن الأمثلة على الإمالة: قوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى)، بإمالة (أتى، وموسى).
o ومن الأمثلة على تسهيل الهمز، وهو لغة قريش كما سبق، قوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون)، بتسهيل الهمزة.
ويقول الشيخ مناع، بأن هذا الرأي هو أقوى الآراء، بعد الرأي الأول، وإليه ذهب الرازي رحمه الله، وانتصر له من المعاصرين الشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني.
¨ خامسا: وذهب بعضهم إلى أن العدد سبعة لا مفهوم له، وإنما هو رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد، فهو إشارة إلى أن القرآن في لغته وتركيبه كأنه حدود وأبواب لكلام العرب كله مع بلوغ الذروة في الكمال، فلفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة والكمال في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد العدد المعين، وإلى هذا مال القاضي عياض رحمه الله، ومن تبعه.
¨ سادسا: إن المراد بالأحرف السبعة، القراءات السبع، وقد حكي عن الخليل بن أحمد رحمه الله، وقد وصف الزركشي رحمه الله، هذا الرأي بأنه أضعف الآراء.
وزاد الزركشي رحمه الله، في البرهان:
¨ أولا: أن المراد أن علم القرآن، يشتمل على سبعة أشياء:
· علم الإثبات والإيجاد، كقوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض).
· وعلم التوحيد، كقوله تعالى: (قل هو الله أحد).
· وعلم التنزيه، كقوله تعالى: (أفمن يخلق كمن لا يخلق).
· وعلم صفات الذات، كقوله تعالى: (الملك القدوس).
· وعلم صفات الفعل، كقوله تعالى: (واعبدوا الله).
· وعلم العفو والعذاب، كقوله تعالى: (ومن يغفر الذنوب إلا الله).
· وعلم الحشر والحساب، كقوله تعالى: (إن الساعة لآتية).
· وعلم النبوات، كقوله تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين).
· والإمامات، كقوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
ويلاحظ أن أصحاب هذا الرأي، ذكروا تسعة أشياء، لا سبعة.
¨ ثانيا: أن المراد به سبعة أشياء: المطلق والمقيد، والعام والخاص، والنص والمؤول، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفسر، والإستثناء وأقسامه، حكاه أبو المعالي بسند له عن أئمة الفقه.
¨ ثالثا: وقد حكي عن أهل اللغة: أن المراد الحذف والصلة، والتقديم والتأخير، والقلب والإستعارة، والتكرار، والكناية والحقيقة والمجاز، والمجمل والمفسر، والظاهر، والغريب.
¨ رابعا: وقد حكي عن النحاة، أنها التذكير والتأنيث، والشرط والجزاء، والتصريف والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع والتفريق، والتصغير والتعظيم، وإختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى، وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا.
¨ خامسا: وحكي عن الصوفية، أنها سبعة أنواع من المبادلات، والمعاملات، وهي الزهد والقناعة مع اليقين، والحزم والخدمة مع الحياء، والكرم والفتوة مع الفقر، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف، والرجاء والتضرع والإستغفار مع الرضا، والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة، والشوق مع المشاهدة. اهـ، وينبغي التنبيه على ما قد تحتويه هذه العبارات، من تجاوزات، وخاصة عند الصوفية.
¨ سادسا: أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه، لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأكملها كلمة، والحرف يقع على المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة، قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي رحمه الله، فالحرف مشترك لفظي، له أكثر من معنى.
¥