تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

فهذه الآيات دالة على أن المراد بالمسجد الحرام الحرم كله، وممن ذهب إلى هذا – أيضاً – الإمام ابن حزم – رحمه الله – فقد أطال في الاستدلال على هذا (ثم ذكر المؤلف كلامه في هذا) وينبني على هذا أن الصلاة في الحرم كله مضاعفة وأنها بمائة ألف صلاة فيما سواه لما ثبت أن صلاة في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجد النبي –صلى الله عليه سلم- (وفي هذه المسألة خلاف أيضاً).

(ويدخل تحت هذا جلُّ ما ذكره المفسرون من الكليات؛ لأن جلها أغلبي لا كلي مطرد إلا القليل منها. فيحكونها كلية لأجل ترجيحهم في موضع التنازع لما غلب استعماله في أكثر المواضع ومن ذلك قول ابن القيم مثلاً: النجوم حيث وقعت في القرآن فالمراد منها الكواكب.اهـ مع أن الخلاف في آية الواقعة (75) معلوم وقد ذكره ابن القيم – أيضاً -.

وقد ذكر ابن فارس في كتابه " الأفراد" جملة من الكليات في التفسير نقلها عنه الزركشي والسيوطي وزاد عليها جملة وافرة.

وذكر الراغب الأصفهاني في " المفردات " جملة منها واهتم بالأسلوب أكثر من غيره (ذكرها المحقق صفوان داوودي في الفهارس: " فهرس القواعد الكلية في التفسير ".

واهتم بها – أيضاً – الكفوي في كلياته، وذكر المفسرون في مواضع متناثرة جملة منها) [من كتاب: " قواعد الترجيح " (1/ 184 - 185).] ومن ذلك:

1 - قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار: كل شيء في القرآن أو كذا أو كذا فصاحبه بالخيار أيّ ذلك شاء فعل. ا هـ[" جامع البيان " (2/ 237].

2 - ومنها قول ابن زيد: التزكي في القرآن كله: الإسلام. ا هـ[" جامع البيان " (30/ 39).]

3 - ومنها قول قتادة: حيثما ذكر الله الخير في القرآن فهو المال. ا هـ.

ولمعرفة المزيد من الأمثلة ينظر كتاب:"الحقيقة الشرعية" لمحمد بن عمر بازمول.

حرر عصر الخميس 5 جمادى الآخرة 1425هـ في مدينة الرياض.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Aug 2004, 07:14 ص]ـ

وسأذكر - إن شاء الله - أمثلة تطبيقية متتابعة لهذه القاعدة:

من الأمثلة ما جاء في تفسير قول الله نعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} (الحديد: من الآية20)

قال ابن القيم في سياق كلام له عن هذه الآية: (ثم أخبر سبحانه عن مصير الدنيا وحقيقتها، وأنها بمنزلة غيث أعجب الكفار نباته، والصحيح - إن شاء الله - أن الكفار هم الكفاربالله، وذلك عرف القرآن حيث ذكروا بهذا النعت في كل موضع، ولو أراد الزراع لذكرهم باسمهم الذي يعرفون به، كما ذكرهم به في قوله: " يعجب الزراع ".

وإنما خص الكفار به، لأنهم أشد إعجاباً بالدنيا، فإنها دارهم التي لها يعلمون ويكدحون، فعهم أشد إعجاباً بزينتها وما فيها - من المؤمنين.) [عدة الصابرين ص281]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Aug 2004, 03:02 م]ـ

جاء في كتاب المغني في الفقه لابن قدامة ما نصه:

(وعرف القرآن فيما أريد به التخيير البداية بالأخف ككفارة اليمين، وما أريد به الترتيب بدئ فيه بالأغلظ فالأغلظ ككفارة القتل) هنا ( http://membres.lycos.fr/makuielys/3/fiqh/6.htm)

ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[20 Aug 2004, 11:28 م]ـ

أحسن الله إليك يا أبا مجاهد على هذا التنبيه المهم، وقد أشار ابن عاشور في المقدمة العاشرة من مقدمات تفسيره التحرير والتنوير إلى هذه المسألة بعنوان: عادات القرآن، ومما قاله: (يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه، وقد تعرض بعض السلف لشيء منها، فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر، وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضاً. وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال: قال ابن عيينة: ما سمى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً، وتسميه العرب: الغيث كما قال تعالى: "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا". وعن ابن عباس أن كل ما جاء من "يا أيها الناس" فالمقصود به أهل مكة المشركون). وللحديث بقية ...

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Aug 2004, 11:16 م]ـ

قال ابن القيم رحمه الله: (فعرف القرآن من أوله إلى آخره في الذين أوتوا الكتاب أنهم أهل الكتابين خاصة وعليه إجماع المفسرين والفقهاء وأهل الحديث.) كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 2، صفحة 813.

ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[25 Aug 2004, 12:47 م]ـ

قال ابن عاشور في تفسيره 1/ 125: (وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها، ومنها: أن كلمة "هؤلاء" إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة، كقوله تعالى: "بل متعت هؤلاء وآباءهم" وقوله: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين").

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير