ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Aug 2004, 10:14 ص]ـ
ومما له صلة بالموضوع ما ذكره ابن القيم في تفسير النجوم في قول الله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم) قال:
(وقد اختلف في النجوم التي أقسم بمواقعها؛ فقيل: هي آيات القرآن ومواقعها نزولها شيئا بعد شيء وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء وقول سعيد بن جبير والكلبي ومقاتل وقتادة.
وقيل النجوم هي الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبها هذا قول أبي عبيدة وغيره.
وقيل مواقعها انتشارها وانكدارها يوم القيامة وهذا قول الحسن، ومن حجة هذا القول أن لفظ مواقع تقتضيه فإنه مفاعل من الوقوع وهو السقوط فلكل نجم موقع وجمعها مواقع ومن حجة قول من قال هي مساقطها عند الغروب أن الرب تعالى يقسم بالنجوم وطلوعها وجريانها وغروبها إذ فيها وفي أحوالها الثلاث آية وعبرة ودلالة كما تقدم في قوله تعالى (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) وقال (والنجم إذا هوى) وقال (فلا أقسم برب المشارق والمغارب).
ويرجح هذا القول أيضا أن النجوم حيث وقعت في القرآن فالمراد منها الكواكب كقوله تعالى (وإدبار النجوم) وقوله (والشمس والقمر والنجوم).) انتهى من كتاب التبيان في أقسام القرآن، الجزء 1، صفحة 137.
تنبيه: سمعت من الدكتور زغلول النجار أن علماء الفلك مجمعون على أن النجوم غير الكواكب، وأن التسوية بينهما خطأ علمي كبير. [انتهى ما أفدته من النجار]
والفرق بينهما: أن النجوم أجسام غازية ملتهبة ينبعث منها ضوء وحرارة وهي بعيدة جدا عن الأرض0
و الكواكب: أجسام كروية معتمة وباردة تستمد الضوء والحرارة من النجم الرئيس الذي تدور حولة 0
تذييل: مما يؤخذ على بعض طلبة العلم أنهم يستقون معلوماتهم المتعلقة بالعلوم الكونية أو الطبية من مراجع متقدمة، رغم تطور العلم الحديث في هذه المجالات.
ومن باب الاستغراب أذكر أن خطيب مسجدنا وفقه الله يخطب في بداية الشتاء خطبة عن الشتاء وما يحصل فيه من تغيرات، وينقل خطبته من كلام لابن القيم رحمه الله، وكثير من المعلومات التي يذكرها لو سمع بها طبيب متخصص لتعجب كثيراً؛ لأن أكثرها لم يعد له مصداقية بعد تطور علم الطب.
وقد ذكر الطبيب على عامر ياسين [وهو مهتم بالعلم الشرعي، ومحقق متقن] شيئاً من المعلومات الطبية التي اشتمل عليها كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، والطب الحديث يبطلها، ولا يقرها. كما في تحقيقه الجيد للكتاب المذكور.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:58 ص]ـ
ومن الأمثلة على أهمية معرفة عرف القرآن وعادته ما أورده ابن القيم عند تفسيره للقسم في قول الله تعالى: {فلا أقسم بالخنّس * الجوار الكنّس} حيث ذكر أنه قد قيل في تفسير الخنس هنا: إنها بقر الوحش والظباء، ثم ذكر أن هذا التفسير غير ظاهر لوجوه، ومنها قوله:
(أنه ليس بالبين إقسام الرب تعالى بالبقر والغزلان، وليس هذا عرف القرآن ولا عادته، وإنما يقسم سبحانه من كل جنس بأعلاه، كما أنه لما أقسم بالنفوس أقسم بأعلاها، وهي النفس الإنسانية، ولما أقسم بكلامه أقسم بأشرفه وأجله، وهو القرآن. ولما أقسم بالعلويات أقسم بأشرفها وهي السماء، وشمسها وقمرها، ونجومها. ولما أقسم بالزمان أقسم بأشرفها، وهو الليالي العشر. وإذا أراد سبحانه أن يقسم بغير ذلك أدرجه في العموم، كقوله " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون " وقوله "الذكر والأنثى" في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.) انتهى من كتابه: التبيان في أقسام القرآن.
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 Feb 2005, 07:41 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
ولعل موضوعك هذا يكون عمدة
فجزاك الله كل خير
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[07 Feb 2005, 10:29 ص]ـ
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: إن المعهود استعمال الختم على القلب في شأن الكفار في جميع موارد اللفظ في القرآن كقوله:
(ختم الله على قلوبهم) , وقوله: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) ونظائره.
التبيان في أقسام القرآن - ج1/ص116
ـ[أخوكم]ــــــــ[28 Feb 2005, 06:55 ص]ـ
¥