ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 08:08 ص]ـ
ومنه أيضا:
"أل" في "الملك" في قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)، فهي جنسية تفيد استغراق عموم ما دخلت عليه، فيؤول الكلام إلى: والملائكة على أرجائها.
بخلاف "أل" في "الملك" في حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ)، فإن: "أل" في "الملك" للعهد الذهني، فهو ملك بعينه: جبريل عليه السلام أمين الوحي وروح القدس.
وكذلك "أل" في "الملك" في حديث بدء الوحي: (فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، فهي للعهد الذهني، فالمقصود أيضا: جبريل عليه السلام.
*****
ومنه "أل" في لفظ: "المرأة" في حديث:
"ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَبِلَالٌ مَعَهُنَّ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ تَصَدَّقَ بِخُرْصِهَا وَسِخَابِهَا ": فهي جنسية تفيد استغراق عموم النساء اللاتي وعظهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما أشار إلى ذلك الشوكاني، رحمه الله، في "نيل الأوطار" بقوله: "قَوْلُهُ: (فَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ) الْمُرَادُ بِالْمَرْأَةِ جِنْسُ النِّسَاءِ". اهـ
بخلاف "أل" في حديث جابر رضي الله عنه: (فَدَخَلْنَا حِين أَمْسَيْنَا، فَقُلْت لِلْمَرْأَةِ: إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلًا كَيِّسًا، قَالَتْ: سَمْعًا وَطَاعَة، فَدُونك. قَالَ: فَبِتّ مَعَهَا حَتَّى أَصْبَحْت)، فإن "أل" في: "للمرأة" للعهد الذهني، فالمقصود بها امرأة بعينها هي امرأته.
*****
ومنه أيضا:
"أل" في "الروح" في حديث أم سلمة، رضي الله عنها، مرفوعا:
"إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ"، فهي جنسية تفيد استغراق عموم الأرواح كلها.
بخلاف "أل" في "الروح" في قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ)، فهي للعهد الذهني، فالمقصود بالروح في الآية: جبريل عليه السلام، أو ملك عظيم، على خلاف بين المفسرين، فيكون عطف الملائكة عليه من باب: عطف العام على الخاص تنويها بذكره، فقد أفرد بالذكر ابتداء، ثم شمله العموم المعطوف انتهاء، فتكرر ذكره، وتكرار الذكر مظنة العناية.
*****
ومنه أيضا:
"أل" في "الفتنة" في قوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)، فإنها جنسية تفيد استغراق كل أنواع الشرك بالله عز وجل.
بخلاف "أل" في "الفتنة" في قول محمد بن سيرين رحمه الله:
"لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنْ الْإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قَالُوا سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ"، فهي للعهد الذهني فالمقصود فتنة بعينها وهي: فتنة الجمل وصفين، فقد كانت بداية ظهور الفرق الضالة من خوارج وسبئية، فظهر الكذب نصرة للمذهب، فوجب التحري في قبول الأخبار بالنظر في رجال أسانيدها، فيؤخذ حديث العدول ويرد حديث المجروحين، وقد كانت هذه الأقوال لأهل العلم المتقدمين الأساس الذي بنى عليه من بعدهم: علم الجرح والتعديل، أحد مآثر هذه الأمة بشهادة أعدائها قبل أصدقائها، ففيه من الدقة والتحري ما حير الباحثين المتخصصين في هذا الشأن في العصور الحاضرة.
وقد تكفل الله، عز وجل، بحفظ دينه، مصداق قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وحفظ السنة حفظ للذكر المنزل.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 06:51 ص]ـ
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ)، فـ: "أل" في "الجنة" للعهد الذهني، فهي الجنة التي منع أصحابها صدقتها كما جاء في قصتهم المعروفة.
¥