تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 08:50 ص]ـ

ومن ذلك أيضا:

قولك: ضربت زيدا الضربَ:

أي: الضرب المعهود، فـ: "أل" في الضرب: للعهد الذهني.

*****

ومن ذلك أيضا:

"أل" في "الناس" في:

قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

فـ: "أل" في "الناس" الأولى لعهد ذهني بينه سبب نزول الآية، فهو: شخص بعينه: نعيم بن مسعود، رضي الله عنه، فيكون من باب: العام الذي أريد به خاص، وهو مجاز عند من يقول بالمجاز، إذ أطلق الكل وأراد البعض.

وكذا فـ: "أل" في "الناس" الثانية، فهي، أيضا، لعهد ذهني فهو: شخص بعينه: أبو سفيان، رضي الله عنه، وكان قائد المشركين يوم أحد.

ومثله:

"الناس" في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).

يقول أبو السعود رحمه الله:

"واللام في الناس للعهد والإشارةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وحملُه على الجنس إيذاناً بحيازتهم للكمالات البشريةِ قاطبةً فكأنهم هم الناسُ لا غيرُ". اهـ

ومنه أيضا:

قوله تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)

فالمقصود بـ: "الناس": في الآية، كل من عدا قريش، فيكون، أيضا، من باب: العام الذي أريد به خاص، ودلالته، كما تقدم، عهدية لأنه يدل على أفراد بعينهم من أفراد العموم الذي يدل عليه اللفظ بمادته، وإن كانوا هم الأغلب، ففي هذه الآية: عدد الأفراد الداخلين أكبر من عدد الأفراد الخارجين، لأن العرب قاطبة أكثر عددا، بلا شك، من قريش بمفردها، بخلاف "الناس" في المثالين السابقين، إذ: عدد الأفراد الداخلين أقل من عدد الأفراد الخارجين، فنعيم بن مسعود وأبو سفيان، رضي الله عنهما، يقابلان كل من يشملهم لفظ "الناس"، فعددهم، بلا شك، أقل من عدد أفراد العام.

وكذلك:

قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ)، فـ "أل" في "الناس" عهدية تدل على جماعة معهودة، وهي: الجماعة المسلمة في عهد النبوة.

بخلاف:

"الناس" في مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فهي جنسية استغراقية على بابها.

و: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، فهو عام لا مخصص له، فكل الناس واقف أمام الباري، عز وجل، لا محالة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 09:52 ص]ـ

ومن ذلك أيضا:

لفظ "الأرض":

فـ: "أل"، في "الأرض" في قوله تعالى: (بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، جنسية استغراقية تفيد استغراق عموم ما دخلت عليه، فهي بمعنى: "الأرضين"، كما في حديث ابن مسعود، رضي الله عنه، مرفوعا: (يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ .............. )، والحديث عند البخاري ومسلم رحمهما الله.

بخلاف "أل" في حديث الخصائص: (وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا)، فالأصل فيها أنها أيضا: جنسية استغراقية، ويقوي ذلك أنها جاءت في معرض الامتنان، والعموم مظنة الامتنان، فإن تخصيص عموم المنة ينغصها، ولكن هذا العموم قد خص بأدلة النهي عن الصلاة في أماكن بعينها كالمقبرة والحمام، فصارت "أل" في "الأرض": عموما أريد به خصوص بعينه، وهو ما عدا الأماكن المنهي عن الصلاة فيها، وهذا فيه معنى العهد الذي يتبادر إلى ذهن السامع الذي يعرف هذا الحكم.

والسر في تخصيص عموم هذه المنة مع أن الأصل فيها، كما تقدم، العموم: أن التخصيص إنما ورد صيانة للتوحيد: حق الله، عز وجل، على العبيد، فلما تعلق الأمر بحق الله، عز وجل، خص العموم، كما ذكر ذلك حافظ المغرب: أبو عمر يوسف ابن عبد البر المالكي، صاحب "التمهيد"، رحمه الله.

ومنه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير