ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 12:50 ص]ـ
أخي مهاجر
هل حضرت دكتوراه في (ال) من قبل!
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 07:29 ص]ـ
هي طريقة، أخي أيمن، أشار إليها أحد الفضلاء عندنا في مصر، ملخصها: جمع الملاحظات حول مسألة بعينها في كراسة صغيرة، أو "نوتة" كما يقال عندنا في مصر، لئلا ينساها المدون، ومن ثم يقوم بجمع الفوائد العلمية المتعلقة بهذه النقاط المدونة، فربما تحصل له مشروع بحث بهذه الطريقة، ولعلك تلاحظ أن هذه المشاركات لا ترتيب منهجي لها، يدل على ذلك الانقطاع الطويل بين بعض أفراد المداخلات، لأنها فوائد مجموعة عرضا لا قصدا، فضلا عن الاستطرادات الجانبية فيها، فضلا عن الاستدراكات التي قد ترد عليها، فقد لا تكون شواهد على موضوع المداخلات الأساسي أصلا، وإن ظنها الكاتب كذلك، ولكنها مع ذلك، قد تحوي فوائد ينتفع بها الكاتب والقارئ، ويكفي جمعها في سياق واحد من المداخلات في مكان آمن كمنتدانا، فهي نسخة احتياطية!!!، وأما البحث الأكاديمي، فهو شيء آخر، لاعتماده منهجيةً معينةً لا يتقنها إلا المتخصصون من طلبة الدراسات العليا.
ولعلك أخي أيمن تسير على هذه الطريقة في قراءتك، بجمع أشتات المسائل تحت عناوين رئيسية أو فرعية، فعن تجربة شخصية: فائدتها عظيمة جدا!!!!.
وقد استشهد ذلك الفاضل بتجربة الإمام القرافي المالكي، رحمه الله، صاحب كتاب "الفروق"، إذ حكى في أوله أنه بدأ بمسألة الفرق بين: الشهادة والرواية، لأنه مكث زهاء ثمان سنوات إن لم تخني الذاكرة، يسأل عنها كل من لقي من أهل العلم، فتحصل له فيها ما لم يتحصل لغيره، فلم يتقن هذه المسألة أحد إتقان القرافي، رحمه الله، لها.
*****
ومن الشواهد التي قد تتعلق بموضوع هذه المداخلات:
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ)، أي: لآل البيت عليهم السلام.
فإن "أل" في "الصدقة":
عهدية تشير إلى الصدقة الواجبة دون صدقة النافلة، فتجوز صدقة النافلة عليهم، لأن علة النهي عن قبول الصدقة الواجبة، وهي: كونها أوساخ الناس، أي: مكفرة لذنوبهم، ليست متحققة في صدقة النافلة، واختار الشوكاني، رحمه الله، عموم "أل" في هذا الحديث، فتكون جنسية استغراقية، تفيد استغراق عموم الصدقة سواء أكانت واجبة أم نافلة.
*****
ومنه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ)
فإن "أل" في "العبد" عهدية، فإما أن يكون العهد ذكريا لتقدمه: "إن الله خير عبدا"، على وزان قوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ).
وإما أن تكون ذهنية، لأن العبد قد علم أنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن خفي ذلك على الصحابة، رضي الله عنهم، ابتداء، فلم يدرك مراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا رفيقه: الصديق أبو بكر، رضي الله عنه، واستعمال الإبهام هنا: من صور بلاغة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذ فيه تشويق للمخاطب واسترعاء لانتباهه، وفيه دليل على سعة علم الصديق، رضي الله عنه، إذ لم يدرك مغزى كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا هو.
وفي رواية أخرى: (إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ النَّاسُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ).
فـ: "أل" في "الشيخ": عهدية ذهنية، تشير إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فهو الذي أدرك مراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا بين بأدنى تأمل.
*****
¥