تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:41 م]ـ

كم أنت رائع أيّها المهاجر إلى الله ورسوله

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 09:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا أبا العباس، أيها المقدسي المرابط، على المرور والتعليق.

ومما قد يتعلق بموضوع المداخلات:

الحقائق العرفية الخاصة عند أهل الفنون والصناعات:

كـ "الفاعل" عند النحاة، فـ: "أل" فيه: عهدية تشير إلى من أسند إليه الفعل نفيا أو إثباتا، كـ: أكل زيد أو: ما أكل زيد، أو اتصف به، كـ: مات زيد.

بخلاف الفاعل عند الفلاسفة، وهذيانهم في مسألة العلة الفاعلة مما لا يتسع المقام لذكره.

وبخلاف الفاعل في نحو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)، فإن السياق قد دل على فاعل تلك الفاحشة، فصارت "أل" فيه بمنزلة العهد الذي دل عليه السياق، وهذا بين بأدنى تأمل.

*****

وكذلك:

"الخبر"

فإن العهد فيه يختلف باختلاف العلم الذي يتناوله:

فالخبر عند النحويين: الجزء المتم الفائدة.

والخبر عند البلاغيين: ما يحتمل الصدق أو الكذب لذاته.

والخبر عند المحدثين:

مرادف الحديث، عموما، متصلا كان أو مرسلا، على قول.

ومرادف الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاصة على قول ثان وهو قول الخراسانيين كما نقل ابن كثير، رحمه الله، في "اختصار علوم الحديث" عن أبي القاسم الفوراني رحمه الله.

وما كان عن غير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على قول ثالث.

وما كان عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعن غيره في قول رابع، فتكون دائرته أوسع من دائرة الحديث، فكل حديث خبر ولا عكس، إذ العلاقة بينها على هذا القول: عموم وخصوص مطلق.

وقد أشار الحافظ، رحمه الله، إلى طرف من هذه الأقوال في مقدمة "نزهة النظر".

والخبر عند المؤرخين هو: أي منقول سواء أكان حديثا أم أثرا موقوفا، أم خبرا متأخرا عن: خلافة أو خليفة، أو إمارة أو أمير، أو غزوة أو ............. إلخ، كما هو مشاهد في كتب التاريخ.

فصار اللفظ واحدا، ولكن له عهدٌ يختلف باختلاف الفن الذي يستعمل فيه.

*****

ومنه "الطعام" في حديث معمر بن عبد الله، رضي الله عنه، مرفوعا: (الطعام بالطعام مثلا بمثل).

فـ: "أل" في "الطعام" عهدية تشير إلى طعام بعينه هو "الشعير"، لأنه كان طعام أهل المدينة آنذاك، وقد جعله الأصوليون مثالا على تخصيص العموم بالعرف المقارن للخطاب، وفرعوا على ذلك مسألة:

الصاع في زكاة الفطر، فإنه لا يخرج من الأصناف المنصوص عليها في حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، فقط، وإنما يخرج من قوت أهل البلد، أيا كان، وقد جد في زماننا أقوات لم تكن موجودة زمن السلف، رضي الله عنهم، كـ: "المعكرونة"، أو "المكرونة"، فهي مما يكال، وقد صارت قوتا لأهل كثير من الأمصار فتجزئ في زكاة الفطر، وإن لم تكن من المنصوص عليه في حديث أبي سعيد، رضي الله عنه، كما تقدم. فيقال عندئذ: الأصناف المذكورة في حديث أبي سعيد، رضي الله عنه، من قبيل: ذكر بعض أفراد العام استنادا إلى العرف آنذاك، فالأصناف التي كان الناس يقتاتون عليها زمن النص هي ....... ، و: ذكر بعض أفراد العام لا يخصصه، كما تقرر في الأصول، وإنما مناط المسألة: هل المخرج قوت لأهل البلد أو لا، فإن تحقق فيه معنى الاقتيات جاز إخراجه، وهي مسألة تتفاوت من بلد إلى آخر، فقد يكون الصنف من الطعام كاللحم، على سبيل المثال، قوتا في بلد فيجزئ، ولا يكون قوتا في بلد آخر فلا يجزئ.

*****

ومنه قول علي لأبي بكر رضي الله عنهما: "موعدك العشية للبيعة".فإن "البيعة" في الاصطلاح حقيقة في خمسة أقسام نص عليها أهل العلم باستقراء النصوص:

البيعة على الإسلام.

البيعة على النصرة.

البيعة على الجهاد.

البيعة على الهجرة.

البيعة على الخلافة.

والمقصود، بالبيعة هنا: البيعة على الخلافة، فتكون "أل" عهدية تشير إلى قسم منها دون بقية الأقسام.

فعلي، رضي الله عنه، من السابقين الأولين، فلا يتصور أن تكون بيعته على الإسلام أو الهجرة، ولم يتخاذل، رضي الله عنه، عن نصرة الصديق، رضي الله عنه، إذ خرج مجاهدا من أول يوم في حروب الردة تحت إمرة أبي بكر، رضي الله عنه، وتولى قيادة إحدى الفرق التي عهد إليها الصديق، رضي الله عنه، بحراسة مداخل المدينة.

ولذلك، رجح من رجح من أهل العلم، كابن كثير، رحمه الله، بيعة علي، رضي الله عنه، من أول يوم، أو من اليوم الثاني من وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا أليق بمقام أبي الحسن، رضي الله عنه، فهو من أحرص الناس على وحدة الصف حقيقة لا تقية!!!!.

وتحمل بيعته الثانية بعد وفاة فاطمة، رضي الله عنها، على أنها توكيد لا تأسيس.

*****

ومنه:

قوله تعالى: (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا).

فإن "أل" في "العظام" عهدية تشير إلى عظام حماره، بخلاف العظام في نحو قوله تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فـ: "أل" في "العظام": جنسية لبيان الماهية.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير