أَحَدهمَا: مَا قَالَهُ الْمَازِرِيُّ وَغَيْره الْمُرَاد وَهُوَ مُقِيم فِي بُيُوت مَكَّة. قَالَ ثَعْلَب: يُقَال: اكْتَفَرَ الرَّجُل إِذَا لَزِمَ الْكُفُور، وَهِيَ الْقُرَى. وَفِي الْأَثَر عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (أَهْل الْكُفُور هُمْ أَهْل الْقُبُور) يَعْنِي الْقُرَى الْبَعِيدَة عَنْ الْأَمْصَار وَعَنْ الْعُلَمَاء.
وَالْوَجْه الثَّانِي: الْمُرَاد الْكُفْر بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَالْمُرَاد أَنَّا تَمَتَّعْنَا وَمُعَاوِيَة يَوْمئِذٍ كَافِر عَلَى دِين الْجَاهِلِيَّة مُقِيم بِمَكَّة، وَهَذَا اِخْتِيَار الْقَاضِي عِيَاض وَغَيْره، وَهُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار، وَالْمُرَاد بِالْمُتْعَةِ الْعُمْرَة الَّتِي كَانَتْ سَنَة سَبْع مِنْ الْهِجْرَة، وَهِيَ عُمْرَة الْقَضَاء، وَكَانَ مُعَاوِيَة يَوْمَئِذٍ كَافِرًا، وَإِنَّمَا أَسْلَمَ بَعْد ذَلِكَ عَام الْفَتْح سَنَة ثَمَانٍ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ بَعْد عُمْرَة الْقَضَاء سَنَة سَبْع، وَالصَّحِيح الْأَوَّل". اهـ
بخلاف المتعة في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن حسنا وعبد الله ابني محمد أخبراه عن أبيهما محمد بن علي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب يقول لابن عباس وبلغه أنه يرخص في المتعة، فقال له علي: إنك امرؤ تائه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها يوم خيبر.
فإن "أل" في المتعة عهدية تشير إلى متعة بعينها هي: متعة النساء المنسوخة.
*****
و"الطريقتين":
في قول عمر رضي الله عنه: (فورب الكعبة لأحملن العرب على الطريقتين): أي: الكتاب والسنة، فيكون العهد مشيرا إليهما، ويحتمل طريقتي: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطريقة الصديق رضي الله عنه.
*****
ومنه أيضا: "السنة":
فإن كان الكلام في "الحديث" فهو: كل ما أثر عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
وإن كان الكلام في "أصول الدين": فهي سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسائل العلمية أو الإلهيات.
وإن كان الكلام في "أصول الفقه": فهي المصدر الثاني لأدلة الأحكام بعد الكتاب المنزل.
وإن كان الكلام في "الفقه": فهي السنة المعهودة التي ترادف المندوب أو المستحب أو النافلة على تفصيل في الفروق بينها.
*****
ومن العهد:
الوقائع والأيام الشهيرة كـ:
السقيفة: إشارة إلى يوم السقيفة التي بويع فيها الصديق، رضي الله عنه، بالخلافة.
والسبت: في قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ)، إشارة إلى قصة أصحاب السبت في سورة الأعراف فهو: سبت بعينه.
والعقبة: إشارة إلى البيعة التي تمت عندها.
والفتح: إشارة إلى فتح مكة، أو: الحديبية فقد كانت بمنزلة الفتح لما بعدها، كما روي في تفسير قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)، أو: خيبر فهي أول الفتوح بعد الحديبية.
والردة: إشارة إلى حروب الردة.
والحديقة: في يوم عقرباء في قتال بني حنيفة في حروب الردة.
والدار: إشارة إلى الدار التي حصر فيها عثمان، رضي الله عنه، حتى قتل شهيدا، فقيل: شهيد الدار علما عليه رضي الله عنه.
والجمل: إشارة إلى يوم الجمل المعروف.
والشجرة: في قوله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).
بخلاف الشجرة في قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، والشجرة في قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
*****
ومنه مصطلحات كـ:
الجائز: عند المناطقة: فهو قسيم: المحال والواجب.
وعند الأصوليين: واسطة الأحكام التكليفية.
¥