تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بخلاف: قوله تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ):فـ: "أل": عهدية تشير إلى جمع موسى عليه الصلاة والسلام وجمع فرعون لما أغرقه الباري، عز وجل، وأنجى بني إسرائيل.

*****

وقوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ):

يقول القرطبي رحمه الله:

"ثم قيل: لفظ المؤمنين عام ومعناه خاص في العرب، لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وقد ولده صلى الله عليه وسلم، ولهم فيه نسب، إلا بني تغلب فإنهم كانوا نصارى فطهره الله من دنس النصرانية". اهـ

"الجامع لأحكام القرآن"، (4/ 233).

فتكون "أل" في "المؤمنين": عهدية تشير إلى العرب منهم خاصة.

بخلاف: قوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا):

فـ: "أل" في: "المؤمنين": جنسية استغراقية فالآية حجة من قال بالإجماع، والإجماع مظنة استغراق جنس المجتهدين في أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

*****

وقوله تعالى: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ):فـ: "أل" في: "اليوم": عهدية تشير إلى يوم بعينه وهو: يوم القيامة.

*****

وقوله تعالى: (وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا):

فـ: "أل" في: "الإنسان": إما أن تكون جنسية استغراقية فتعم جنس الإنسان، وإما أن تكون عهدية تشير إلى الكفار منهم، وقد أشار الرازي، رحمه الله، في تفسيره لكلا الوجهين.

*****

ومنه قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ):

فقد اختلف في هذه الأسماء التي علمها الله، عز وجل، آدمَ فقيل:

هي أسماء كل شيء، فتكون "أل" فيها: جنسية استغراقية، ويؤيد ذلك التوكيد بـ: كلها"، فهو مظنة التعميم.

ويشهد لذلك: قول ابن عباس رضي الله عنهما: "علمه القصعة والقصيعة والفسوة والفسية"، أي علمه أسماء صغار الأمور وكبارها، وما يستحى منه وما لا يستحى منه.

والأثر عند الطبري، رحمه الله، من طريق سعيد بن مَعبد، عن ابن عباس، قال: علمه اسم القصعة والفسوة والفُسَيَّة.

وقال الطبري رحمه الله: علمه أسماء الملائكة وذريته، فتكون "أل" عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه هو: أسماء الملائكة وذرية آدم، فهو من العام الذي أريد به خاص.

وقال بعض أهل العلم: علمه أسماء ذريته فقط.

وقال آخرون: علمه أسماء الملائكة، وهو قول الربيع بن خثيم.

و"أل" في هذه القولين أيضا: عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه.

وعلى القول بأن الأسماء هي: أسماء الملائكة، يكون الضمير في: "بِأَسْمَائِهِمْ" في: (: (يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ)، راجعا إلى أقرب مذكور وهم الملائكة الذين يرجع الضمير في " أَنْبِئْهُمْ " إليه، فيتحد السياق باتحاد مرجع الضميرين، فيؤول المعنى إلى: أعلم آدمُ الملائكةَ بأسماء الملائكة.

وعلى القول بأن الأسماء: أسماء كل شيء، يكون الضمير راجعا إلى غير أقرب مذكور فيكون المعنى: أعلم الملائكة بأسماء كل المسميات التي عرضت عليه فعلمت أسمائها منه فظهر فضله عليها.

"الجامع لأحكام القرآن(1/ 273).

*****

وقوله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

فـ: "أل" في الشيطان قد تكون عهدية ذهنية تشير إلى إبليس، وإما أن يكون العهد راجعا لأحد شياطين البشر، كما أشار إلى ذلك القرطبي، رحمه الله، بقوله:

"قيل: إن المراد هذا الذي يخوفكم بجمع الكفار شيطان من شياطين الإنس، إما نعيم بن مسعود أو غيره". اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير