تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(الغبراء) واقعة بعد الواو العاطفة جملة على أخرى فكيف تكون مبتدأ خبره قبل الواو؟ يعني هل يجوز أن يقال: زيد عنده وكم ضحك عمرو، فنجعل عمرا مبتدأ خبره عنده، وجملة (عنده عمرو) خبر المبتدأ زيد؟ أي: يكون ترتيب الجملة: زيد عنده عمر وكم ضحك؟؟؟؟

3 - أليس القوم مفعولا به لطوت، وليس ثم فصل بين كم وتمييزها، فتمييزها مقدر، لأن التقدير: كم مرة طوت الغبراء قوما، كما تقول: كم زرت زيدا، والتقدير كم مرة زرت زيدا، فكم مفعول مطلق دال على كثرة العدد؟

4 - ألا يمكن أن يكون ترتيب البيت على النحو الآتي:

تبين إن الدهر إن فيه عجائبا، وداحس وكم طوت الغبراء قوما، فيكون في البيت حذف إن الثانية فقط، ويكون على مثال أن تقول: إن زيدا إن له مالا كثيرا، كقول الشاعر:

إن الخليفة إن الله سربله سربال ملك به ترجى الخواتيم؟

5 - هذا البيت ورد في أحاجي ابن هشام فهل ترى أن مثل ابن هشام يمكن أن يؤلف مثل هذا الكتاب الهزيل؟

ولكم الشكر الجزيل.

حياك الله أخي أبا وسما وإليك الإجابة عن أسئلتك على الترتيب:

1 - ذكرتَ أن الفعل (داحس) لم تستعمله العرب. وهذا غير صحيح، الفعل (داحس) ذكرته المعاجم فقال ابن منظور: " دحس بين القوم: أفسد بينهم ...

ودحس الثوب في الوعاء، يدحسه، دحسًا: أدخله .... قال ابن الأثير: والدحس والدس متقاربان، وفي حديث عطاء: حقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لايكون بينهم فُرج، أي: يزدحموا ويدسوا أنفسهم بين فرجها.

2 - ذكرتَ أنّ ماقبل (إنّ) لايعمل فيما بعدها؛ فاستبعدتَ أن تكون (عجائبًا) في البيت مفعولا به.

ولا أعلم أحدًا من النحاة ذكر أن (إن ّ) من الأدوات التي تمنع ما قبلها من العمل فيما بعدها، وإنما ذكروا: لام الابتداء وما النافية والاستفهام ...

فلا مانع من أن يعمل ما قبل إن فيما بعدها، وإليك هذا المثال وهو شبيه بما في البيت: تذكر فإن للناس ألُسنًا عيوبَك. ما الذي يمنع أن يكون (عيوبَك) مفعولا به للفعل تذكر.

وكذلك لا مانع من الفصل بين الخبر المقدم والمبتدأ المتأخر، وإذا كان العرب فصلوا بين الشيئين المتلازمين كالمضاف والمضاف إليه والصلة والموصول، فمن باب أولى الفصل بين المبتدأ وخبره، وأبيات الألغاز تقوم على مخالفة الترتيب الأصلي، ولعله لا يخفى عليك قول الشاعر:

وما مثله في الناس إلا مملكا **** أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه

3 - ذكرتُ أن قوما في قول الشاعر: وكم طوت الغبراء قوما، تمييز لكم الخبرية، وتمييز كم الخبرية إذا فُصل بينها وبينه لزم فيه النصب، وهذا الحكم محل اتفاق عند النحاة، ومن أمثلتهم: كم ملكتَ عبدًا، والأصل:

كم عبدٍ ملكتَ، ومن شواهد سيبويه قول الشاعر:

كم نالني منهمُ فضلًا على عدم ... إذ لاأكاد من الإقتار أحتمل

ومع ذلك لاأنكر عليك إعرابك (قومًا) مفعولًا به للفعل طوت، ويكون تمييز كم الخبرية محذوفًا، ولكن يبقى عندي إعرابها تمييزًا أولى وأحسن، وقارن بين المعنيين: (كم طوت الغبراء من قوم)،و (وكم مرة طوت الغبراء قوما) أيّهما أقوى معنًى؟

4 - الترتيب الذي ذكرتَه للبيت غير مقبول عندي؛ لأنه يترتب عليه حذف (إنّ) مع بقاء عملها، ولاأعلم أحدًا أجاز ذلك من النحاة.

5 - ذكرتَ أن ابن هشام ذكر البيت في كتابه الأحاجي وليتك نقلتَ لنا تخريج ابن هشام للبيت بدلا من تنقص الكتاب ووصفه بأنه هزيل، لأن حكمًا كهذا لاينبغي إطلاقه إلاّ بعد دراسة متأنية ومبررات قوية. ولك تحياتي

ـ[علي المعشي]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 11:13 م]ـ

ذكرتُ أن قوما في قول الشاعر: وكم طوت الغبراء قوما، تمييز لكم الخبرية، وتمييز كم الخبرية إذا فُصل بينها وبينه لزم فيه النصب، وهذا الحكم محل اتفاق عند النحاة، ومن أمثلتهم: كم ملكتَ عبدًا، والأصل:

كم عبدٍ ملكتَ، ومن شواهد سيبويه قول الشاعر:

كم نالني منهمُ فضلًا على عدم ... إذ لاأكاد من الإقتار أحتمل

أستاذنا الكريم د. محمد القرشي حفظه الله

لا يتعين تعينا مطلقا نصب تمييز كم الخبرية إذا فصل بينها وبينه بفاصل وحسب، وإنما في المسألة تفصيل:

فإذا كان الفاصل جملة فعلية قد استوفى فعلها مفعوله كشاهد سيبويه (كم نالني ... ) تعين نصب التمييز، وهذا لا ينطبق على مسألتنا.

وإذا كان الفاصل ظرفا أو جارا ومجرورا جاز النصب والجر والأول أحسن.

أما إذا كان الفاصل جملة فعلية فعلها لم يستوف مفعوله مثل مسألتنا (وكم طوت الغبراء قوما) فنصب التمييز هنا ليس محل اتفاق النحاة بل هو ممتنع عندهم، والصحيح أنهم يوجبون جره ـ إذا أريد التمييزـ حتى لا يلتبس تمييز كم بمفعول الفعل، فإن وجد منصوبا في نص ما أعرب مفعولا به للفعل، وقدر تمييز كم محذوفا، وعليه يكون إعراب (قوما) مفعولا به لطوت هو الموافق لما عليه النحاة لا ما تفضلت به.

تحياتي ومودتي.

ـ[أبو وسماء]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 03:44 ص]ـ

حياك الله وبياك أستاذنا الكريم ولكم الشكر على هذا التفصيل غير أن لي بعض التعليقات:

1 - قلتم حفظكم الله:

ذكرتَ أن الفعل (داحس) لم تستعمله العرب. وهذا غير صحيح، الفعل (داحس) ذكرته المعاجم فقال ابن منظور: " دحس بين القوم: أفسد بينهم ...

أستاذنا إنما أردت أن المعاجم لم تذكر الفعل (داحس) المزيد الذي مضارعه يداحس ومصدره مداحسة، وسألت: هل يمكن اشتقاق داحس من (دحس)؟

أرجو التفضل بالبيان ولكم الشكر الجزيل، وبعد ذلك ننتقل للفقر الأخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير