تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والجواب عن الاول أنها تهمة ضيقة لا تساوي الوازع الشرعي الذي يمنع ذلك المبتدع المتدين من الفسوق في الدين وارتكاب دناءة الكذب الذي تنزه عنه كثير من الفسقه المرتدين كفى الكاذب دناءة الكذب الذي تنزه عنه كثير من الفسقة لا يخفى تزويره وعما قليل ينكشف تبذيله وتغريره من الغرر ويتهمه النقاد وتتناوله ألسن والمراد كفى الكاذب من الشر أن يسمع عنه وأهل المناصب الرفيعه يأنفون من ذلك أى من الكذب من غير ديانة فكيف إذا كانوا من اهل الجمع بين الصيانة لأعراضهم والأمانة لا يعزب عنك أن أصل الدعوى في الوجه الثاني أنه قد تحمله الرغبه في الدعاء إلى بدعته واستمالة القلوب إليه على التدليس أو التأويل لا على تعمده لارتكاب صريح الكذب والجواب إنما يوافق ذلك احتج أهل الحديث بمن هو على أصولهم داعية إلى البدعه لما قويت عندهم عدالته وأمانته كقتادة ابن دعامه الدوسى فانه كان يدلس ورمى بالقدر قاله يحيى بن معين ومع هذا احتج به أهل الصحاح ولا سيما إذا قال حدثنا انتهى بلفظه الميزان وأثنى عليه في التذكرة وغيره فإن قتادة كان يرى المعتزله ويدعو إليه قال الذهبي في التذكرة كان يرى القدر ولم يكن يقنع حتى يصيح به صياحا قال ضمرة بن شوذب ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر قال الذهبي نقله عن غيره ثم قال قال ابن أبي عروبة والدستوائى قال قتادة كل شيئ بقدر إلا المعاصي، قلت (الصنعاني) ومع هذا الاعنقاد الردئ ما تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه (قلت أبو الحسين: أنظر إلى قتادة كان يصيح ببدعته صياحا هل هناك دعوة إلى البدعة أقوى من ذلك ثم أي بدعة هي القدر أي أن الأمر أنف وقد علمت ما قال ابن عمر:"صحيح مسلم ج1/ص37:" أَنِّي برئ منهم وَأَنَّهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عبد اللَّهِ بن عُمَرَ لو أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ). قلت (الصنعاني) دعاة المبتدعة من الخوارج والجبرية وغيرهم هم أبعدهم عن القبائح وأصدقهم لهجة وتهمتهم مرجوحة إلا الخطابية من الخوارج قلت الخطابية من غلاة فرق الشيعة ينسبون إلى أبي الخطاب الأسدي كان يقول بالحلول في جماعة من أهل البيت على التعاقب ثم ادعى الألهية قاله السخاوي في شرح ألفية العراقي وقال المناوي في التعريفات أنهم يقولون الأئمة أنبياء وأبو الخطاب نبي وهم يستحلون شهادة الزور لموافقيهم على مخالفيهم وقالوا الجنة نعيم الدنيا والكرامية من الجبرية هم نسبة إلى محمد بن كرام وفي ضبط كرام ثلاثة أقوال الأول بالفتح وتخفيف الراء والثاني بتثقيل الراء قيده به السمعاني وابن ماكولا قال إبراهيم وهو الجاري على الألسنة الثالث بكسر الكاف على لفظ جمع كريم قال الذهبي قال ابن حبان إن ابن كرام خذل حتى إلتقط من المذاهب أرداها ومن الأحاديث أوهاها قال الذهبي قد سقت أخبار ابن كرام في تاريخي الكبير وله أتباع ومريدون وقد سجن بنيسابور لأجل بدعته ثماينة أعوام ثم أخرج وسار إلى بيت المقدس ومات بالشام قال ابن حزم قال ابن كرام الإيمان قول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه هو مؤمن قال الذهبي قلت هذا منافق محض في الدرك الأسفل من النار فأيش ينفع ابن كرام أن نسميه مؤمنا انتهى ولم يذكر الذهبي تجويزه الكذب .. ومن جملة ما ذهبوا إليه أي أي الخوارج والجبرية تحرم الكذب إلا هاتين الفرقتين وهم الخطابية و الكرامية فمن جملة بدعتهم تجويز الكذب فدعاتهم وكان الأظهر دعاتهما أكذبهم وأسرعوا إلى ذلك بخلاف غيرهم فيتعين ردهم مطلقا دعاة كانوا أولا ولو سلمنا تهمتهم أي دعاة المبتدعة لما كانت إلا فيما يخصهم من المذاهب دون سائر الأحكام هذا هو رأي المحدثين في المبتدع غير الداهية أنه يرد من حديثه ما يقوى بدعته كما صرح به الحافظ في النخبة وشرحها لأنها تهمة بتدليس أو نحوه من أمره يستجيزونه أما لو اتهمناهم بتعمد الكذب بقرائن راجحة على قرينة صدقهم لأجل الوازع الشرعي لم يكن في ردهم إشكال لأجل التهمة بالكذب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير