· قول ملك الموت عن موسى أنه يكره الموت هو مبلغ علمه من ظاهر ما صدر له منه، حيث قابل أمره له بالإجابة لربه بصكه وفقء عينه، ولكن قد تبين من قول موسى u في آخر الحديث "فالآن" المفيد لمحبته لتعجيل موته بعد تمكينه من تأخيره إلى غاية بعيدة، فتبين من ذلك أن موسى في الواقع بخلاف ما تراءى منه لملك الموت من كونه لا يريد الموت.
· على افتراض أن موسى كره الموت على الحقيقة، فإن ذلك لا يقدح فيه ولا يشينه، لكونه بشرن والله تعالى فطر البشر على كراهية الموت، فقد سمّى الموت في القرآن مصيبة وبلاء.
· صح عن رسول الله r فيما رواه عن رب العزة أن الله تبارك وتعالى ما تردد في شيء أكثر من تردده في قبض عبده المؤمن، يكره الموت والله يكره مساءته، فدل ذلك على أن العبد المؤمن يكره الموت، ولا غضاضة في ذلك.
· صح عن عائشة وجمع كثير من أصحاب رسول الله r قولهم لرسول الله: (كلنا يكره الموت)، فبين لهم رسول الله أن كراهية الموت ليست هي كراهية لقاء الله تعالى، ولكن لما كان الموت وسيلة إلى لقاء الله لا يتم إلا بها عُبِّر عن لقاء الله بالموت.
· لا يصح القول بأن فقء موسى عين ملك الموت من قبيل الاعتراض على حكم الله، وذلك لثبوت عدم معرفة موسى بحقيقة ملك الموت في أول مرة.
· لطم موسى لملك الموت رد فعل طبيعي لرجل تسور بيته بغير إذنه ولا يعرفه ويريد نفسه في الوقت الذي علم فيه موسى أن الأنبياء مخيرون قبل الموت، فلما جاء الملك على غير الصفة التي يعرفها موسى صدر منه هذا الفعل.
· إن أجل موسى u لم يكن حضر في المرة الأولى لكي يقيض الله روحه، وإنما بعث الله ملك الموت إليه اختبارًا وابتلاءً، وليس أمرًا يريد الله إمضاءه بين ملك الموت وبين موسى أمر قدره الله تعالى مع سبق علم الله أن أجل موسى لا ينتهي إلا بعد المراجعة، وإن لم يطلع ملك الموت على ذلك أولاً.
*.راجع السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، محمد الغزالي، دار الشروق/ القاهرة ط11، 1996م. أضواء على السنة المحمدية، محمود أبو رية، ط2، 1383هـ / 1964م. مشكلات الأحاديث النبوية، عبد الله القصيمي، الانتشار العربي، بيروت ط2، 2006م. الدفاع عن الصحيحين، محمد الحجوي، ويليه توضيح طرق الرشاد لحسم مادة الإلحاد في حديث صك الرسول المكلم موسى عليه السلام للملك الموكل بقبض أرواح العباد، محمد بن أحمد العلوي، دار ابن حزم، بيروت ط2، 1424هـ/ 2003م.
[1]. لطم: اللطم ضَرْب الخد وصفحة الجسد ببسط اليد بالكف مفتوحة. انظر لسان العرب، ابن منظور (12/ 542)، مادة لطم.
[2]. المتن: الظهر في الناس والدواب، ومتن الثور ظهره، لسان العرب، (13/ 398)، مادة: متن.
[3]. ثم مه: استفهام معناه: ثم ماذا يكون، أحياة أم موت، انظر: شرح صحيح مسلم، النووي، مكتبة نزاز مصطفي الباز، السعودية، ط2، 1422هـ/2001م، (8/ 3501).
[4]. أي: أدنني من الأرض المقدسة حتى يكون بيني وبينها مقدار رمية بحجر، فتح الباري، ابن حجر، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/1986م، (3/ 246).
[5]
[6]
[7].صحيح البخاري (مع الفتح)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، (6/ 805)، رقم (3407). وصحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام (8/ 3497)، أرقام (6033، 6034).
[8]. أخرجه أحمد في المسند، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، رقم (7634، 8157، 8601، 10917، 19740).
[9]. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الجامع، باب موسى وملك الموت، رقم (20530).
[10]. أخرجه النسائي في سننه، كتاب الجنائز، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (4/ 118) رقم (4089).
[11]. أخرجه البغوي في شرح السنة، كتاب الجنائز، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (1/ 358).
[12]. تاريخ الرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ذكر يوشع بن نون، (1/ 173).
[13]. صحيح ابن حبان، كتاب التاريخ، باب بدء الخلق، (14/ 112)، رقم (6223).
[14]. الحاكم في مستدركه، كتاب تواريخ المتقدمين، ذكر النبي الكليم موسى بن عمران (2/ 632)، رقم (4107).
[15]. شرح ألفية السيوطي في الحديث، ابن موسى الأتيوبي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط3، 1424هـ،2003م، (1/ 28).
¥