تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 11 - 05, 05:33 ص]ـ

رواه إسماعيل بن صبيح الكوفي، قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان، به.

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 150 / 7126)، والرامهرمزي في أمثال الحديث (134 - 135/ 48).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سلمة بن كهيل إلا ابنه يحيى، تفرد به إسماعيل بن صبيح ".

قلت: بل تابعه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 1516).

وإسماعيل بن يحيى متروك.

والحديث ضعيف؛ يحيى بن سلمة بن كهيل ضعيف.

وقد قال العقيلي: " هذا يروى من غير هذا المتن، ومن طريق أصلح من هذا ".

قلت: روى عبد الحميد بن جعفر عن: سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، عن أبي هريرة، قال بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثاً وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم -من أحدثهم سناً-، فقال: «ما معك يا فلان؟».

قال: معي كذا وكذا، وسورة البقرة.

قال أمعك: «سورة البقرة؟».

فقال: نعم.

قال: «فاذهب فأنت أميرهم».

فقال رجل -من أشرافهم-: والله يا رسول الله! ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعلموا القرآن، فاقرءوه وأقرئوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكاً يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك».

أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 227 / 8749)، والترمذي في الجامع (5/ 165 / 2786)، وابن ماجه في السنن (1/ 78 / 217)، وابن خزيمة في الصحيح (3/ 5 / 1509) - ومن طريقه: ابن حبان في الصحيح (5/ 499 / 2126) و (6/ 316 / 2578) -، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال (248/ 334)، والمزي في تهذيب الكمال (20/ 129 - 130)

قال الترمذي: " هذا حديث حسن ".

وخالف عبدَ الحميد بن جعفر: الليث بن سعد، فرواه عن: سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، مرسلاً.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 462) - ومن طريقه: الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 341)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 554 / 2698) -، والترمذي في الجامع (5/ 166).

قال البخاري: " والمرسل أصح " (التاريخ الكبير 6/ 462).

قال النسائي: " رواه غير عبد الحميد بن جعفر فأرسله، والمشهور مرسل " (السنن الكبرى 5/ 227).

قلت: وهو كما قالا؛ فإن الليث أوثق من ألف من عبد الحميد بن جعفر.

وقد خالفهما: عمر بن طلحة الليثي فرواه عن: سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 553 / 2695).

وهذا الإسناد منكر، عمر بن طلحة قال أبو زرعة: " ليس بقوي " (الجرح والتعديل 6/ 117).

وقال ابن عدي: " بعض أحاديثه عن سعيد المقبري مما لا يتابعه عليه أحد " (الكامل 5/ 46).

وقد خالفه الليث بن سعد، كما سبق.

ولكن تابعه: إبراهيم بن طهمان.

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 554 / 2697) من طريق: العباس بن حمزة، قال: حدثنا عبد الله بن الجراح القهستاني، قال: حدثنا عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان، عن أبيه، به.

وإسناده منكر - أيضاً -؛ عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 37) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر راوياً عنه سوى عبد الله بن الجراح القهستاني، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 422) كعادته في توثيق المجاهيل!

والعباس بن حمزة ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 245 - 248) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وعبد الله بن الجراح القهستاني قال أبو حاتم: " كان كثير الخطأ، ومحله الصدق " (الجرح والتعديل 5/ 27).

وقال أبو زرعة: " صدوق " (الجرح والتعديل 5/ 27).

وقال ابن حبان: " مستقيم الحديث " (الثقات 8/ 356).

وقال النسائي: " ثقة " (نقله المزي في تهذيب الكمال 14/ 362).

ومثل هذه المخالفة محل إعمال قول أبي حاتم.

وللحديث طريق أخرى.

فقد رواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف (3/ 376 / 6018) عن: ابن عيينة، قال: حدثني ابن أبي لبيد، عن سليمان بن يسار، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث قوماً، وأمّر عليهم أصغرهم، فذكروا ذلك، فقال:

«إنه أكثركم قرآناً، وإنما مثل صاحب القرآن كجراب فيه مسك، إن فتحته؛ فاح ريحه، وإن أوكى؛ أوكى على طيب».

وخالف عبدَ الرزاق: سعيد بن منصور، فرواه في فضائل القرآن (2/ 285 / 77 - السنن) ومن طريقه: البيهقي في شعب الإيمان (2/ 553 / 2694) - عن: سفيان، عن ابن أبى لبيد، عن محمد بن كعب أو غيره، مرسلاً.

وهذا هو المحفوظ؛ إسحاق بن إبراهيم الدبري راوي المصنف عن عبد الرزاق، له بعض الأخطاء في روايته عن عبد الرزاق؛ قال ابن عدي: " حدث عنه بأحاديث منكرة (الكامل 1/ 344).

قلت: المنكر هنا بمعنى الشاذ، كما كان عليه المتقدمون من إطلاق المنكر على المخالفة أيما كانت من ثقة أو غيره (وقد بينا هذا في جزء مفرد، وأشرنا إليه في كتابنا مصافحة الأجنبية في ميزان الإسلام).

ولكن هذه الأحاديث التي خالف فيها ليست بكثيرة، وقد قال الذهبي: " ألّف القاضي أبو عبد الله بن مفرج كتاباً في الحروف التي أخطأ فيها الدبري، وصحف في جامع عبد الرزاق " سير أعلام النبلاء (13/ 417).

والحمد لله رب العالمين

وكتب

محمد بن عبده آل محمد

ليلة الإثنين 19 / شوال / 1426 هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير