تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأبواب التي قال فيها الأئمة النقاد: لا يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم]

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 07:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه استعين

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مالكُ يوم الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المبينُ لشرائع الدين، صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى آل كلٍ وصحبه أجمعين، ثم أما بعد:

فلا يخفى عليكم أهمية الدراية بأحكام أئمة هذا الشأن على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا، لا سيما الأبواب التي حكموا عليها بأنها لا يصحُ فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحريًّا على طالب العلم أن يهتم بذلك ويعتني بجمعه ودراسته، ولذا عزمت على أن أجمع تلك الأبواب قدر الاستطاعة وأعلق عليها - أحيانًا - تعليقات يسيرة بما يتناسب معها، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.

(1) باب: تيمم النبي صلى الله عليه وسلم مع قرب الماء

فيه حديث عبد الله بن عباس: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ. فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ! فَيَقُولُ: وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ)). رواه أحمد في مسنده (1/ 288) رقم (2614) و (1/ 303) رقم (2764)، ورواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 238) رقم (12987)، وغيرهما.

قال ابن عبد الهادي في تعليقته على علل ابن حاتم ((ص7): ((قال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقولُ في حديثٍ رواهُ ابنُ لَهيعةَ عن عبد الله بن هُبَيْرةَ عن حَنَشٍ الصنعانيِّ عن ابن عباسٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَخرُجُ فَيَبولُ فيتمسَّحُ بالترابِ، فقال: يا رسول الله، الماءُ منكَ قريبٌ! فقال: ((ما أدري لعلِّي لا أبلُغُ)).

فقال أبي: لا يَصحُّ هذا الحديثُ، ولا يصحُّ في هذا الباب حديثٌ. انتهى ما ذكرَهُ.

ولم يخرِّج أحدٌ من أصحابِ السنن هذا الحديثَ، بل رُوي عن ابن عمرَ أنه تيممَ والماءُ منه قريبٌ .. )) أ. هـ

(2) باب: الوضوء بالنبيذ

حديث عبد الله بن مسعود قال: ((سَأَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي إِدَاوَتِكَ فَقُلْتُ نَبِيذٌ فَقَالَ تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ)). رواه أبو داود (1/ 21) والترمذي (1/ 148) وزاد: ((قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهُ))، وابن ماجة (1/ 135).

قال ابنُ أبي حاتمٍ في ((العلل)) (1/ 45): ((سألتُ أبي وأبا زُرعة عن حديثِ ابن مسعودٍ في الوضءِ بالنبيذِ.

فقالا: هذا حديثٌ ليس بقويٍّ، لأنهُ لم يروهِ غيرُ أبي فزارةَ عن أبي زيدٍ وحمادِ بن سلمةَ عن عليِّ بن زيدٍ عن أبي رافعٍ عن ابن مسعودٍ، وعليُّ بن زيدٍ ليس بقويٍّ، وأبو زيدٍ شيخٌ مجهولٌ، لا يُعرفُ؛ وعلقمةُ يقول: لم يَكُنْ عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن، فودِدتُ أنه كان معه.

قلتُ لهما: فإن معاويةَ بن سلَّامٍ يُحدِّثُ عن أخيه عن جده عن ابن غَيلانَ عن ابن مسعودٍ.

قالا: وهذا أيضًا ليس بشيءٍ، ابنُ غيلانَ مجهولٌ، ولا يصحُ في هذا الباب شيءٌ)) أ. هـ

قلت: وقال الترمذيُّ عقب تخريجه للحديث: ((وإنما روي هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو زيد رجلٌ مجهولٌ عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث. وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ منهم سفيان الثوري وغيره، وقال بعض أهل العلم: لا يتوضأ بالنبيذ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق. وقال إسحق: إن ابتلي رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إلي. قال أبو عيسى: وقول من يقول لا يتوضأ بالنبيذ أقرب إلى الكتاب وأشبه لأن الله تعالى قال: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)) أ. هـ

وترجم البخاري في صحيحه فقال: ((باب: لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر، وكرهه الحسن وأبو العالية، وقال عطاء: التيمم أحب إلي من الوضوء بالنبيذ واللبن)) (1/ 95).

ويتبع، إن شاء الله تعالى.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 12 - 05, 07:57 م]ـ

بارك الله فيكم وأعانكم.

موضوعٌ مهم، وأظن أنه طُرح قبلُ في الملتقى، لكني بحثت عنه، فلم أجده، فلا أدري الأمرَ جليًّا.

قال ابن عبد الهادي في تعليقته على علل ابن حاتم ((ص7): ((قال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقولُ في حديثٍ رواهُ ابنُ لَهيعةَ عن عبد الله بن هُبَيْرةَ عن حَنَشٍ الصنعانيِّ عن ابن عباسٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَخرُجُ فَيَبولُ فيتمسَّحُ بالترابِ، فقال: يا رسول الله، الماءُ منكَ قريبٌ! فقال: ((ما أدري لعلِّي لا أبلُغُ)).

فقال أبي: لا يَصحُّ هذا الحديثُ، ولا يصحُّ في هذا الباب حديثٌ. انتهى ما ذكرَهُ.

ولم يخرِّج أحدٌ من أصحابِ السنن هذا الحديثَ، بل رُوي عن ابن عمرَ أنه تيممَ والماءُ منه قريبٌ .. )) أ. هـ

كلام أبي حاتم موجود في العلل (1/ 42 - ط. السلفية) (1/ 249 - ط. الدباسي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير