[استخراج الحديث بالطرق الحاسوبية-فوائد من "صناعةالحديث"للشيخ الصياح-]
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[18 - 12 - 05, 02:26 ص]ـ
بارك الله فيكم
ذكر الشيخ علي الصياح - حفظه الله - في برنامجه المميز " صناعة الحديث" كلاما عن استخراج الحديث بالطرق الحاسوبية وفيه فوائد واترك لكم هذا النقل:
وقبل التفصيل والخوض في هاتين الطريقتين وبيان الطريقة التفصيلية في استخراج الحديث عن طريق الكتب التي أُلفت في هاتين الطريقتين، أقول: أن هناك طريقة ثالثة جمعت بين الأمرين، عن طريق المتن والإسناد. وهذه الطريقة ظهرت في العصر الحديث الآن وهي تُعد جديدة، وهي استخراج الحديث عن طريق الحاسب الآلي.
والحقّ أيها الإخوة الكرام أن هذه الطريقة هي الطريقة السائدة الآن بين طلبة العلم، وقد سألت كثيرا من طلبة العلم عن طرق استخراجهم للحديث، فأبانوا أنه عن طريق الحاسب الآلي فلذلك كان من العدل أن نخصها بمزيد بيان وإيضاح، وخاصة وأنّ غالب من ألّف في التخريج وأصول التخريج الحقيقة ما تعرّض للتخريج عن طريق الحاسب الآلي مع أهميته وأن هذه الطريقة هي السائدة الآن بين طلبة العلم.
هنا أقدم بمقدمة أقول: اختلف الفضلاء حول استخراج الحديث عن طريق الحاسب الآلي، فأقول: الفضلاء اختلفوا تجاه هذه الطريقة على أقسام:
• قسم لا يحبذ التعامل مع الحاسب الآلي لما فيه من سلبيات ذكروا كثرة التصحيف والسقط والأخطاء في الإدخال، كذلك أن المتعامل مع الحاسب الآلي لا يتعدى نظره وطلبته في البحث وأنّه يعوّد الكسل والخمول، وهذا الرأي تبنّاه بعض طلبة العلم وهم قلة في الحقيقة، وغالب هؤلاء الفضلاء الذين تبنّوا هذا الرأي لا يتعاملون مع الحاسب أصلا كما تبيّن لي، فليس عندهم تصور كامل للإمكانيات الهائلة للحاسب الآلي في التخريج.
• قسم ثاني يقابل القسم الأول؛ اعتمد على الحاسب الآلي في التخريج اعتمادا كليا فلم يرجع إلى الأصول الورقية ولم يتفطن للعيوب التي في هذه البرامج.
• قسم ثالث؛ أرى أنه اعتدل فرأى أنه ينبغي الاستفادة من الحاسب الآلي ومن التقنية في هذا وما فيها من إمكانيات رائعة ومدهشة جدا مع أهمية الرجوع إلى النسخ الورقية، يعني يعاملها كأنها فهرس ولا شك أن هذا الرجوع إلى النسخ الورقية يختلف باختلاف البرامج، هناك برامج متقنة جدا جدا كما سأذكر .. هذه أرى أنها كافية عن الرجوع إلى النسخ الورقية، بل هي ربما تكون أوثق من النسخ الورقية، لأن النسخ الورقية ربما يكون فيها أخطاء وفيها تصحيف، أما هذه النسخ البرمجية موثوقة جدا مثل: (إتقان الحرفة بإكمال التحفة) هذه متقنة جدا كما سأتعرض لهذا البرنامج إن شاء الله تعالى.
- أقول من مزايا استخدام الحاسب الآلي:
1) السرعة في إنجاز البحوث: ففي دقائق تجرد عشرات بل مئات الكتب، وأذكر أني سمعت الشيخ الألباني – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – يقول في أحد الأشرطة كلام في الحقيقة مؤثر، يقول: كنت إذا سمعت حديثا من أحاديث أبي هريرة منسوبا إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل قمت بقراءة مسند أبي هريرة من مسند الإمام أحمد بن حنبل كاملا، قرأت أكثر من ثلاثمائة صفحة لأعثر على الحديث، فربما أعثر وربما لا أعثر! ويقول: النسخة التي كنت أرجع إليها ليست كالتي عندكم، الخط دقيق وليس بينها فواصل والصفحة مليئة بالأسطر.
هذا الكلام ذكره الشيخ في معرض كلامه في فضل الفهارس التي وُجدت وأنها يسّرت، الفهارس فقط، فما بالك بالحاسب الآلي، وأذكر كذلك أنني سمعت الشيخ إسماعيل الأنصاري – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – مشافهة يقول: سمعت حديثا منسوبا إلى صحيح الإمام مسلم فقمت بقراءة صحيح الإمام مسلم كاملا لكي أعثر على الحديث فلم أجده، ثم بت ليلة أخرى وقرأت الكتاب كاملا مرة أخرى حتى عثرت على الحديث، انظر كيف الجهد الذي بذلوه في سبيل العثور على هذا الحديث!.
ولما طُبع مفتاح كنوز السنة، هذا الكتاب؛ فرح به المشتغلون بالحديث فرحا عظيما، وهو لا يعدو - هذا الفهرس مفتاح كنوز السنة - أن يكون فهرس موضوعي لإحدى عشر كتابا من كتب السنة، يعني فهرس كتاب البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي وموطأ مالك وطبقات ابن سعد ومسند أحمد بن حنبل والطيالسي وكذلك سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي وكذلك مسند زيد بن علي.
ضمّنوه مسند زيد بن علي، ولا شك مسند زيد بن علي بن الحسين المتوفى سنة 122، هذا المسند لا يثبت عنه، لأن راوي هذا المسند عن زيد بن علي هو عمرو بن خالد الواسطيّ وهو كذاب كما قال الإمام أحمد، قال: كذاب.
فهذا المسند لا يثبت، على كل حال لما طُبع هذا الكتاب – مفتاح كنوز السنة – قال الشيخ محمد رشيد رضا في مقدمة هذا الكتاب وقد قدّم له؛ قال: لو طُبع هذا وقتي [لما كنت أراجع الكتب] لوفّر علي ثلاثة أرباع عمري. [لَكُم أن تتصوروا!] كذلك أحمد شاكر لما طُبع هذا الكتاب فرح به فرحا عظيما، الآن أغلب طلبة العلم لا يرجعون إليه إنما يرجعون إلى الحاسب الآلي وحُقّ لهم، فرق بين هذا وهذا.
فأحمد شاكر لما رأى هذا قدّم بمقدمة طويلة بيّن فرحه بهذا الكتاب وقال كلام من ضمن ما قال [يبين معاناة الرجوع إلى المسانيد مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل وكذلك طبقات ابن سعد] يقول: ومع ذلك فطالما أعياني تطلّب بعض الأحاديث في مظانّها، وأغرب من هذا أنّي لبثت نحو خمس سنين وأنا أطلب حديثا معيّنا من جامع الترمذي، وهو كتاب تلقيته عن أبي وقرأته عليه ولي به عناية، [يقول خمس سنوات أطلب حديثا من جامع الترمذي، فيقول لما طُبع هذا الكتاب – كتاب مفتاح كنوز السنة] يقول: كأنه فتح لي صناديق مغلقة.
هذا أمر – أنه السرعة في إنجاز البحوث.
انتهى كلامه
ثم كانت هناك مداخلة للدكتور عبدالله دمفو استاذ الحديث بجامعة طيبة
وفي الجملة:
ان برنامج صناعة الحديث برنامج رائع ومفيد افدت منه كثيرا وهو يبث في قناة المجد العلمية فلمن اراد متابعته
هذا الرابط
http://forum.islamacademy.net/forumdisplay.php?f=28
¥