وقال ابن رجب: وضعفه (يعني حديث المستحاضة) أبو حاتم الرازي والدارقطني وابن منْده، ونقل الاتفاق على تضعيفه من جهة عبد الله بن محمد بن عقيل؛ فإنه تفرد بروايته. فتح الباري لابن رجب (2/ 101)
قلت: ثم البخاري وإن كان قد قال عنه: مقارب الحديث ورأيت ... يحتجون بحديثه.
فإن البخاري ما أخرج له حتى متابعة، وكذا مسلم فتدبر.
وأما قول الهيثمي: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. المجمع (2/ 163)
فإني بفضل الله تتبعت الهيثمي في مجمع الزوائد فوجدته أورد نحوا من أربعين حديثا - فيما علمت - ذكر أن فيها ابن عقيل، وأضطرب في حكمه عليه.
فجزم بضعفه في خمسة مواضع، ورجح ضعفه إحدى عشرة مرة، وتردد فلم يحكم فيه بشيء في أربعة مواضع، ورجح توثيقه في خمسة عشر موضعا، وجزم بتوثيقه في أربعة مواضع، وسكت عنه في موضع فلم يحكم فيه بشيء.
هذا ما وقفت عليه من أقوال أئمة الجرح والتعديل في ترجمة ابن عقيل.
فتحصل لي:
أنه لا يحتج به لسوء حفظه، وإنما يُحَسَنُ حديثه في غير الأصول.
فإذا تفرد بأصل، أو خالف غيره، فهو منكر.
وإن توبع من مثله أو أعلى منه، أو روى حديثا في الفضائل، قبل حديثه.
ولعل هذا معنى من قول من رأى الاحتجاج به.
وإنما حكمت بهذا عليه؛ لأن قول من ضعفه هو المقدم لأمور عدة:
الأول: أنهم الأكثر.
الثاني: أنهم الأقرب بعهده والأعلم به، كمالك وابن عيينه وابن سعد.
الثالث: أن من جرحه فسر جرحه.
الرابع: أن بعضا ممن وثقه بالجملة جرحه بالجملة.
فقد نقل عن أحمد الاحتجاج به، ونقل عنه انه قال منكر الحديث، واستنكر له مرويات بعينها.
الخامس: أن غالب من حسن حديثه بالجملة، معدود في المتساهلين في التعديل، كالحاكم والعجلي.
السادس: أن بعض الأئمة الذين اشتهروا بسبر حديث الراوي كابن عدي، لم يقبل من حديثه إلا ما توبع عليه.
السابع: أنه وجد له في مروياته ما يستنكر.
وقد رد له الإمام أحمد جملة أحاديث: كحديث الحيض، وكذلك ما رواه عن ابن الحنفية عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام كفن في سبعة أثواب.
والمحفوظ عن عائشة أنه عليه الصلاة والسلام كفن في ثلاثة أثواب.كما في الصحيحين.
فخالف في السند، وزاد في المتن من جهة العدد.
وأما نكارة المتن. فالحديث محفوظ بلفظ: (خَيْرُ يَوْمٍ) وليس بلفظ (سيد الأيام)
وليس في الحديث:
وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ:
فالحديث مروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُِرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?:
(خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا.) ".
- وفي رواية: " (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ.) ".
- وفي رواية: " (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْ الْجَنَّةِ، وَفِيهِ أُعِيدَ فِيهَا.) ".
أخرجه (أحمد ح 9196 - ح 9399 - ح 10653) و (مسلم ح 2013 - ح 2014) و (أبو يَعْلَى ح 6286) و (التِّرمِذي ح 488) و (النَّسائي في الكبرى ح 1675)
كلاهما (الزهري، وأبو الزناد) عن عبد الرحمان الأعرج، فذكره.
ورِوَايَة أَبِى الزِّنَادِ أَتَمُّ.
ورواه ابن خزيمة بلفظ سيد الأيام.
- من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج منها و لا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة (خز ح 1728)
قال ابن خزيمة: غلطنا في إخراج هذا الحديث لأن هذا مرسل.
موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة أبوه أبو عثمان التبان روى عن أبي هريرة أخبارا سمعها منه.
وأخرجه الحاكم موصولا من رواية موسى بن عثمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد استشهد بعبد الرحمن بن أبي الزناد و لم يخرجاه سيد الأيام. (1026)
قال الذهبي: واستشهد مسلم بابن أبي الزناد.
¥