تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا يصح حديث في لفظ "الزندقة"]

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 05 - 09, 03:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد قال شيخ الإسلام في كتاب "بغية المرتاد" الملقب بـ "السبعينية" (ص: 378): فلفظ الزندقة لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

الحديث:

1/ قال أحمد في مسنده (2/ 108) حدثنا قُتيبة [بن سعيد]، حدثنا رِشْدِين، عن أبي صَخْر حُمَيْد بن زِياد، عن نافع، عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون في هذه الأمة مسيخ، ألا وذاك في المكذّبين بالقدر والزنديقية)). اهـ وذكره الحافظ أبي الحسن الهيثمي المصري (ت 807هـ) في "غاية المقصد في زوائد المسند" (رقم: 3211).

وفي رواية الترمذي (4/ 456) من ذات الطريق: ((يكون في أمتي مسخ وقذف وذلك في المكذبين بالقدر)). اهـ ولم يذكر الزنديقية.

حُميْد بن زياد، هو ابن أبي المخارق المدني ثم المصري، أبو صخر الخرّاط (ت 189هـ): وثّقه الدارقطني والعجلي؛ وقال أحمد: ليس به بأس؛ واختلفت الرواية عن ابن معين، وضعفه النسائي؛ واحتج به مسلم في المتابعات؛ وقال أبو أحمد ابن عدي: وهو عندي صالح الحديث، وإنما أنكرت عليه هذين الحديثين: المؤمن مؤالف، وفي القدرية (اللذين ذكرتهما)، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيما.

ينظر في ترجمته: ابن عدي: الكامل (2/ 269 - 270)، والمزي: تهذيب الكمال (3/ 366 - 371)، والذهبي: تذهيب التهذيب (3/ 38 - 39)، وابن حجر: تهذيب التهذيب (3/ 42)، والجامع في الجرح والتعديل (1/ 200).

أما رِشدين فهو ابن سعد أبو الحجاج المصري (110 - 180هـ)، قال الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 413): فيه رِشدين بن سعد، والغالب عليه الضعف. وفي "تحفة الأشراف" (3/ 360): قال الترمذي: وقد تُكلِّم فيه من قبل حفظه. وقال ابن عدي (الكامل 2/ 234): وكان نسل رِشدين قد خصوا بالضعف؛ رِشدين ضعيف، وابنه حجاج هذا ضعيف، وللحجاج ابن يقال له محمد ضعيف، ولمحمد ابن يقال له أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ضعيف.

وضعّفه البخاري، ومسلم، وأبو زرعة الرازي، وأبوداود، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم الرّازي، والنسائي، والبزّار، والدارقطني؛ وبالجملة فهو مجمع على ضعف ما انفرد به.

فهذا الإسناد ضعيف: رِشدين ضعيف من قِبل حفظه.

المتابعات:

2/ وقال أحمد (2/ 137): حدثنا هارون بن مَعْروف، أنبأنا عبد الله بن وَهْب [المصري]، أخبرني أبو صخر، عن نافع قال: بينما نحن عند عبد الله بن عمر قعودا جاء رجل، فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام لرجل من أهل الشام، فقال عبد الله: بلغني أنه أحدث حدثا، فإن كان كذلك فلا تقرأنّ عليه مني السلام، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه سيكون في أمتي مسخ وقذف، وهو في الزنديقية والقدرية)). اهـ وفي غاية المقصد (رقم: 3212): ((وهو في أهل الزنديقية)) بدل ((وهو في الزنديقية والقدرية)). وفي مجمع الزوائد (7/ 414): ((وهو في أهل الزندقة) وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ

وأخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 151) من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب به.

3/ وروى أبو داود (2/ 614) قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن يزيد [المُقرئ] قال: حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب قال: أخبرني أبو صخر عن نافع قال:

كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه عبد الله بن عمر إنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر، فإياك أن تكتب إلي؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر)).

وهو في المسند (2/ 90)، وأخرجه الحاكم (1/ 158) وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي (10/ 205)، وروى نحوه الطبراني في الأوسط (5/ 276).

4/ وفي سنن الدّارِمي (رقم: 393): أخبرنا أبو عاصم [النبيل الحافظ]، أخبرنا حَيْوَة بن شُريح [الثقة الفقيه]، حدثني أبو صخر به. ولم يذكر فيه لا القدرية ولا الزنادقة، وغاية ما فيه التبرؤ منهم؛ وهذا أجود وأعلى ما في الباب، لكنه موقوف على ابن عمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير