أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 179 (12465) - وعنه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 687 (1035) -، ورواه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة 1/ 54 (10)، من طريق أبي معاوية.
وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة 1/ 54 (11)، من طريق عبثر أبي زبيد.
واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/ 1322 (2347)، من طريق أبي أحمد الزبيري.
وأبو نعيم في الحلية 7/ 103، من طريق أبي يحيى الحماني، عن سفيان. كلهم (أبو معاوية، وعبثر، وأبو أحمد، وسفيان)، عن محمد بن خالد.
وأخرجه البغوي في الجعديات 2/ 67 (2025)، عن فضيل بن مرزوق، عن محمد بن أبي مرزوق (24)
(والراجح أنه هو محمد بن خالد المتقدم عند بقية من أخرج الحديث، فقد ذكر المزي 25/ 154وغيره فضيل بن مرزوق في الرواة عن محمد بن خالد، وعطاء في شيوخه. إضافة إلى عدم وقوفي على من روى هذه الرواية عن عطاء غيرهما، مما يقوي أنهما واحد، والله أعلم.)
.
ومحمد بن خالد، وابن أبي مرزوق، كلاهما عن عطاء به نحوه مرسلا.
وقال أبو نعيم: " كذا رواه أبو يحيى الحماني عن سفيان وأرسله، وتفرد به عنه، ومحمد بن خالد يعرف بأبي خبية (25)
(وقع في المطبوع من الحلية (حمنة) والصواب ما أثبته كما في المؤتلف والمختلف 2/ 873، والإكمال 3/ 119.)
الكوفي الضبي ".
قلت: ومحمد بن خالد، قال عنه الذهبي وابن حجر: " صدوق " (26)
(الكاشف 2/ 168 (4826)، تقريب التهذيب (5851).)
.
وابن أبي مرزوق، يحتمل أن يكون هو ابن خالد، كما تقدم في التعليق على اسمه، وإن لم يكن هو، فلم أقف له على ترجمة.
ولذا فالوجه الثاني أرجح عن عطاء؛ لأن راويه صدوق في حين أن رواية مالك بن مغول ضعيفة جدا ولا تثبت عنه، كما تقدم.
وهذا ما ذهب إليه العقيلي، حيث صوب الوجه المرسل، كما تقدم النقل عنه.
ولكن مرسلات عطاء ضعيفة، كما قال الإمام أحمد: " ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء؛ فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد " (27)
(تهذيب الكمال 20/ 83.)
.
وله طريق أخرى عن ابن عمر:
فقد أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 150، من طريق محمد بن الفضل الخرساني، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: < إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون، ولا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي >.
قلت: فيه محمد بن الفضل، وهو متروك (28)
(تاريخ بغداد 3/ 150، 151، ميزان الاعتدال 4/ 6.)
وقد اضطرب في هذا الحديث على أوجه كثيرة ذكرها الخطيب في الموضع السابق.
وروي من وجه آخر عن ابن عمر:
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 3/ 261 (483)، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 93، من طريق أحمد بن إبراهيم بن يزيد، عن أبي سفيان صالح بن مهران، عن النعمان، عن سفيان، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: < كل الناس يرجو النجاة يوم القيامة إلا من سب أصحابي فإن أهل الموقف يلعنهم >.
قلت: وفي إسناده أحمد بن إبراهيم بن يزيد ضعيف جدا:
قال أبو الشيخ: " حدث أحمد بحديثين منكرين لم يتابع عليه (29)
(كذا في المطبوع، ولعل الصواب (عليهما).)
". وذكر له هذا الحديث، وحديثا آخر.
وقال أبو نعيم: " يتفرد بأحاديث في الفضائل عن أبي سفيان صالح بن مهران عن النعمان بن عبد السلام حديثا واهيا " (30)
(لسان الميزان 1/ 131.)
.
وقال الذهبي وابن حجر: " له مناكير " (31)
(ميزان الاعتدال 1/ 80، لسان الميزان 1/ 131.)
.
ومما تقدم يتبين أن هذا الحديث لم يثبت من طريق صحيح عن ابن عمر، ولم يثبت اللعن من وجه صحيح كما أشار العقيلي،
ولكن ورد في النهي عن سب الصحابة - رضوان الله عليهم - أحاديث كثيرة صحيحة، ليس هنا مجال التفصيل فيها، وأفردت بمؤلفات خاصة
(انظر مقدمة محقق كتاب:
النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب،
للضياء المقدسي.)
والله أعلم.
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 10 - 09, 08:14 م]ـ
الخاتمة
وفي نهاية هذا البحث أحمد الله - عز وجل - على أن هيأ لي إتمامه على هذا الوجه، وأسأله أن يكون مفيدا للمشتغلين بالسنة النبوية، وأن يكون سببا للكتابة حول تحديد معنى هذا المصطلح عند بقية الأئمة.
¥