تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د – الحكم بالكفر على عُصاة الأمة، ولكن يحمل على كفر النعمة عندهم فيما قبل عام أربعة وستين من الهجرة، أما بعد ذلك فلم يلتزم به سوى الإباضية.

8 – مقتل الإمام علي – كرم الله وجهه – على يد عبد الرحمن بن ملجم لم يكن بتدبير من المحكِّمة.

9 – الفرق التي يصح أن تنسب إلى الخوارج هي الأزارقة والنجدات والصفرية دون الإباضية بسبب تبني الفرق الثلاث الحكم على المخالفين بالشرك المخرج من الملة، أما الإباضية فإنهم يعاملون مخالفيهم معاملة المسلمين بكل أوجهها.

10 – فيما يخص الأحاديث الواردة في موضوع الخوارج فإليك – عزيزي القارئ – نصوصها والنتائج التي توصل إليها الباحث بعد دراسة أسانيدها ومتونها:

أ – حديث المروق:

روي هذا الحديث من تسعة عشر طريقا، وكل طريق بألفاظ عدة نذكر منها هذا اللفظ:" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئا، ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا، ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوق".

أخرجه الإمام الربيع بن حبيب – والفظ له – والإمام مالك بن أنس وليس عنده " وصيامكم مع صيامهم " والإمام البخاري من وجهين بمثله، والإمام مسلم بمثله، والإمام أحمد من وجهين أحدهما باختلاف، وابن أبي شيبة من وجهين بمثله، وأبو يعلى بمثله، وابن حبان، والدولابي من وجهين مختصرا، والطبراني في " الكبير " مختصرا جدا، وفي " الأوسط "من وجهين بنحوه ومن وجهين آخرين مختصرا، وابن أبي عاصم من وجهين بنحوه، والبيهقي في " شعب الإيمان " من وجهين، والحاكم مع بعض اختلاف، وابن الجوزي في " تلبيس إبليس " مختصرا، واللالكائي بنحوه.

وهذا الحديث حديث صحيح، ويمكن أن يُحمل على الخوارج الذين ظهروا بعد عام أربعة وستين من الهجرة، وذلك لانطباقه على صفاتهم المتمثلة في كثرة العبادة مع الانحراف في توجيه بعض الآيات والنصوص الشرعية المتعلقة بالمشركين بجعلها متوجهة إلى أهل القبلة، فيرتب عليه استباحة القتل مصداقا لقوله r في بعض ألفاظ هذا الحديث:"يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ".

وينسحب هذا الحكم على كل من يتبنى الفكر الخارجي قديما وحديثا.

ب – حديث المُخدّج (أو ذي الثُّدَيّة):

ورد هذا الحديث من طريق ثلاثة من الصحابة، وكل طريق من روايات عدة منها:

" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: بينما نحن عند رسول الله r وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه – وهو قدحه – فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس.

قال أبو سعيد (الخدري): فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله r ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي r الذي نعته ".

رواه البخاري من وجهين، في أحدهما زيادة قال: فنزلت فيه {ومنهم من يلمزك في الصدقات} (التوبة: 58). وأخرجه مسلم، وعبد الرزاق في " المصنف " و " الأمالي "، وعنه أحمد، وعن أحمد ابنه عبد الله في " السنة "، ورواه النسائي في " الكبرى " و " الخصائص "، وابن أبي عاصم، والبيهقي، والبغوي في " شرح السنة " من طريق البخاري.

وهذا الحديث لا يصح عن رسول الله r ، وهو زيادة شاذة.

ج – حديث شيطان الردهة؛ ولفظه:

" عن سعد بن أبي وقاص قال: ذكر رسول الله r ذا الثُّدية فقال: شيطان الردهة راعي الجبل أو راعي الخيل، يحتدره رجل من بجيلة، يقال له الأشهب أو ابن الأشهب ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير