ثم الحديث حديث: عبد الأعلى يرويه عن ابن أبي عروبة عن قتادة، وهكذا رواه أصحاب ابن أبي عروبة عنه. أمثال: يزيد بن زريع وعبد الوهاب بن عطاء وشعيب بن إسحاق وعبد الأعلى السامي وغيرهم.
ونرجو عدم إشغالنا بمثل هذه البديهيات فيما نحن بصدده إن شاء الله.
وهنا يروي عبد الأعلى هذا الحديث عن ابن أبي عروبة بلا ريب عندي. وقد اعترف بذلك الشيخ الحايك وفقه الله.
ولننظر الآن فيما وراء ذلك من الإصرار على ردِّ رواية الثقات بمجرد الظنون المحضة!
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[16 - 11 - 10, 08:34 م]ـ
من تفحص الأسانيد في الأصناف وجد خلطاً كثيراً من أصحابها في هذه النسب، وعندي أكثرلا من مثال على ذلك.
على كل حال هذا رأي أخينا أبي المظفر ولم يأت حفظه الله بشيء مقنع.
الاتفاق الذي ذكره وتأويل قول ابن معين وغير ذلك -في نظري- لا يناهض ما ذكرته من أدلة تقضي بأن راويه هو: "أبو قتادة العدوي".
وملخصها:
1 - سؤال شعبة لغيلان عن نسبة أبي قتادة.
2 - متابعة حرملة عن أبي قتادة وهو بصري كعبدالله بن معبد الزماني.
3 - قول ابن معين.
4 - طبقة تلاميذ أبي قتادة وانتشارهم وسعة علمهم ولا يوجد عندهم هذا الحديث.
5 - قول عطاء بن أبي رباح عالم مكة أن هذا الحديث مخرجه عند أهل العراق.
6 - الحديث الآخر الذي ذكرته عند الترمذي عن أبي قتادة ظناً أنه الأنصاري، وهو مرسل معروف عند أهل البصرة.
7 - قول الإمام البخاري وإشارته إلى الانقطاع بين الزماني وأبي قتادة -وإن كان هذا ليس ما اعتمدنا عليه-.
8 - عدم وجود نص من أهل العلم بأن أبا قتادة الأنصاري نزل البصرة إلا ما جاء من حكاية محمد بن سيرين، وقد أثبتنا أنه العدوي.
9 - هذا الحديث يشبه المراسيل الذي ضم كل أنواع صيام النوافل مع ترتيب الأجر على صيام ما لا يحفظ منها كصيام عرفة وعاشوراء.
10 - بعض النكارة في متنه، كغضب النبي صلى الله عليه وسلم ممن سأل عن صيامه! وكيف يغفر لمن صام عرفة سنة لاحقة. مع عدم الاقنتاع بأجوبة بعض أهل العلم على مثل هذه الأمور.
وهناك أمور أخرى تتعلق بمعالجة ما ذكرته وما لم أذكره من كلام أهل العلم في هذا الحديث.
والله تعالى أعلم وأحكم.
د. خالد الحايك.
الأخ أبو المظفر: المسألة ليست مسألة اعتراف، أنا أوافقك على أنه سعيد بن أبي عروبة، وحتى لو لم يكن هو كما قال الأخ الشنقيطي، فالذي أراه أن هذا كله من الخلط في النسبة عند الرواة وأصحاب الأصناف، مع هذه القرائن والأدلة التي ذكرتها. وأحوال الرواية وكيف يروون وعلاقات الرواة بعضهم ببعض ومواطن الرواة ونزول الأسانيد وعلوها ومتى يحتاج المحدث أن يروي بنزول، وغير ذلك مما فصلته بحمد الله هنا باختصار وفي غير هذا الموضع، وهذا من نعم الله عز وجل علينا، فالحمد والمنة له سبحانه.
وما زلت أخي تتمسك بظاهر الأمور وأنا أناقشك في أعماق الروايات وأحوالها.
عموما أن لا أحجر عليك ولا على غيرك، فإن كان عندك أدلة قوية لدحض هذه الحجج فنحن نستمع لك أخي، ولكن رويدك علينا ولا تتعجل أخي، فهذا البحث والله أخذ مني قريب السنة أواصل فيه الليل بالنهار وأظني ما تركت شاردة ولا واردة إلا وتكلمت عليها واتهمت نفسي وقلبتها على كل الأحوال وعرضتها على كثير من الإخوة حتى استطعت أن أقول هذا.
سدد الله الجميع وبارك الله فيكم.
وهذا مثال أخي على ما ذكرت بينته في غير هذا الموضع:
تعليل أستاذنا أسعد تيّم لحديثٍ في صحيح مسلم وهو ليس بمعلول! وبيان أنه وقع خطأ في إسناد مسلم وغفل عنه، وكذلك الإمام أحمد والترمذي وغيرهم ممن صنّف في المسانيد.
بقلم: خالد الحايك.
بيّن أستاذنا أسعد تيّم في كتابه ((علم طبقات المحدّثين)) فوائد مستفادة من علم الطبقات، ومنها: الكشف عن بطلان السماع الذي لا يصح، وذكر من أمثلة هذا (ص87) قال: "أخرج مسلم (8/ 158) عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن عبدالرحمن بن يزيدَ بن جابر، عن سليم بن عامر، قال: سمعت المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم مقدار ميل ... )) الحديث.
¥