تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم ارتحل إلى المدينة المنوَّرة عام ثلاثة وثمانين وثلاث مئة وألف، حيث لازم شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-، وقرأ عليه عدداً من الرسائل، ودرس عليه كتاب الحج من المنتقى في المسجد الحرام، ولازم شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي –رحمه الله– المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة عشر سنين دأباً في المسجد النبوي، وقرأ عليه بعض تفسيره "أضواء البيان"، والجزء الأول من "آداب البحث والمناظرة"، ومواضع من المذكرة في أصول الفقه، وعلم النسب من كتاب ابن عبد البر "القصد والأمم في أنساب العرب والعجم" ونُبَذاً سواها. وقد أثر فيه الشيخ الشنقيطي –رحمه الله– تأثيراً بالغاً، فأُشرِب قلبُه حبَّ العربية والنظر في آدابها وأصولها حتى ظهر أثره في أسلوبه الأخَّاذ وبيانه الناصع، وبالجملة فقد كان مختصًّا به، وتخرج على يديه، وأولع بتحصيل الإجازات العلمية في كتب السنة، ولديه نحو عشرين إجازة من كبار علماء العالم الإسلامي.

وقد تخرج من كلية الشريعة عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة منتسباً، وكان ترتيبه الأول من بين الخريجين. واختير للقضاء فعمل قاضياً في محكمة المدينة الكبرى ثلاث عشرة سنة، وعُيِّنَ في ذلك الوقت مدرساً بالمسجد النبوي الشريف فدرس فيه الفرائض والحديث، ثم عُيِّنَ بعدها بسنة وكيلاً لوزارة العدل، حتى عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة، وعُيِّنَ عضوًا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة، ثم ممثلاً للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعُيِّنَ رئيساً له منذ عام خمسة وأربع مئة وألف، وعُيِّنَ أيضا عام خمسة وأربع مئة وألف عضوًا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي.

وفي عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف عُيِّنَ عضواً في هيئة كبار العلماء، وعضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

وفي أثناء عمله في القضاء واصل الدراسة منتسباً في المعهد العالي للقضاء، فحصل منه على درجة الماجستير عام 1400هـ، وكانت عن ((الحدود والتعزيرات عند ابن القيم: دراسة وموازنة)). وكذا حصل على الدكتوراة، وكانت عن ((أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية: دراسة وموازنة)) وكلتاهما مطبوعتان.

وأخيراً فإنه لا مصيبة أعظم من فقد العالم، وبقبض العلماء يقبض العلم، ويكثر الهرج، إلا أن يتداركنا الله برحمته، فيخلف من يقوم مقامه، ويفري فريه، ويسد الثغرة التي كان يرابط فيها، غير أننا نقول كما علَّمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنَّا على فراقك يا شيخنا بكر لمحزونون، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهمَّ اغفر للشيخ بكر، وارفع درجتَه في المهديِّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله وللمؤمنين كافة.

وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

المرجع:

((ترجمة حياته وثبت كتبه ومؤلفاته)) عن ترجمة ولده القاضي عبد الله بن بكر أبو زيد.

http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=186&ArticleID=2053

ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:17 م]ـ

شكر لك

يا أخي

و بارك الله فيك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير