ب) ثم قال في بيانه وهو يقرأ من كتاب " حياة الصحابة ": لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف التقى بخادم اسمه (عداس) فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن بلده؟ فقال من بلد (نينوى) قال له: من بلدة (يونس عليه السلام) ذاك أخي في النبوة، فسجد عداس للرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد استغربت هذا الكلام، كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسجد له (عداس) والسجود لا يجوز إلا لله.
وهذه القصة غير صحيحة، وقد روي أن (عداس) أكب على قدمي الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلهما، وهذا التقبيل يختلف عن السجود تماماً، فالكتاب " حياة الصحابة " يحتاج إلى تحقيق لمعرفة الصحيح من الضعيف والموضوع، وقد نصحت الأخ (محمد علي دولة) وطلبت منه أن يحقق الكتاب لأنه هو الذي تولى طبعه ونشره، فقال لي: الكتاب كله في الفضائل، وليس فيه أحكام، قلت له: هذا غير صحيح، وأتيت له بحديث أورده مؤلف " حياة الصحابة " وهو:
(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) قال عنه المحدثون: إنه موضوع، فسكت الأخ (محمد علي دولة).
وقد التقيت بالشيخ نايف العباسي رحمه الله تعالى في دمشق وقلت له: لقد قرأت في كتاب " حياة الصحابة " الذي حققته ما يلي:
" لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف، وقد دعاهم للإسلام، فردوا عليه دعوته، وآذوه، فجلس يقول:
(اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي .. إلى آخر الدعاء) ".
كيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم معاتباً ربه: إلى من تكلني؟! [أي تتركني]، والله تعالى يقول له:
((ما ودعك ربك وما قلى)) " سورة الضحى 3 "
[أي ما تركك ربك وما أبغضك] " انظر تفسر ابن كثير "
فقال لي الشيخ نايف العباسي: والله كلامك صحيح، رسول الله لا يقول هذا الكلام، ولكني حققت الكتاب من الناحية التاريخية واللغوية، وهذا الكتاب يحتاج إلى مثل الشيخ ناصر الدين الألباني ليخرج أحاديثه. قلت له: إن الشيخ ناصر حفظه الله ضعّف الحديث، وقال: في متنه نكارة، ولعله يشير إلى قوله:
(إلى من تكلني؟) التي تخالف القرآن والواقع.
6 - حضرت اجتماعاً لهم خطب فيه أميرهم (سعيد الأحمد) فقال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء فقال لأصحابه: لمن هذا؟ قالوا لفلان، ولما مر صاحب البناء على الرسول صلى الله عليه وسلم، سلمّ عليه فلم يرد عليه السلام، وأخبره الصحابة السبب، فذهب الصحابي وهدم البناء حتى يرد عليه السلام.
أقول هذا الحديث غير صحيح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح). " صحيح رواه أحمد "
مناقشة شروط الجماعة
1 - تحقيق كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
إن التحقيق يعني الفهم والتطبيق، فهل فهم معنى هذه الكلمة الطيبة ـ التي هي الركن الأول من أركان الإسلام الوارد في حديث جبريل الذي رواه مسلم ـ هؤلاء الجماعة؟
وهل دعوا إلى تطبيقها والعمل بها؟
الواقع أنهم لا يعلمون معناها الحقيقي، وهو:
(لا معبود بحق إلا الله، ومحمد مبلغ دين الله الذي ارتضاه).
والدليل على ذلك التعريف قول الله تعالى:
((ذلك بأن الله هو الحق، وأنما يدعون من دونه هو الباطل)).
" سورة الحج 62 "
ولو عرفوا معناها لدعوا إليها قبل غيرها، لأنها تدعو إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه من الرسول أو الأولياء.
ولم أسمع من جماعة التبليغ من دعا إلى فهمها والعمل بها، وأن الذي يدعو غير الله وقع في الشرك الذي يحبط العمل لقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)) [أي المشركين]. " سورة يونس 106 "
2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع:
وإقام الصلاة: يعني معرفة شروطها، وواجباتها، وأركانها، وما يتعلق بها من أحكام: كسجود السهو مثلاً، طبقاً لما جاء في الحديث: (صلوا كما رأيتموني أصلي). " رواه البخاري "
¥