تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قال الإمام أحمد، قال الإمام الشافعي، قال الخطيب البغدادي) فهتفت للمؤلف وقلت له: ما هو التخبط الذي ذكرته في كتابي؟ فقال لي: الكتاب ليس عندي، فقلت له: لماذا حذفت الحديث الذي يفسر الآية من تفسير ابن كثير؟ فقال لي: الحديث من المتشابهات!! فقلت له: ولماذا بترت قول ابن كثير في تفسير: ((وهو الله في السموات)) حيث اختار الوقف المفسر الطبري، ليثبت أن الله في السماء؟ فقال لي: حتى انظر، ولم يعترف بخطئه، وقد رددت على هذا المؤلف في كتاب اسمه: (بيان وتحذير من كتاب عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير).

2 - وقد قرأت في كتاب عنوانه (في مدرسة النبوة) للأخ أحمد محمد جمال قال فيه: ولقد عجبت للأخ (محمد جميل زينو) حين كتب في جريدة الندوة يوم 26/ 4/1411هـ يستنكر صيغة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم اعتاد بعض المسلمين ترديدها، وهي تقول: (اللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها) وقال: إن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره .. إلخ، وأود للأخ محمد زينو أن يعلم أن لهذه الصيغة مفهومين صحيحين:

أ - إن طب القلوب وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة، أو ثمرة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا من الأحاديث السابقة فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وبركاتها وأنها صادرة من الله عز وجل ...

وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء.

ب - إن طب القلوب، وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة للرسول نفسه .. وهذه أيضاً لا نكران عليها، ولا غرابة فيها فالرسول صلى الله عليه وسلم ذاته ـ كما وصفه القرآن الكريم ـ رحمة في قول الله تعالى:

((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)). " سورة الأنبياء آية 107 "

وهو كذلك نور وضياء، ـ كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)). " الأحزاب آية 45 - 46 "

وفي روايات متعددة يصف الرسول نفسه بأنه رحمة مهداة إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها وأبصارها، وأبدانها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.

يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).

" أخرجه ابن عساكر "

(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "

(إني لم أبعث طعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "

1 - أقول: إن الصيغة السابقة التي قال عنها المؤلف اعتاد الناس ترديدها. لا تجوز لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، والعبادة مبناها على التوقف حتى يأتي الدليل، ولا دليل على هذه الصيغة، ولا سيما أنها تخالف جميع الروايات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والسلف الصالح، بالإضافة إلى أن فيها غلواً وإطراء لا يرضاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم. فهل يجوز لمسلم أن يترك الصيغة التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويأخذ بصيغة من أقوال الناس، والتي تخالف الصيغ المشروعة؟

2 - لقد بتر المؤلف من كلامي شيئاً مهماً، وهو استشهادي بقول الله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله)).

" سورة يونس"

وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله). " رواه البخاري "

3 - وأما قول المؤلف: وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء، قال ابن كثير:

الصلاة من الله تعالى على عبده ثناؤه عند الملائكة.

وقال غيره: الصلاة من الله عز وجل الرحمة " حكاه البخاري "

" تفسير ابن كثير جـ3/ 495 "

هذا التفسير الصحيح يبطل تفسير المؤلف (أحمد محمد جمال) الذي لا دليل عليه.

4 - وأما استشهاده بقول الله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) " الأنبياء آية107 "

فإني أنقل للقاريء ما قاله العلامة محمد أمين الشنقيطي في تفسيرها: وما ذكره الله جل وعلا في هذه الآية: من أنه ما أرسله إلا رحمة للعالمين يدل على أنه جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم، وهذا المعنى جاء موضحاً في مواضع من كتاب الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير