سليمان بن عبيد، وفي عام 1248ه نقله الإمام تركي إلى قضاء القصيم وصار مقره في عنيزة، وبعد وفاة الإمام تركي عاد إلى شقراء وجلس فيها للتدريس التعليم الإفتاء حتى وفاته في اليوم السابع من جمادى الأولى عام 1282ه (البسام، 1398،ص ص 567 - 575).
2. الشيخ حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن مشعاب من المشاعيب من بني ثور من بني تميم نسباً والسبيعي حلفاً. وانتقل إلى أشيقر لطلب العلم (المهيدب، الأسر العلمية في حوطة سدير 1426هـ ص 4).
3. عثمان بن منيف من آل بسام بن عساكر الوهبي الحنظلي التميمي ولد في حوطة سدير في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، تولى إمامة مسجد آل سلطان سنوات عديدة وكان من كتاب الوثائق لأهالي البلد وما جاورها من البلدان. وقد توفي فترة الإمام تركي بن عبدالله آل سعود - رحمه الله - مؤسس الدولة السعودية الثانية ولم يكن له عقب (المهيدب، الأسر العلمية في حوطة سدير، 1427هـ ص 3).
تاسعا: تأييد الشيخ محمد بن طراد وأسرته لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومناصرتهم للدولة السعودية الأولى:
حينما تمكنت الدولة السعودية الأولى من توطيد أركانها وتعزيز قوتها بدأت بدعوة البلدان لتأييدها ثم أخذت ترسل الحملات لكسب تأييد المناطق والبلدان وضمها تحت لوائها، وقد استغرقت الجهود التي بذلتها الدولة السعودية في سبيل ضم منطقة سدير قرابة ثمانية عشر عاماً في عهدي الإمامين محمد بن سعود وابنه عبدالعزيز منذ عام 1170ه إلى 1188ه (التركي، منطقة سدير، ص 190). وفي عام 1171هـ ونتيجة، فيما يبدو، لرسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب لأهالي الحوطة والجنوبية (من بلدان سدير) بعث أهالي البلدتين (ومن ضمنهم الشيخ محمد بن طراد وأسرته آل سيف) برسالتين إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود يؤكدون فيهما على تأييدهم للدعوة ويبدون فيهما رغبتهم بالانضمام إلى الدولة السعودية (ابن غنام، روضة، ج1، ص 108؛ ابن بشر، عنوان المجد، ج2، ص76). وقد بدأ الشيخ محمد بن طراد الدوسري بالبروز على مسرح الإحداث في السنوات التي تلت هذه الحادثة وخصوصاً بعد عودته من رحلته العلمية للشام حيث أصبح معتمداً في بلدته حوطة سدير في الإفتاء والتدريس. وكما هو حال العديد من الأسر الأخرى التي أيدت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية، فقد عانت أسرة الشيخ محمد بن طراد آل سيف من هذا الموقف الشجاع الذي وقفته في تأييدها لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وللدولة السعودية فيما جرى من أحداث بعد ذلك. وهذا ما سيتم تناوله في الجزء الذي يأتي.
عاشراً - اثر سقوط الدولة السعودية على منطقة نجد:
في عام 1233هـ حينما سقطت الدرعية على يد إبراهيم باشا عاش الناس في خوف وفتن لا يعلم بشدتها إلا الله، وقد ذكر ابن بشر أن تلك السنة: "كثر فيها الاختلاف والاضطراب ونهب الأموال، وقتل الرجال وتقدم أناس وتأخر آخرون، وذلك بحكمة الله سبحانه وتعالى". (بن بشر، عنوان المجد، ج1، ص425) ووصف الشيخ بن عيسى هذه السنة 1233ه بأنها كانت "كثيرة الاضطراب من نهب الأموال، وسفك الدماء، وقد أرخها محمد بن عمر الفاخري من المشارفة من الوهبة، وهو ساكن بلد حرمة فقال:
عام به الناس جالوا حسبما جالوا
ونال منا الأعادي فيه ما نالوا
قال الإخلاء: أرخه، فقلت لهم
أرخت، قالوا: بماذا؟ قلت "غربال"
وقد وصف احد أدباء سدير حال أهل نجد في تلك الفترة في قصيدة منها:
غدا الناس اثلاثا: فثلث شريدة
يلاوي صليب البين عار وجائع
وثلث الى بطن الثرى دفن ميتاً
وثلث الى الارياف جال وناجع
وقد كانت لهذه الهجمة البربرية آثارها السيئة على نجد وأهلها فهدمت أسوار البلدان وعاش الناس في رعب وكثر القيل والقال والسبابات عند إبراهيم باشا بين أهل نجد بعضهم في بعض، ولم يسلم من ذلك العلماء واعيان الأسر. وممن رمي عنده الشيخ سليمان آل عبدالله آل الشيخ فأمر الباشا بقتله وقتل أيضا الشيخ علي بن حمد بن راشد العريني قاضي الخرج، والشيخ رشيد السردي قاض حوطة بني تميم، والشيخ عبدالله بن محمد بن سويلم، والشيخ عبدالله بن حمد بن كثير وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى. وقتل أيضا عدة رجال من أعيان أهل نجد (بن بشر، عنوان المجد، ج1، ص425).
وامتدت الآثار السيئة لهذه الحملة العسكرية لتشمل القضاء على كثير من الانجازات العلمية التي حفلت بها الفترة السابقة وتدمير ما كان موجوداً من خزانات الكتب، وانتقال نسخ كثيرة من المخطوطات إلى خارج نجد، أو فقدانها، أو تلفها (العنقري، مآل المخطوطات، 1427هـ). وهذا يفسر ضياع الكثير من مآثر هذه الأسرة وخصوصاً عالمها الجهبذ الشيخ محمد بن طراد الدوسري ومؤلفاته ومصنفاته.
حادي عشر - وفاته:
توفي الشيخ محمد بن عبدالله بن حمد بن طراد الدوسري في بلدة حوطة سدير عام 1225ه رحمه الله تعالى (البسام، علماء نجد، 1398هـ، ج1، ص811).
¥