ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:58 ص]ـ
تكررت الحلقة السادسة من هذه الدراسة فالرجاء من الإخوة المشرفين الكرام الأفاضل حذف الأولى منهما والاحتفاظ بالثانية لزيادات فيها لا توجد في الأولى وشكرا سلفا
ـ[الخريبكي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. جزا الله خيرا أستاذنا المعيار الإدريسي على هذه الدرر والفوائد وعندي مداخلة تتعلق بمؤسس مدرسة ابن يوسف.
قولكم:
"هذه جامعة من أعظم الجامعات في عهود تألق الحضارة الإسلامية، أسسها أمير المسلمين علي ابن يوسف بن تاشفين سنة {514هـ} ".
الصحيح والله أعلم أن مؤسسها هو أبو يوسف المنصور المريني.
يقول الأستاذ محمد الفاسي رحمه الله في كتابه"دراسات مغربية"ص15 ما نصه:
"ومدرسة مراكش لا تزال أيضا موجودة في أيامنا. وهي التي تسمى الأن مدرسة ابن يوسف. وهو تحريف أدى الى اعتقاد أن مؤسسها هو علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي. وسبب هذا التحريف هو ما يقع كثيرا في اللغة العامية من حذف المد في الكنية. فنقول مثلا للمولى الصالح "دفين مراكش" أبي العباس السبتي"بالعباس" ويظن الناطق بهذا اللفظ أنه يقول ابن عباس "سيدي بالعباس".الا أن النون تقلب لاما. وكذلك في أبي القاسم نقول "بالقاسم"وعلى هذا النحو صار أبويوسف ابن يوسف. وأما في الواقع التاريخي فان مدرسة ابن يوسف من مأثر الملك الجليل أبي يوسف المنصور. ويجب أن تدعى مدرسة أبي لا مدرسة ابن يوسف".
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 07:09 م]ـ
ليس الأمر كذلك أيها الأخ الكريم فجامعة ابن يوسف شيء ومدرسة ابن يوسف شيء آخر فالأولي جامعة لتدريس مختلف العلوم والآداب والفنون،أسسها أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين سنة 514هـ وفيها كانت مناظرة المهدي بن تومرت الشهيرة مع فقهاء المالكية وحضرها مالك بن وهيب {ت 525هـ} و للعلامة الرئيس محمد بن عثمان المراكشي كتاب " الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة " فارجع إليه للتوسع في الموضوع،ولكاتبه بحث مطول نشر أخيرا بمجلة "المجلس " التي يصدرها المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية تحت عنوان " جامع ابن يوسف بمراكش التاريخ والإشعاع "
أما مدرسة ابن يوسف فهي مؤسسة لسكنى الطلبة {بمثابة حي جامعي اليوم} والذي شيدها هو السلطان المريني أبو الحسن ثم جددها السلطان السعدي عبد الله الغالب وفي ذلك يقول الإفراني في نزهة الحادي:"هو الذي جدد أيضا المدرسة التي بجوار جامع علي بن يوسف اللمتوني، وليس هو الذي أنشأها كما يعتقد كثير من الناس،بل الذي أنشأها أولا - أي المدرسة - هو السلطان أبو الحسن المريني رحمه الله حسبما ذكره ابن بطوطة في رحلته " ...
وقد كان وراء هذا الاعتقاد الخاطيء ما قام به عبد الله الغالب السعدي من زخرفة المدرسة و تأنيقها وكتابة اسمه على جدرانها، من أجل طمس أثر مؤسسها السلطان أبي الحسن المريني " لكن الذاكرة الشعبية أبت - كما قال الدكتور محمد حجي رحمه الله - إلا أن تظل وفية للمؤسس الحقيقي لأضخم مؤسسة تعليمية بعاصمة الجنوب مراكش، و لا تردد ألسنتها سوى "جامع ابن يوسف" و "مدرسة ابن يوسف" ... وشكرا لأخي الكريم الأستاذ الخريبكي على عنايته ومتابعته بارك الله فيه
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[21 - 07 - 08, 02:55 ص]ـ
الحلقة: 7
يرحل الطالب العالم الرحالي إلى مدينة فاس رفقة والده الذي كان يرعاه، و يغدق عليه من عطفه وسعة يده الشيء الكثير وعندما وصلا إلى العاصمة الإدريسية العريقة وجداها تغص بأفواج لا تعد ولا تحصى من الطلبة الوافدين عليها من كل مكان، حتى إن الشيخ الرحالي لم يجد بمدارس سكنى الطلبة محلا لإقامته إلا بعد جهد جهيد، حيث انتهى به المطاف إلى بيت بالمدرسة الرشيدية قال عنه:" إنه سافل مظلم ثافل، فكان المصباح ليلا ونهارا "
وفي جامعة القرويين - أخت جامعة ابن يوسف الكبرى وإحدى أعرق الجامعات في العالم - يجلس الرحالي للأخذ عن نخبة من علمائها الأجلاء، هذه أسماء ثلة منهم:
1 - العلامة شيخ الجماعة أحمد بن الجيلالي الأمغاري {ت1352هـ} قرأ عليه السلم للقويسيني بحاشية بناني وغير ذلك
2 - العلامة شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديكي {ت1356هـ} سنعود إليه في حديث خاص فيما يتعلق بأثره في المترجم وتوجيهه نحو علم الحديث
3 - العلامة الحسين بن محمد العراقي {ت1356هـ} قرأ عليه الزقاقية، والتلخيص بالمطول
4 - العلامة القاضي عبد الرحمن بن محمد بن القرشي الإمامي {ت 1358هـ} قرأ عليه صحيح الإمام مسلم، وجمع الجوامع في أصول الفقه
5 - العلامة مولاي عبد الله الفضيلي {ت1363هـ} قرأ عليه جمع الجوامع
6 - العلامة محمد بن أحمد بن الحاج السلمي {ت1364هـ} وهو عمدته وسنده بمدينة فاس، وكان يزلفه ويقربه قرأ عليه مختصر خليل بشروحه المختلفة، والموطأ للإمام مالك
7 - العلامة السيد محمد الراضي السناني {ت1385هـ} قرأ عليه جمع الجوامع
وبعد عامين ونصف من التقاط الدرر وكتابة الطرر بفاس - على حد تعبير الشيخ الرحالي - عاد إلى مسقط رأسه وتراب نعله، ومسكن أهله وعشيرته فتلقاه القوم بالأعلام وأقاموا الولائم والأفراح، وأجروا الجياد وأطلقوا {البارود} - على عادتهم - احتفاء بعودة نابغتهم المرجو لتحقيق كل الآمال
¥