ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[21 - 07 - 08, 09:00 م]ـ
الحلقة:8
الرحالي المحدث:
ذكر الشيخ في ترجمته الصغرى أنه أخذ عن شيخ الإسلام المحدث الحافظ أبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي الصديكي {ت 1356هـ} في مدينة الرباط عاصمة المملكة كما أخذ عنه في كل من مدينتي: مراكش وفاس، لكنه بقدر ما تحدث عن تفاصيل دراسته بالمدينتين المكورتين، بقدر ما أضرب عن القول فيما يتعلق بمرحلة مدينة الرباط، فلم يحدد لنا موقعها من سنوات طلبه، و إن كان الراجح أنها كانت هي المرحلة الأخيرة من دراسته ...
ويبدو أن الشيخ الرحالي بعد تمكنه من الفقه وأصوله و إلمامه الواسع بشتى العلوم والمعارف الإسلامية، وجد نفسه منجذبا إلى الحديث النبوي الشريف، و إلى إمامه الحافظ أبي شعيب الدكالي، الذي أشار عليه بملازمة دروسه بمدينة الرباط، لما رأى من نجابته و قوة حافظته و متانة تكوينه، فرحل الرحالي إليه في الرباط، و ظل هناك نحو ثلاث سنوات عاد بعدها و قد علا سنده و اكتمل تكوينه، وغدا طاقة عظيمة قابلة للعطاء الثر السخي
يتبع
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 03:49 ص]ـ
الحلقة:8 - تابع
سنده إلى صحيح البخاري وهو سندنا عنه وعن غيره من أقرانه و شيوخنا من طلابه ومنهم أستاذنا العلامة الشيخ محمد عماد الدين ابن الدراوي رحمه الله
يقول شيخنا الرحالي الفاروق رحمه الله في آخر نص إجازته لطلابه:
" .. ومن كمال العناية بموضوع إجازتك أنني أهدي إليك سندا عاليا لصحيح البخاري وهو عن الشيخ السلفي أبي شعيب الدكالي عن الشيخ سليم البشري عن الشيخ منة الله عن الشيخ الأمير، عن أبي الحسن الصعيدي عن الشيخ محمد بن عقيلة المكي عن الشيخ حسن العجيمي عن أحمد بن العجل اليمني عن الشيخ ابراهيم ابن صدقة الدمشقي عن الشيخ عبد الرحمان بن عبد الأول الفرغاني عن أبي عبد الرحمان محمد بن شاذ بخت الفرغاني عن يحيي بن عمار الختلا ني عن محمد بن يوسف الفربري عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ورضي عنه و أرضاه "
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 11:09 م]ـ
الحلقة:8 - تابع / 2
على ذكر شيخنا العلامة المشارك السيد محمد عماد الدين رحمه الله أذكر أننا طلبنا منه الإجازة في أواخر عمره فصور لنا إجازات شيوخه ومجيزيه ومنهم شيخنا الرحالي الفاروق ثم كتب لكل واحد منا إجازته شعرا كالآتي:
يا من يريد إجازة رفقا أخي * * * رحماك أرجو أني لست هنالكا
وزاؤك الشكر الجميل وضعتني * * * نزلا يروع أو يكون مباركا
من قال إن الأمر شيء هين * * * كلا فإن على الطريق مهالكا
من ظن أني قد أجيب أقول أو * * * أدع الزمام لمن له عد مالكا
هلا علمت بأن حظي رابح * * * أما المجلي أو السكيت فديتكا
لكنني لبيت رغبتكم ولو * * * أجد الخلاص لكنت عن ذا ممسكا
يا من يرى أني لها مستبسل * * * صدقه ربي أن أكون كذالك
خذ ما أخذت من الشيوخ إجازة * * * و اهنأ بها فكما منحت منحتكا
سند كتاب الله جاء بقوله * * * و {لكل أمة جعلنا منسكا}
إلى آخره نثرا
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 03:22 ص]ـ
الحلقة: 9
عاد الشيخ الرحالي بعد إتمام دراسته " إلى مسقط رأسه وتراب نعله فاستراح من تعب الدراسة و نصب الكتابة "- على حد تعبيره رحمه الله - ثم بدأ يتهيأ لتحقيق الحلم الذي ظل يراوده و يتمناه أبوه و أهله وهو أن يصبح قاضيا في بلده
و عن هذا التطلع - في ذلك العهد - يقول العلامة الأستاذ الكبير عبد الله كنون رحمه الله:
" كانت جماعة من الطلبة، تفضل دائما الفقه و ما إليه، لأنهم ينظرون إلى مستقبلهم، و لا يضمنون هذا المستقبل إلا في هذه الدائرة الخاصة، فيكونون إما عدولا أو قضاة { ... } وهؤلاء أغلبهم من البادية و نظرتهم هذه صحيحة، لأنهم يرجعون إلى قراهم فيتعلق الناس بهم، و يسألونهم عن مسائل الدين، والرسوم و العقود والدعاوي "
لكن انتظار الشيخ وأسرته طال وبدأ "يسأم من فضول الناس، ويضيق درعا بكثرة الملام " ففكر في نشر العلم و توجيه الناس، مقررا بناء مدرسة يكون عليه إرشاد طلبتها، وعلى والده نفقتهم.
و فعلا لبى الوالد المستهام بحب ابنه الطلب، وبنى المدرسة المذكورة بمدينة قلعة السراغنة، التي كانت إذ ذاك مركزا سياسيا و اقتصاديا مهما في تلك الناحية من المملكة المغربية
ويجلس العلامة الرحالي ما يربو على أربعة أعوام، يقرأ مع الطلبة ما يناسبهم من علوم وفنون، في حيوية ونشاط، "إلا أن الدنيا لا تصفو من الأكدار و لا تخلو من الأحداث، فبينما هو في الراحة والاستجمام مع الأحباب والأرحام، إذ فوجيء بانتقال والده المفضال إلى رحمة الكبير المتعال، فارتحل إلى موضع الفاجعة، وا شتغل بجامعة الأسرة، وتسيير مصالحها، لأن الأسرة المركبة من الأمومة و العمومة والإخوة والأخوات ألحت عليه في الإشراف على أمورها وجعلته مربوطا بعهودها "
وفي هذه السنة بالذات، كادت أمنية الوالد الراحل إلى عفو الله تتحقق بتولي ابنه الشيخ الرحالي القضاء بمدينة قلعة السراغنة بعد وفاة قاضيها العلامة السيد عبد السلام بن المعطي السرغيني، نزولا عند رغبة السكان وترشيحهم له، لكن الظروف حالت دون ذلك لحكمة يعلمها الله تعالى
¥