تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هذا النص يوضح لنا أن الشيخ-رحمه الله- لا يعتد في فهم الكتاب و السنة إلا بما فهمه السلف الصالح و أن مخالفة فهمهم هو الضلال بعينه.ولهذا يقول في محاضرة له عن عقائد السلف:"و عقائد الإسلام في أصلها بسيطة واضحة. كان الداعي – النبي صلى الله عليه و سلم- يدعو بها عظماء العقول. يعرضها على الملوك و أرباب التيجان كما يعرضها على الرعاة و من عدوهم في الأراذل من الطبقات و يلقنها لأبسط الناس مدعمة بآيات القرآن و آيات الله في الأفاق فلا يسمع كل من يسمعها إلا هداه الله إلى الإيمان إيمانا عميقا بهذا الدين و برب العالمين" 3

بعد هذا العرض المجمل لعقيدة الشيخ أحمد حماني-رحمه الله- نلج إلى نقطة أساسية و هي الفاصل بين عقيدة السلف و الخلف ألا و هي: آيات و أحاديث الصفات.

فقد كان –رحمه الله- على معتقد السلف في هذه المسألة القائل: نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك بيان المقصود لله تبارك وتعالى.

وقد بين الأستاذ محمد الصالح الصديق –حفظه الله- وهو أحد زملائه العارفين به- هذه النقطة جيدا عند ذكره لأهم أسس الدعوة عند الشيخ أحمد حماني فقال: معرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء" 4.

إذن: الخلاصة التي نخرج بها بعد كل هذا الكلام أن الشيخ أحمد حماني –رحمه الله- كان على عقيدة السلف الصالح وفهمهم لنصوص الكتاب والسنة الصحيحة. وكيف لا يكون كذلك وهو أحد المصلحين البارزين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت توجهاتها سلفية تماما كما جاء في الأصول العشرين لها والتي نقتطف منها هذه الثلاثة أصول5:

- سلوك السلف الصالح تطبيق صحيح لهدي الإسلام.

- فهوم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنة.

- ندعو إلى ما دعا إليه الإسلام وما بيناه من الحكام بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح من الأئمة مع الرحمة والإحسان دون عداوة أو عدوان.

ب- موقفه من الفرق العقدية:

إن الأمة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة انقسمت كما هو معلوم إلى عدة فرق كل تدعي أن الحق معها وغيرها باطل ولهذا يقول الشيخ – رحمه الله-: " وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن أمته ستفترق على بضع وسبعين فرقة لا تنجو منهن سوى واحدة هي التي تمسكت بسنته ولزمت جماعة المسلمين وقد افترقت أمته بالفعل كما أخبر وربما ادعت كل فرقة أنها وحدها الفرقة الناجية المستثناة من الحديث".

ثم بين عقيدته وموقفه من هذه الفرق فيقول: "لأجل هذا الحديث وأمثاله عدت العلماء كل الفرق التي خالفت السنة وخرجت عنها قولا أو فعلا أو اعتقادا أو سلوكا من الفرق المبتدعة ومقتوا البدعة فيهم ونصحوهم وحاولوهم أن يفيئوا إلى المنهاج السوي كتاب الله وسنة رسوله" 6.

وهذا الحديث الذي يقصده الشيخ أحمد حماني في افتراق المسلمين أصحاب السنن مع اختلاف في اللفظ عن غير واحد من الصحابة أمثال أبي هريرة وعبد الله بن عمرو ومعاوية وغيرهم فقد رواه أبو داود في سننه (4/ 276) في كتاب السنة (باب شرح السنة) والترمذي في سننه (4/ 134) في كتاب الإيمان (باب افتراق هذه الأمة) وابن ماجة في سننه (2/ 1321) في كتاب الفتن (باب افتراق الأمم) والإمام أحمد في المسند (17/ 169) عن أبي هريرة وصححه العلامة أحمد شاكر –رحمه الله- ونص الحديث بلفظ أبو داود: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة "وزاد في رواية" اثنتين وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة "واختلف العلماء في صحة هذا الحديث وضعفه بسبب كثير بن عبد الله وهو ضعيف وقد حسن الترمذي حديثا له وباقي رجاله ثقات كما قال الامام الهيثمي-رحمه الله- 7.

ومهما يكن فإن الأمة قد أصابها الداء الذي أصاب الامم السابقة فتفرقت كلمتها وتشتت قوتها وكانت بداية ذلك على يد الخوارج ثم تبعهم الشيعة.

ونسلط النظر في هذا البحث على خمسة فرق وهي: الشيعة (الروافض)، القدرية، الجبرية، المعتزلة والأشاعرة ونرى ما موقف الشيخ أحمد حماني من هذه الفرق وحكمه عليها؟

الشيعة (الروافض):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير