تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذهب أهل السنة الى أن مؤسس الشيعة اليهود ذلك أن عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني هو الذي كان له الدور البارز والفعال في نشأتهم بأفكاره المنحرفة ثم ما لبثت أن تفرقت الشيعة إلى فرق كثيرة بين غالية (الروافض) ومعتدلة واحتدم الصراع بينهما زمنا طويلا.

يقول فيهم –رحمه الله-: "منهم ظالم لنفسه بالغلو والفساد مما أدى ببعض هؤلاء الغالية إلى الخروج عن الإسلام بأقوال رهيبة واعتقادات زائغة ناهيك من يزعم أن للقرآن ظاهرا وباطنا. الظاهر جاء ليعلمه الناس والباطن إنما يعلمه الأئمة المعصومون ومنهم من بلغ به الكفر إلى الزعم بأن جبريل أخطأ في تبليغ الرسالة فنزل بالقرآن على محمد وقد أمر –في زعمهم- أن ينزل على علي فهؤلاء ليسوا بمسلمين ومن أشنع أقوال الغلاة وكيدهم لإبطال الشريعة الإسلامية وتحطيم دولة المسلمين تهجمهم على الصحابة وحتى الكبار منهم –رضوان الله عنهم أجمعين- وشتمهم ورميهم بالكذب. ونزع صفة العدالة عنهم والأمانة وإقدامهم على سفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال بغير حق".ويقول كذلك: "فالرافضة وهم المتجرئون على الصحابة إنما تأسست فرقتهم وشاعت نحلتهم بقصد هدم دولة العرب ومحو دولة الإسلام" 8.

القدرية:

في أواخر عهد الصحابة حدثت بدعة القدرية والمرجئة فأنكر ذلك الصحابة والتابعون كعبد الله بن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله –رضي الله عنهم- يقول فيهم-رحمه الله-: "ومن أشنع البدع التي سببت افتراق المسلمين مزاعم القدرية وهم أصل الاعتزال. ولما سمع بمقالهم عبد الله بن عمر أنكر عليهم أشد الإنكار وتبرأ منهم .... فمن قال بالقدر كقول المعتزلة فهو مبتدع". 9

الجبرية:

يقول فيهم –رحمه الله-: "الجبرية فرقة من الفرق الإسلامية المبتدعة يقولون بنفي الفعل حقيقة عن العبد و إضافته إلى الرب وأن الإنسان مجبر على أفعاله ولا استطاعة له وعلى رأس القائلين بهذا القول جهم بن صفوان أحد رؤوس المعتزلة والأزارقة من غلاة الخوارج ومذهبهم باطل بين الفساد10

المعتزلة:

يقول الشيخ أحمد حماني عن نشأة هذا المذهب: " ... ثم تطورت العقيدة من الاعتماد على آيات القرآن وآيات الله في الآفاق للمعرفة الصحيحة بالله ولكونه والحياة الدنيا والآخرة ومعرفة عالم الغيب إلى الإعتماد الكلي على العقل وتحكيمه والحكم به على كل شيء. فما صححه العقل فهو الصحيح وما زيفه العقل فهو الزائف وابتدأ هذا الطور في آخر عهد الصحابة –رضوان الله عليهم- وامتد يخطو خطوات حثيثة كثيرا ما تتخبط في الظلام حتى بلغ الذروة في العهد العباسي أيام الخليفة المأمون" ثم يبين حكمه فيهم فيقول: "وتزعم هذا العلم المبتدع الجديد المعتزلة فأخذتهم العزة والإعجاب به وحملو علماء الإسلام على وجوب التسليم بأقوالهم ما أنكروه فهو المنكر وما عرفوه فهو المعروف فضلوا بذلك وأضلوا" 11

- الأشاعرة:

يتحدث الشيخ –رحمه الله- عن كيفية نشأة المذهب الأشعري والتعريف به وعلى أي أساس قام فيقول: " ... حتى جاء من يقوم مذهب الاعتزال والتعطيل ويرد عليه بنفس حججهم وبراهينهم بعد أن تعلمها منهم فأتقنها ذلك هو أبو الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي المعتزلي وسليل أبي موسى الأشعري أحد الفاتحين من أصحاب الرسول –عليه الصلاة والسلام- ونشأ مذهب جديد في هذا العلم فقد كان بين السلف الذين يؤمنون بآيات القرآن دون تأويل ولا تعطيل وما أشكل عليهم من الظواهر والمتشابه قالوا فيه (آمنا به كل من عند ربنا) مع التنزيه عن التجسيم والتشبيه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وبين المعتزلة الذين يحكمون العقل في كل شيء ويبطلون ما أنكره العقل وأدى بهم ذلك إلى تعطيل صفات لله نص عليها القرآن الكريم فسموا بذلك المعطلة وكانوا يطلقون على خصومهم المجسمة.

وتوسط أبو الحسن الأشعري بين المذهبين: مذهب السلف المتهم بالتجسيم ومذهب المعتزلة المتورط في التعطيل وقال بالتنزيه والتأويل ولم ينكر ما أنكره المعتزلة من الصفات بل قال بها مع التأويل فسمي أصحابه الصفاتية، ومال إليه عالم الفكر الإسلامي واعتنقه أساطي العلماء وانحدر الاعتزال وعلماؤه حتى صاروا يذكرون بأقبح النعوت" 12

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير