تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أثمرت محبة متبادلة بين الشيخ وتلميذه النجيب، استمرت حتى الممات، وكانت هذه المحبة بادية للعيان يبصرها القريب والبعيد.

ومن ذلك ما قاله الشيخ المنجد: " كان الشيخ محمد يعني ابن عثيمين - رحمه الله تعالى – يحب شيخه عبد العزيز بن باز جدّاً، وقد اتصلت به مرة في مرض الشيخ عبد العزيز وحادثته في هذا، فقال عبارة: لا أرانا الله يومَ فقده ...

ولما مات الشيخ عبد العزيز اتصلت صباح اليوم التالي بالشيخ محمد، فقلت له: بلغك الخبَر؟ فقال نعم، نِعْمَ الرجل .. ".

وقال أيضاً: " خلوت بالشيخ محمد مرة بعد وفاة الشيخ عبد العزيز أحادثه في موضوع الفتوى بعد الشيخ ابن باز، قال لي بمرارة: بعد الشيخ ابن باز؛ ما عاد لنا راس ".

قلت:

ولقد رأيت يوم الجمعة الموافق 28/ 1/1421هـ اليوم الذي دفن فيه ابن باز بمكة، رأيت شيخنا ابن عثيمين قبل صلاة الجمعة يتطوع بالصلاة النافلة، والشيخ ابن باز مسجَّى في عباءته بينه وبين الكعبة، وهو يتلو آيات الكتاب، وتهمل عيناه بالدمع حزناً على شيخه، وحزناً على ما أصاب الأمة من فقده. غفر الله لهما وأسكنهما الفردوس الأعلى).

? ( ... واستمع إلى الشيخ محمد الصالح المنصور (أحد قرناء ابن عثيمين) وهو يقول: " كان الشيخ محمد بن عثيمين قد قدم للدراسة في الرياض بعد تتلمذه على يد الشيخ السعدي، لهذا كان متميزاً على غيره من الذين لم يكن لهم قبل الدراسة في المعهد العلمي تجربة في الطلب على العلماء في المساجد لذلك كان الشيخ عبد العزيز بن باز يعول عليه كثيراً في البحوث، ويرجع إليه ").

ابن عثيمين بين يدي

عدد من مشايخ وعلماء المعهد العلمي

[غير ما ذكر]

? فضيلة الشيخ العلامة المحقق الأصولي: أبي أحمد عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر بن شرف الدين النوبي .. ولد في شهر رجب من عام 1323هـ .... وافاه الأجل يوم الخميس 25/ 3/1415هـ ... ? علاقة ابن عثيمين بالشيخ عبد الرزاق عفيفي:

لم أجد في كثير من المصادر التي ترجمت للشيخ، والتي وقفت عليها إشارة لتلمذة ابن عثيمين على العفيفي إلا مصدراً واحداً أشار لهذه التلمذة.

وهو الشيخ عبد العزيز العسكر في كتابه (من أعلامنا) حيث قال في موضعين من كتابه:

" قدم الشيخ الطائف – أي العفيفي – عام 1368هـ ... وبقي عبد الرزاق في دار التوحيد سنتين، ثم فتح المعهد العلمي في الرياض عام 1370هـ (كذا) فنقل إليه، ودرس فيه، ثم نقل للتدريس في معهد عنيزة العلمي.

وفي عنيزة تتلمذ عليه تلاميذ الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، ومنهم:

الشيخ محمد بن عثيمين ... ثم عاد إلى الرياض فدرّس في المعهد العلمي، وفي كليتي الشريعة، واللغة العربية .. ".

وقال في موضع آخر تحت عنوان (تلاميذه) أي العفيفي:

" كان لعمل شيخنا في التعليم فترة طويلة من حياته، أثر في كثرة طلابه وتلاميذه ... ومن أشهر تلاميذه:

أصحاب الفضيلة: ... ومحمد بن عثيمين ..... ".

يتبين من هذا النقل أن المترجم – أي شيخنا ابن عثيمين – معدود من تلاميذ شيخنا عبد الرزاق العفيفي، أما في عنيزة فقد جزم به المؤلف، ومن المستبعد أن يكون الشيخ عفيفي في عنيزة، ويُدَرِّس فيها من المحرم لعام 1370هـ إلى شوال من العام نفسه، وهو معروف بسعة علمه، وتبحره، ودعوته لمذهب السلف.

من المستبعد أن يسمع به شيخنا ابن عثيمين ولا يستفيد منه، ولا يرغب في التتلمذ عليه، وقد علم حرص شيخنا على الطلب والجد في التعلم.

أما في الرياض فإن الفترة التي درس فيها ابن عثيمين في المعهد العلمي، أي من عام 1372هـ إلى 1373هـ نهايته.

كان الشيخ العفيفي موجوداً في المعهد العلمي، ويدرس فيه مع كبار علماء ومشايخ المعهد .... ثم وجدت أحد تلاميذ الشيخ ابن عثيمين القدامى وهو الشيخ محمد العثمان القاضي، عدّ في شيوخ ابن عثيمين فضيلةَ الشيخ عبد الرزاق العفيفي، وهذه فائدة عزيزة، والحمد لله على توفيقه.

2 - فضيلة الشيخ المحدث عبد الرحمن الإفريقي رحمه الله تعالى.المتوفي سنة 1377هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير