// لكن تبين أو تدبر قول الله جل وعلا في حادثة عظيمة وهي حادثة تحويل القبلة قال الله جل وعلا: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآن تلحظ أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن القرآن هنا لم يكتفِ بهذا، فالآية التي بعدها: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}، فجمع القرآن في أمر واحد بين نداءين هما:
1.نداء النبي صلى الله عليه وسلم،
2.ونداء الأمة،
وذلك لعظيم الأمر؛ لأن أمر تحويل القبلة كان أمراً عظيماً، قال الله جل وعلا: {وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ}، فإذا قارنا هذا كله تبين لنا أن القرآن العظيم جاء مخاطباً لفئات المجتمع كلها والناس أجمعين، لكن الخطاب يتصدر بحرف النداء {يَا أَيُّهَا} ثم يأتي المنادى بحسب ذلك الطلب كما بيناه آنفا، والعلم عند الله.
أ. كمال: بارك الله فيكم، فضيلة الشيخ نلحظ أيضاً أن الخطاب دائماً عندما يكون للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يكون بهذه الصفة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، بينما يخاطب بعض الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم بأسمائهم كما ورد في بعض السور.
الشيخ صالح: هذا فيه إظهار جلي لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، فالله قال في كلامه العظيم: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وآدم نبي، وقال: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا} ونوح نبي، وقال: {يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، وقال جل ذكره: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي}، وقال تباركت أسماؤه: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}، لكن ليس في القرآن كله خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بلفظ النبوة أو بلفظ الرسالة، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ} إلى غيرها من الآيات، وقد بينا أن هذا معدود - كما بينه العلماء في مواضعه - من إظهار كرامته صلى الله عليه وسلم عند ربه، وإجلال مقامه، ورفيع درجته، وعلو منزلته، صلوات الله وسلامه عليه.
وقيل كل نبي عند رُتْبَتِه ** ويا محمد هذا العرشُ فاستلمِ
والمقصود أنه مقدم على الأنبياء وليس المقصود حقيقة العرش.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل فيوض على تعقيبك وبانتظار الملف الصوتي وكذلك التفريغ إذا انتهت منه أختكم الكريمة وفقها الله تعالى.
الأخت الفاضلة أمل الأمة جزاك الله تعالى خيراً على هذه اللإضافة القيمة للشيخ المغامسي بارك الله به وزاده علماً بكتابه العزيز.
صدقت أختي جميل أن نتعاون في تدارس كتاب الله تعالى وتدبر آياته فكلنا نتعلم ونسعى بجهد وجد لخدمة هذا الكتاب العظيم.
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل فيوض على تعقيبك
أنا فتاة .. !!
هذه بعض الروابط علها تفيدك ..
http://www.midad.me/sounds/category/50924
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=68107
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=306
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=9689225571a70f336a93
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 05:03 م]ـ
هذا تفسير الشيخ المغامسي للنداءات من سورة الأعراف أما الصوتي تجدينه في موقعه الراسخون
نداءات الله تبارك وتعالى لبني آدم ورحمته بهم ونصحه لهم
ثم قال الله جل وعلا هنا: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ [الأعراف:11]، لكن الله لم يقل في الأعراف هل صور آدم على هيئة حسنة أم على هيئة غير حسنة؟ لكن الله أثبت حسن خلق آدم في التين، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]، ولهذا قال بعض الفقهاء: لو أن رجلاً قال لامرأته: أنت طالق إن لم يكن وجهك أحسن من القمر، فإنها لا تطلق، ولو كانت من أقبح الناس وجهاً؛ لأن الله يقول: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))، ثم وقع من أبينا آدم المعصية بالأكل من الشجرة، وأهبط إلى الأرض، فلما أهبط إلى الأرض جاءت النداءات الربانية الإلهية لبني آدم، فناداهم الله في الأعراف بأربع نداءات: - قال في الأولى: يَا
¥