ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Jun 2010, 06:31 م]ـ
أخي الفاضل تيسير
دعني أختلف معك هنا
فالمراضع جمع للمصدر مَرضع وهو الثدي والجمع أثداء فهو حرم عليه أثداء المرضعات.
والصحيح ما قاله الدكتور فاضل فإن مرضعة هي المتلبسة بالرضاع أي أن الصورة ترينا امرأة تحمل وليدها وهو ملتقم لثديها وهذا أشد ما تكون المرأة إلتصاقا بوليدها والغفلة عنه مستبعدة جداً لأنها في هذه الحالة في اتصال حسي وجداني عاطفي لا يمكن معه أن تغفل إلا لأمر فوق التحمل البشري، فنحن نرى المرأة في سبيل نجاة رضيعها لا تبالي بالكوارث والمصائب وتتشبث به إلى آخر رمق.
وهذا لايمنع يا أخانا الحبيب أن نسمع "نرى" ما عندك وفقك الله ورعاك.
وهناك سؤال آخر أرجو التأمل فيه وهو:
كيف قال " تذهل كل مرضعة عما أرضعت" ولم يقل " عمن" ولم يقل " ترضع"؟
وسؤال ثاني:
لماذا قال "ذات حمل" ولم يقل "حامل"؟
أخي أبا سعد
لن أدعك تختلف معي أبداً حتى ولو قلت انا اسود وانت قلت أبيض فلن يكون ذلك سبب لاختلافنا. هذا أولاً وثانياً فإن تفسير كلمة مرضعة على أساس أنها هي المتلبسة في الرضاعة. فهذا ليس من قولك ولا قول الدكتور فاضل ولكنه قول عامة علماء التفسير مثل القرطبي وابن عاشور والبغوي والالوسي والزحلي وغيرهم الكثير. ولكن الذي كنت أحب أن أوصله الى ذهن القاريء لطيفة معينة لا تتعارض مع معنى المرضعة التي تحدث العلماء عن معناها ولا يخرجها من دائرة ذلك الفهم. بل إنها تضيف وتؤكد على ذلك المشهد الذي تشيب منه الولدان فأقول:
المرضع مصطلح عام يخص الأنثى غالباً. ولكن هذا المصطلح ليس وقفاً على النساء فقط. ألا يصلح أن يكون الرجل مرضعاً؟ ألا يمكن أن ترضع المرأة ولدها رضاعة اصطناعية كما هو شأن معظم النساء هذه الأيام. ألا يجوز أن يقوم بذلك نيابة عنها زوجها أو ولدها؟
أعتقد أن الحكمة في إدخال الهاء هنا لتدليل على التأنيث والتنبيه له. فقد جاءت الهاء لتأكد خاصية الأنوثة وما فيها من حنان وعطف ورحمة وشفقة. ومع هذه الشفقة المعهودة المعروفة لدي الأنثى بشكل عام إلا أن ذلك لم يمنعها بأن تلقي بابنها وترمي بوليدها جانباً من ذلك الهول المرعب المخيف الذي يأخذ بالألباب والعقول ويُفقد بعض طبائع الأنثى التي جبلت عليها وهي العاطفة. فالمرأة المرضعة هي المقصودة بالخطاب وليس كل مرضع مُحتمل.
وأظن أنه لا يوجد تعارض من أن نوفق بين هذا القول وقول الذي يعتبر المرضعة هي التي تلقم ثديها لوليدها في التو واللحظة. إذ كلا القولين يؤكدان على شدة الهول الذي يفقد طبائع وغرائز الأنثى وما اختصت به من رحمة وعطف وحنان.
أما اسؤال الآخر الذي سأل عنه أخي أبا سعد وهو لماذا قال ذات حمل ولم يقل حامل أو حاملة؟ فأظن أن كلمة ذات حمل تشمل كل أنثى حامل سواء كانت من نوع الإنسان أو نوع الحيوان. وذلك يدخل في عموم الآية التي تدعمها في قوله تعالى (وإذا العشار عطلت)
والله تعالى أعلم. وبارك الله بك على مشاركاتك دوماً ولك مني وللأخت د. سمر والاخت اشراقة والاخ الفاضل أمجد ألف تحية
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:28 ص]ـ
قال ابن القيم -رحمه الله-: "المرضع من لها ولد ترضعه، والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع وعلى هذا فقوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ} أبلغ من مرضع في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تذهل عن الرضيع إذا كان غير مباشر للرضاعة، فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تذهل عنه إلا لأمر أعظم عندها من اشتغالها، وتأمل - رحمك الله تعالى - السر البديع في عدوله سبحانه عن كل حامل إلى قوله: {ذَاتِ حَمْلٍ} ... " بدائع الفوائد (4/ 1332).
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:32 ص]ـ
وينظر للفائدة: http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=9195
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 09:45 ص]ـ
والله تعالى أعلم. وبارك الله بك على مشاركاتك دوماً ولك مني وللأخت د. سمر والاخت اشراقة والاخ الفاضل أمجد ألف تحية
?
بوركت اخي تيسير الغول، ولك مني اجمل التحايا،
¥