وحقيقة ان ما تفضلت به جميل ولطيف، ولكن بقي في النفس شيئا، فارى ان نتناول المسالة بصورة جذرية واكثر تحليلا وتعميقا، ومرورا بازالة الكثير من الاوهام والتاسيسات الخاطئة التي نفذت وادت الى انحراف الكثير من المفاهيم وكان لها الفعل المنهجي وليس الهامشي منه والتي كان موضوعك الكريم مناسبة طيبة للاقدام الى مناقشتها، واعتذر لبعص التصلب والحدة في تعليقي الذي كان مقصدي فيه ان الفت نظرك الى اخطاء منهجية هي ليست من اخطائك وانما هي متابعة لمنهج سابقٌ لك في تناول مثل هذه المسالة بينما يكن مقصدي تخطئتك شخصيا،
فمن الشائع عند الغالبية الكبرى لدى الناظرين في كتاب الله ان القرءان نزل بلغة العرب او بلسان العرب وانه يقاس على لسان العرب في فهم كلام الله، وفي مفهومي الخاص فان هذا من اشنع الالتباس، والذي لم يقرره الله في كتابه ولم تفد اي ءاية به، وخلاصة القول في هذه المسالة ان الله قال " فانما يسرناه بلسانك " اي الرسول الامين محمد، وقال "بلسان قومه "، ولم يقل انه بلسان العرب، بل لم يسمي القوم العرب في اي ءاية من ءايات الكتاب وانما اكتفى بتسميتهم بقوم الرسول ولم ينعتهم بالعربية، فتم الخلط بين عربية القرءان وبين تيسير الله للقرءان بلسان الرسول،
ثم تم توسيع المسالة لتكون ان القرءان نزل بلغة او بلسان العرب،
وهذا هو الذي جعل لديهم ان؛
يسرناه بلسانك = بلسان قومه = بلسان العرب = بلسان عربي، اي انهم اسبغوا الصفة القومية البشرية على القرءان الكريم، اي ان القرءان حلّ ضيفا ومنسوبا الى العرب،
وتم سحق الاشارة الكريمة الصائبة للقرءان والتصويب الدقيق بهذا الخلط، والذي من نتيجته البديهية ان العرب هم من صاغ اللسان، وهم من سمى الاسماء، وانهم هم ارباب العربية المعصومين الذين ليس لديهم زلل في اللسان، وما يتبع زلل اللسان من زلل فكري نتيجة عدم صواب الحديث البشري بشكل عام ودائم، وان الله تابعهم على اللسان الذي هم فيه وبجميع زلل هذا اللسان وعوراته الاشارية والفكرية، وهذا هو النتيجة الحتمية لاعتماد لسان العرب وشعرهم ونتاجهم الادبي في قياس القرءان عليه والذي هو في مفهومي احد واشد الاخطاء المنهجية التي تحبط عربية القرءان ولسانه الذي تيسر بلسان الرسول،
بينما كان القرءان الذي يعلو ولا يعلى عليه احق بان يكون هو الميزان ومصدر الاستقراء فيما اشكل فهمه ولم يشكل القرءان في التعبير عنه،
ومن هذا الخطأ المنهجي نبعت الاخطاء التي لها الفعل المدمر في مفاهيم القرءان، فهي اخطاء منهجية تماثل الاخطاء البرمجية في اي حالة او جهاز اخر يؤدي الخطأ التأسيسي فيه الى اخطاء متسلسلة وغير منتهية وتولد مزيدا من الاخطاء والاشكال، ولا سبيل الا الىقطع دابر الاخطاء من اصلها التي تاصلت منه،
الموضوع واسع وسيتشعب بنا واكتفي بهذا القدر وساعاود ان رأيت تجاوبا واهتمام في المسالة،
وتحياتي لجميع اخواني الذي يشاركوني في هذا الحوار،
والسلام عليكم
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 09:50 ص]ـ
القرآن نزل بلسان العرب، والعرب يفهمون القرآن لأنه نزل بلسانهم وهكذا حكم عليهم القرآن، ولا يفهمون لسانهم لأن القرآن نزل به، فلسانهم له قواعده وأساليبه، والقرآن نزل على وفق هذه القواعد والأساليب.
*
معاليش يا أمجد أنا ضد فكرتك والاختلاف لا يفسد للود قضية.
ادعوك لاعادة النظر في صيغة " لسان العرب " الذي لم يقل به كتاب الله، والذي قاله؛ " فانما يسرناه بلسانك "،
ولن يفسد اختلاف الراي بيننا اي ود ولا قضية،
وجزاك الله خيرا على هذا الادلاء الطيب،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 11:40 ص]ـ
ادعوك لاعادة النظر في صيغة " لسان العرب " الذي لم يقل به كتاب الله، والذي قاله؛ " فانما يسرناه بلسانك "،
ولن يفسد اختلاف الراي بيننا اي ود ولا قضية،
وجزاك الله خيرا على هذا الادلاء الطيب،
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة يوسف (2)
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) طه (113)
(قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الزمر (28)
¥