تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وليس في الكلام شئ يصلح في المماثلة إلا الكاف والمثل، فأما الشبه والنظير فهما من جنس المثل ولهذا قال الله تعالى " ليس كمثله شئ " فأدخل الكاف على المثل وهما الاسمان اللذان جعلا للمماثلة فنفى بهما الشبه عن نفسه فأكد النفي بذلك) فهناك فرق بينهما لا انكر ذلك

فهناك الفاظ التشبية والفاظ المثل وهناك ادوات التشبية وهذا كله لاينكرة احد كذلك لفظ الحقيقة ومشتقاته موجودة فى القران

ارجوا عدم التفرع اكثر والدخول فى الموضوع ومناقشة الامثلة ...... ؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Jun 2010, 10:00 م]ـ

مادام أن الكلام "ببلاش "كما يقولن والأمر مكرور فلا مانع من المشاركة ربما خرجنا بفائدة جديدة:

قالوا فى اية (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (سورة التكوير:18)، فكأن نسيم الصباح وضوؤه المنتشر نفساً يبعث الحياة في الكون من جديد، فالنفس بالنسبة للصبح استعارة)

الجواب:

الصبح يتنفس على الحقيقة كما قال ربنا وتعالى، لكن هل تنفس الصبح كتنفس الآدمي؟

تنفس الآدمي خروج النفس من صدره، وتنفس الصبح ظهوره وانتشاره.

*

{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (سورة الإسراء:24)، وإن لم يكن للذل جناح ما الرد عليهم؟

الجواب:

الذل ليس له جناح، ولكن الجناح يوصف بالذل، فهو من باب إضافة الشيء إلى صفته.

والإنسان له جناح كما قال ربنا تبارك وتعالى لموسى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى) سورة طه (22) والجناح هو الجنب.

والجنب يعبر الإنسان من خلاله عن مشاعره، فإذا لان وتواضع قيل فلان لين الجنب، وإذا ترفع واستكبر: نأى بجنبه، وكل هذا في القرآن، قال تعالى:

"وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" الحجر من الآية (88)

وقال:

"وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ" سورة الإسراء من الآية (83)

فالمقصود من الآية:

اخفض لهم جانبك متذللا لهما رحمة بهما.

*

"حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ"

العرب تسمي النهار الخيط الأبيض

وتسمي الليل الخيط الأسود

وما كان الله ليخاطب الناس بما لا يعرفون، ولكن لا يلزم أن يعرف جميع الناس هذا الاستخدام، وكان عدي بن حاتم واحد من أولئك الذين لا يعرفون هذا الاستخدام، والدليل أنه لم يروى عن غيره من الصحابة أنهم استشكلوا الأمر.

قال أبو د} اد الإيادي:

فَلَمّا أَضاءَت لَنا سُدفَةٌ وَلاحَ مِنَ الصُبحِ خَيطٌ أَنارا.

*

"فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"

المرض نوعان: مرض حسي ومرض معنوي.

والعرب تعرف ذلك يقول سعية بن غريض:

أرميهمُ بالأذى حتى تخالُهُم مرضى سُلالٍ وما بالقوم من مرضِ

فمرض القلب على الحقيقة فالقلوب تمرض وكذلك النفوس، ومرضها يكون بتخبطها وعدم استقرارها واستقامتها.

*

"فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ"

وكذلك المعية نوعان: معية حسية ومعية معنوية حكمية، والحسية معروفة: تقول فلان يمشي مع فلان.

والمعنوية: تقول فلان مع فلان في فكره وتوجهه وهذه معية حقيقة أيضا.

فقوله تعالى:

"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" المائدة (146)

مع المؤمنين: أي لهم نفس الحكم في الدنيا ونفس المصير في الآخرة.

*

"وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ"

سياق الآيات يدل على المعنى المراد، فالحق تبارك وتعالى يتحدث عن الإنفاق، فالذي يمسك ولا يُنفق ولا يعطي كل ذي حق حقه فيده مغلولة غلا معنويا حقيقيا، والذي ينفق المال كيفما اتفق فهو باسط يده بسطا معنويا حقيقيا، وكلا الصورتين مذمومة كما أن جعل اليد مغلولة حسيا إلى العنق أمر مكروه مذموم لغير حاجة وكذلك بسطها على خلاف فطرة الله في استعمال اليد أمر مكروه.

*

"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ"

"بين اليدين" تعبير عن جهة الأمام، وهو تعبير عن الجهة، والجهة معتبرة في الأمور المعنوية كما هي في الأمور الحسية، تقول نظرت في الأمر من كل الجهات.

*

"يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ"

وهذه حقيقة ولا أحد يفهم من جعل الأصبع في الأذن إلا طرفها.

هذا الجواب عن بعض ما أورده أخونا البراك من أمثلة ولعلي أقف على البقية فيما بعد.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Jun 2010, 10:26 م]ـ

أبا سعد والكلام للجميع

إذا تجاوزنا (الحقيقة والمجاز) كمشكلة عقدية تتعلق بمسألة الصفات الحسنى لدى بعض، وليست لغوية في رأيي الكليل، وانتقلنا إلى النص بكماله لوجدنا الآيات ذات الشأن تصور لنا حقائق الوجود أبدع تصوير، هو عين الحقيقة المرادة بمعناها القرآني الجميل:

(اشتعل الرأس شيباً): فيها منظر الشيب الذي انتشر في كل أرجاء الرأس انتشار النار في الهشيم، مع بشاعة منظر النار في الهشيم وجمالها في شيب الرأس.

(وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر): منظر الماء المتدفق من تحت ومن فوق متزامنا مع الركوب في السفينة وغرق القوم وارتفاع الموج .... كأنك تشاهد الأمر العقابي والنجاة لنوح ومن معه ..

(والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس) منظر الليل المقبل كأنه يخنق أنفاس النهار، ويعقبه النهار الذي ينفس ذلك الاختناق!. تخيل هذه الصورة الجميلة ساحر للألباب معجز للمنافسين المعاجزين ..

وهكذا ..

هذه هي الثمرة التي ينتفع بها قارئ هذه النصوص .. أما الخوض في نفي قاعدة اصطلاحية مهما بلغ ذكاء النافي وبهلوانيته الجدلية .. فلا ينفي وجود الظاهرة في واقع اللغة ..

محاول نفي هذه الظاهرة كناطح صخرة!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير