ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Jun 2010, 05:51 ص]ـ
اخى عصام اولا لايصح تطبيق الحقيقة والمجاز فى اية واحدة معا لان تعريفات الحقيقة والمجاز متعارضان والايات لاتقوم على الخيال بل الحقيقة
ولاداعى للدخول فى تعريفات الاستعارة لانها متعارضة مثل المجاز ولان الاستعارة صنف من المجاز وكما جئت بمثل من قبل وبينت فيه ان الاية على الحقيقة وانها حقيقة علمية وهى اية (ناصية كاذبة خاطئة) فكذلك فى المثال التى ذكرة الاخ حسين (:? وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ? (مريم: 4) فسوف ابين حقيقة الاية وانها ليس فيها مجاز بل على الحقيقة
واللفظ المجاز عندهم هو (اشتعل) قالوا هي أن كلمة اشتعل استعيرت لشيءٍ لم يعرف بها , وهو الشيب , من شيء قد عرف بها و وهو النار , والشيب لا يشتعل بزعمهم و يقولون: إن لفظ اشتعل وضع في أصل اللغة للنار , فهو حقيقة في النار , مجاز في غيرها , وهو يدل على أن النار من غير قرينةٍ , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة بزعمهم وقالوا (حيث كان الأصل أن يقال: (واشتعل شيبُ الرأس)؛ وإنما قلب للمبالغة، فقيل: (واشتعل الرأس شيبًا)، فأسند الاشتعال للرأس في اللفظ، وهو في الحقيقة مسند للشيب في المعنى) وهنا اخطاء حيث قالوا الاصل وجعلوا كلام الله فرع والاصل كلام البشر وليس هناك قلب ولامبالغة لان المبالغة للتهويل بل كل لفظ فى مكانه ولكن اسند الشيب للراس ولم يسند للشعر لحكمة وهى ان الراس فيها مادة الميلانيين المسؤلة عن الشيب وليس فى الشعر بل فى جلد الرأس فالاصل الراس والفرع الشعر وهم جعلوا العكس وافاد اللفظ وهو الاشتعال وكلمة الراس على الاستغراق والشمول، وأن الشيب قد شاع في الرأس كله، وأخذه من نواحيه، وعم جملته، حتى لم يبق من السواد شيء
وهذا المعنى لا يمكن أن يفهم لو قيل: (اشتعل شيبُ الرأس)؛ بل لا يوجب اللفظ- حينئذ- أكثر من ظهور الشيب في جانب أو أكثر من جوانب الرأس. ويبين لك ذلك أنك تقول: (اشتعل البيت نارًا)، فيكون المعنى: أن النار قد وقعت في البيت وقوع الشمول، وأنها قد استولت عليه، وأخذت في جميع أطرافه ووسطه. وتقول: (اشتعلت النار في البيت)، فلا يفيد ذلك المعنى الذي أفاده الأول؛ بل لا يقتضي هذا أكثر من وقوع النار في البيت وإصابتها جانبًا منه أو أكثر واسند الاشتعال الى الرأس ايضا لان
إن (الرأس) هو مكان الشعر ومنبته، فأسند إليه الاشتعال، ولم يسند إلى الشعر؛ لأنّ الرأس لا يعمُّه الشيب إلا بعد أن يعمّ اللّحية والشاربين غالبًا، فعموم الشيب في الرأس أمارة التوغل في كبر السن؛ ولذلك يقال للشيب إذا كثر جدًّا: (قد اشتعل رأس فلان)، و (شاب رأس فلان)
. فخُصَّ (الرأس) في ذلك كله بالشيب دون (الشعر)؛ لأن الرأس هو آخر ما يشيب من شعر المرء، وهو أمارة التوغل في كبر السن كما تقدم. وهذا المعنى لا يفهم من قولنا: (اشتعل شعر فلان)، أو (شاب شعر فلان)؛ لأن شيب الشعر قد يكون عن كبر في السن، وقد لا يكون. ثم إن قولنا: (شاب شعر فلان) ليس نصًّا في شعر الرأس؛ لأنه يشمل شعر الرأس، وشعر اللِّحية، بخلاف قولنا: (شاب رأسه)، ويدلك على ذلك قول الله عز وجل:? وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ? (البقرة: 196)، وقوله تعالى:? وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ? (المائدة: 6)، فنهى سبحانه في الأول عن حلق الرؤوس مقيَّدًا ببلوغ الهدي محله، وأمر في الثاني بالمسح بالرؤوس. فلو قيل: (ولا تحلقوا شعوركم)، و (امسحوا بشعوركم)، لأفاد الأول النهي عن حلق شعر الرأس مع شعر اللحية والشاربين، وأفاد الثاني الأمر بمسح شعر الرأس، مع شعر اللحية والشاربين
وقالو ايضا اهل المجاز: وإنَّما هو اشتعل الشيبُ في الرأس وهذا القول ناتج عن لبسهم في فهم معنى " اشتعل", و نحن نسأل القارىء: هل تشعل السراج بالنار أم تشعل النار بالسراج؟ العبارة الأولى هي الصحيحة، لأنَّ النار لا تشتعل فهي نفسها شعلةٌ فهل يصحّ أنَّ تقول: (أشعلُ الشعلة)؟! إنَّمَا هم قد ظنّوا أنَّ النار تشتعل! وصحّ عندهم القول (اشتعلت النار في دار فلان)، وإنَّما هو: (اشتعلت دار فلان بالنار). وعليه فإنَّ الرأس هو الذي يشتعلُ شيباً لا العكس، والأمر كما ذكره الله تعالى لأَنَّه شبّه الشيبَ بالنار ولم يكن التشبيه للرأس. كلُّ هذا ونحن معهم على
¥