ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[04 Jul 2010, 12:47 م]ـ
اما الاية التالية حسب الترتيب فى الاسئلة وهى:
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (سورة الإسراء:24)، وإن لم يكن للذل جناح) ما الرد عليهم؟
قلنا أن سبب إشكالية المفسرين أو اللغويين هو قولهم بالحقيقة الجسد! وأن المعنويات إذا استُعمل معها أي وصف يُستعمل مع المجسمات يكون مجاز وهذا غير صحيح
وهنا مثال لما نقول, فالذل ليس شيئا ماديا وإنما هو شعور وإحساس يستشعره الإنسان, وهو احساس داخى داخل الانسان يخرج اثرة فى الواقع والإنسان يستعمل مع المعنويات نفس الأوصاف التي يستعملها مع المجسمات! وبدونها لن يستطيع الإنسان أن يصفها بشيء
ثانيا: هنا في هذه الآية استعمل الله عزوجل الجناح مع الذل وبما أن الذل ليس ماديا فكذلك جناح الذل لن يكون ماديا! ولكي نفهم الآية على حقيقتها ننظر في المعنى الأصلي للجنح! فإذا نظرنا إليه وجدنا أنه يدل على ميل وخروج عن أصل, (وليس الميل والعدوان كما قال ابن فارس!) وهو ما نراه أبرز ما يكون في ذلك العضو الموجود عند الطائر
فبعض المفسرين جعلوا الاية من المجسمات امثال الشيخ الشنقيطى وابن تيمية
قالو ان المراد ليس المراد ان للذل جناح بل المراد انها من اضافة الصفةالى الموصوف فيكون المعنى واخفض لهما جناحك الذليل لهما التى صفتة الرحمة ووصف الجناح بالذل مع انه صفة الانسان لان البطش يظهر برفع الجناح والتواضع واللين يظهر بخفضة فخفضة كناية عن لين الجانب وهى اليد وبطشها فالجناح هو اليد والعضد وهو اضافة صفة الانسان لبعض اجزائة وهذا من اساليب اللغة العربية كما فى قولة (ناصية كاذبة خاطئة) فالشيخ الشنقيطى وابن تيمية يرى ان الذل له جناح كجناح الطائر من حيث يرى ان الجناح المضاف للذل حقيقة كجناح الطائر وجعلة جسم وهو يقصد به الحقيقة
ونسوا هؤلاء العلماء ان الذل شىء معنوى صورة معقولة وليس حسى وقال الشيخ انها امثال (واضمم جناحك)
(واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) فليست دلالة الجناح على الجنب واليد كدلالة الجنب على الجنب واليد فالجناح فى قولة (ولاطائر يطير بجناحية) غير الجناح فى قولة (واخفض جناحك) والدليل ان القران يستعمل اليد فى مواضع والجناح فى مواضع والمواضع التى بها اليد مطلوب فيها الدقة فى الاحكام الشرعية
ففى بيان حد السرقة ذكر اليد ولم يقل جناحيهما وكذلك الوضوء ذكر اليد والتيمم
وكذلك بيان حال المفسدين فى الارض وعقابهم
فدل ذلك على ان الجناح غير اليد وانما تشبة اليد بالجناح لاثارة العواطف كما مر
وقال الشيخ ان الخفض والجناح والذل مستعمل استعمال حقيقى لان مريد البطش يرفع جناحية (يدة) ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحية فاللامر بخفض الجناح كناية عن لين الجانب) وقولة كناية عن لين الجانب هذا مجاز الاانة عبر بلفظ اخر غير المجاز
قلت ان الذهاب الى ما قال الية الشيخ وحقيقة ما قالة فية حجر على معنى الاية فقد يكون الولد خافض الجناحين (اليدين) وهو من اشد الناس عنفا والحقهم اذى بالوالدين بلسانة وان هناك ايات فيها النهى عن ذمهم باللسان ولايكون على الفهم الضيق بارا بوالدية ولو اذا خفض الجناح وكذلك رفع الجناح _على راىء الشيخ ان الجناح هو اليد_ لايلزم منه العنف والشدة فقد يكون دليل الاستسلام وفقدان الحول والقوة
وما راى الشيخ فى ولد اقطع اليدين او مشلول اهذا مستجيل علية ان يبر بوالدية حيث لايدان له او لاجناحان لهما يخفضهما وما الراى الشيخ اذا فعل لم يرفع جناحية او يدة ولكن لم يبرهما بلسانة
ولكن الحقيقة فى الاية
ليس المقصود الجناح هو اليد فقد رددنا على هذا وان هناك فرق بين الجناح واليد فى اللغة فلو كان المقصود ذلك لقال اخفض لهما جناحك من الرحمة
ولكن المعنى الظاهر الحقيقى للاية وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهم لان الجناح يعبر عن العلولان الطائر يعلو بجناحية ويتواضع ويخفض بهما
فالذل كأن لة جناح والمقصود وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهم لاعن ذل لك لهم ولكن عن رحمة بهم فى كبرهم
وهذا المفهوم هو روح النص القرانى وليس هناك مجاز فى الاية لان ليس الاصل هو الموهوم فى العقل وهو التجسيم وهو الجناح الحقيقى للطائر والفرع هو المجاز بل هذا تحكم لا دليل عليه بل ان الاصل هو لفظ الجناح للمعنويات والحسيات بحسب السياق التى يحدد المعنى
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:13 م]ـ
السلام عليكم
نعم ليس فى الآية مجاز
ولكن قولك
فالذل كأن له جناح والمقصود وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهما لاعن ذل لك لهما ولكن عن رحمة بهما فى كبرهما
فيه مجاز
وأرى الرد على القول بالمجاز فى الآية يكون كالتالى
كل الخصائص فى الانسان لها عتبة اثارة
فشخص تثيره كلمة وآخر تثيره لطمة .. الخ
فما يثير خصيصة الذل فى الانسان؟! لابد أنه أمر عظيم
فالشحص قد لايذل لرئيسه مهما تحداه ...
فعتبة حدوث الذل هنا عالية جدا
ولكن نفس الشخص قد يذل إذا رأى شخصا يمسك بيد ابنته مثلا
فهنا عتبة الذل منخفضة جدا ولكنه خفضها خجلا
الشرع يأمرنا أن نذل للوالدين رحمة ً
وكلمة جناح هنا هى عتبة الاثارة Threshold أى النقطة التى يحدث عندها الاستجابة لمنبه ما؛ وهى النقطة التى يميل - يجنح - عندها الشخص لتغيير خصيصة سلوكية فيه
"واخفض جناحك للمؤمنين " يمكن تحليلها بنفس المنطق
والله أعلم
¥