تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أتي فارس الميدان ابن جرير ((إمام المفسرين)) فصنف كتابه ((جامع البيان)) وهو أعظم كتاب ألف في تفسير القرآن [بالإجماع] وبه عُدّ ابن جرير إمام الأئمة في التفسير، وهو محمد بن جرير الطبري ـ رحمه الله تعالى ـ المولود سنة ـ 224هـ ـ والمتوفى سنة ـ 310هـ ـ صنف التفسير وجمع فيه ما تكلم عليه العلماء قبله في التفسير غلب عليه الأثر، ولكنه اعتنى بالتفسير بالنحو، والتفسير باللغة وغير ذلك ................ .

· نوعي التفسير:

ظهرت مدرستان في التفسير: إحداهما مدرسة التفسير بالأثر والأخرى التفسير بالرأي.

* فمن تفاسير العلماء التي تنتمي إلى مدرسة التفسير الأثري تفسير الطبري ثم البغوي وابن كثير والدر المنثور إلى غير ذلك ........

· التفسير بالرأي:

معناه:

هو التفسير بالاجتهاد والاستنباط.

والاجتهاد قسمان [أقسام الرأي]:

* اجتهاد محمود. * واجتهاد مذموم مردود على صاحبه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث حسنها بعض أهل العلم وضعفها آخرون أنّه قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ قال: ((من فسر القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب)) ففيه ذم التفسير بالرأي لأنه إن فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار، وفي الثاني أنه إن فسر القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب قال العلماء: هذا محمول على أنّ التفسير بالرأي إذا كان عن هوى وعن انحراف فإنّه يبوأ صاحبه مقعدا من النار، فحملوا قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النّار)) بمن قال في القرآن برأيه الذي نشأ عن هوى لا عن أدلة صحيحة، وذلك أنّ الصحابة اجتهدوا في التفسير، وقالوا ـ في التفسير ـ بأشياء لم ينقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قلنا بذم جميع أنواع التفسير بالرأي ـ بالاجتهاد والاستنباط ـ يلزم من ذلك ذم الصحابة على اجتهادهم في التفسير وهذا باطل.

فيكون قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)) محمول على من فسره عن هوى، كقول أهل الفرق المنحرفة كالمرجئة والقدرية والخوارج والمعتزلة والأشاعرة وأشباه هذه الفرق. وأما قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإن أصاب)) قال العلماء معناه: من قال في القرآن برأيه وكان رأيه عن جهل لا عن علم فوافق الصواب اتفاقا لا عن علم ويقين فهذا وإن أصاب المعنى الصحيح لكنه أخطأ ومتوعد لأنه تجرأ على القرآن ففسره بغير علم.

* ومدرسة التفسير بالرأي لها اتجاهان:

الأول: من فسر القرآن بالرأي الناشئ عن هوى كما فسرت المعتزلة والخوارج والإباضية والرافضة والأشاعرة والماتريدية القرآن بآرائهم وأهوائهم وتركوا تفاسير السلف إلى تفاسير محدثة فهؤلاء مذمومون لأنهم فسروا القرآن برأي لا دليل عليه ولا حجة فيه وإنما نشأ ذلك التفسير عن هوى فهذا رأي مذموم ومردود على صاحبه.

وتمثله عدة تفاسير من التفاسير المعروفة التي ينتمي أصحابها إلى شيء من الفرق التي ذكر بعضها.

الثاني: [من مدرسة التفسير بالرأي] من فسر القرآن بالاجتهاد والاستنباط، وكان اجتهادهم واستنباطهم صحيحا، وهذا إنما يسوغ إذا كمل لدي المفسر شروط جواز التفسير بالاجتهاد والاستنباط وقد تجمع الشروط التي بها يجوز للمفسر أن يفسر القرآن بالاجتهاد والاستنباط فيما يلي:

شروط التفسير بالرأي المحمود:

* الشرط الأول: أن يكون عالما بعقيدة السلف لكي يسلم من آراء الجهمية والخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة ... إلى آخر تلك الفرق.

* الشرط الثاني: أن يكون عالما بالقرآن حافظا له يمكنه أن يفسر القرآن بالقرآن ـ وحبذا لو كان عنده علم بالقراءات ـ.

* الشرط الثالث: أن يكون عالما بالسنة حتى لا يجتهد في تفسير آية والتفسير فيها منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير