تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* الشرط الرابع: أن يكون عالما بأقوال الصحابة حتى لا يحدث تفسيرا علي خلاف تفسير الصحابة على خلافه، وابن جرير رحمه الله من المهتمين بهذا فمثلا عند قوله جلّ وعلا في سورة الأعراف: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما} نقل عن الصحابة والتابعين أنّ المراد هنا بالضمير هنا في الآية آدم وحواء، ونقل عن الحسن أنّه قال المراد بهم اليهود والنصارى من جهة الجنس، قال ابن جرير: وهذا القول باطل وإنما حكمنا ببطلانه لإجماع الحجة من الصحابة على خلافه فيكون القول به محدثا على خلاف أقوال الصحابة فمن المهم للمفسر أن يراع أقوال الصحابة حتى لا يحدث قولا بخلاف أقوالهم.

* الشرط الخامس: أن يكون عالما بأحوال العرب، حتى لا ينزل آيات القرآن على غير تنزيلها.

* الشرط السادس: أن يكون عالما باللغة العربية بنحوها ومفرداتها وصرفها وبعلم المعاني من علوم البلاغة، والأفضل أن يكون هذا العلم بالقوة الذاتية، وأما إن كان بالقوة القريبة ـ بالمراجعة والكتب ـ فلا بأس إذا استقامت له أصوله.

وهناك شروط أخر ذكرها طائفة من أهل العلم.

... و يمكن أن نجمل التفاسير التي تنتمي لمدرسة التفسير بالرأي إلى أربع مدارس كبرى:

* المدرسة الأولى: فسرت القرآن بالنظر إلى العقائد، وهذه مدارس متنوعة، فكل أصحاب عقيدة خاضوا في تفسير القرآن على حسب اعتقادهم:

ـ فالرافضة لهم تفاسير في القرآن: تفسير الطبرسي وتفسير الطوسي وهلمّ جرا ...........

ـ المعتزلة لهم تفاسير: تفسير الزمخشري.

ـ الأشاعرة لهم تفاسير كثيرة على هذا النحو مثل: تفسير أبي السعود و تفسير الرازي وأشباه هذه التفاسير.

ـ الماتريدية أيضا لهم تفاسير مثل: تفسير النسفي وتفسير الآلوسي روح المعاني.

هذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيدة وقد يكون لهم اعتناء بأشياء أخر مثل الاعتناء بالفقه و اللغة ............. الخ.

* المدرسة الثانية: مدرسة التفسير الموسوعي: ونعني به الذي لم يشترط صاحبه في تفسيره على نفسه نوعا من أنواع علوم بل تجده يطرق كلّ علم من علوم التفسير، فهو يفسر القرآن بالأثر، ويفسره بأسباب النزول، ويفسره باللغة، ويفسره بالأحكام الفقهية، ويفسره بالأحوال العامة بالعلوم المختلفة {بالتاريخ بالفلك بالرياضيات إلى آخره ........ }، ومن أشهر التفاسير التي تنتمي إلى هذه المدرسة (تفسير مفاتيح الغيب) لفخر الدين الرازي، وتفسير الآلوسي (روح المعاني) فإنهم جمعوا فيها كل شيء حتى قيل عن تفسير الرازي: {فيه كل شيء إلا التفسير}.

* المدرسة الثالثة: التفاسير اللغوية وهذه يعتني أصحابها بالنحو، والإعراب، واللغة:

مثل تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط) ومثل (إعراب القرآن) للنّحاس وأشباه هذه الكتب.

المدرسة الرابعة: التفاسير الفقهية وهي الموسومة بتفاسير {أحكام القرآن}.

وهذه المدرسة متنوعة بحسب المذاهب فالحنفية لهم تفاسير والشافعية لهم تفاسير وهكذا ....... فمثلا: من تفاسير الحنفية في ذلك (أحكام القرآن) للجصاص.

ومن تفاسير الشافعية "أحكام القرآن" لإلكيا الهراسي.

وللمالكية "أحكام القرآن" لابن العربي، "وأحكام القرآن" للقرطبي

وللحنابلة "أحكام القرآن" لعبد الرزاق الرسعني، وأحكام القرآن لابن عادل الحنبلي .. وهكذا ............

*************** مدرسة جديدة:

هذه المدارس استمرّت على هذا المنوال وفي خضمها ظهر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ـ رحمهما الله ـ.

فشيخ الإسلام كان يفسر القرآن لكنه لم يؤلف تفسيرا مستقلا، والذي كتبه ووجد في مجلدة مستقلة تفسير آيات أشكلت على المفسرين (كثر فيها الخلاف بين المفسرين ولم يتضح الراجح فيها) فاجتهد ـ رحمه الله ـ في حلّ ما أشكل عليهم في تفسيرها.

وقد ندم ـ رحمه الله ـ في آخر عمره أنه لم يجعل النصيب الأوفر في عمره للتفسير.

كذلك ابن القيم لم يفسر القرآن كله وإنما فسر آيات وسور أشكلت، وقد بذلت جهود في جمع تفسير الشيخين ـ رحمهما الله تعالي ـ.

وامتاز تفسير الشيخين بالآتي:

أولا: أنهم اعتنوا بتفسير سور فيها التوحيد والعقيدة بعامة.

ثانيا: اعتنوا بتفسير آيات أشكل تفسيرها على العلماء من قبل.

· التفسير في العصر الحديث وقبله بقليل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير