ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:15 م]ـ
الأخ الكريم أبا سعد
لتكون على يقين بجواب سؤالك عليك باستقراء كل مسلم عربي وطرح السؤال عليه.
لكن النتيجة واضحة لأن العلماء كالإمام الطبري وغيره افترضوا أنهم سمعوا جوابا فاسدا مفاده نفي العلم عن الله تعالى، ولذلك أجابوا في تفاسيرهم.
وأما حكمك على الكفار بأن نسبة الجهل إلى الله تعالى لا تتبادر إلى أذهانهم على الإطلاق فتزكية لهم يشهد بضدها القرآن العظيم الذي اتهمهم بنسبة الجهل إلى الله تعالى في غير ما آية إما صريحا وإما تضمنا. (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ)
ولو ثبت أنهم نزهوا الله تعالى عن الجهل ولم يعترضوا بناء على بعض الآيات التي يفيد ظاهرها ذلك فقد حصل المطلوب إثباته وهو أنهم صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:57 م]ـ
أخي الفاضل نزار ..
أرجو أن نتريث في فهم كلام الأئمة قبل أن نبني عليها منهاج للاستدلال.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jun 2010, 06:20 م]ـ
الأخ الحبيب/ نزار حفظك الله
بالنِّسبةِ إلى علم الله تعالى المُطلقِ الذي لا يليقُ بغيرهِ لا يمكِنُ لمن عرفَ القرآنَ أن يتردَّد في إثباتهِ بسبب ظواهر هذه الآياتِ أو غيرها , ولذا فإنَّ الله تعالى أكَّدَ أنَّ امتحانهُ للخلائقِ وابتلاءهُ لهم - ليعلمَ ما يكونُ منهم بعد ذلك - لا يفيدهُ علماً جديداً وهذا قولٌ جامعٌ في البابِ أعني قولهُ تعالى (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فأولُ الآيةِ وآخرُها يؤكِّدان ذلك تماماً ويُغنِيانِ عن تكلُّفِ الجوابِ عن الآياتِ الأخرى , وقد ذكر الشيخُ الشنقيطي في أضواء البيانِ أنَّ العلمَ المُرادَ في هذه الآياتِ التي استدللتَ بها وغيرها هو العلمُ الذي يترتب عليه الثوابُ والعقابُ.
وهذا الجوابُ أوثقُ صلةً منها بقواعد التفسير من الأجوبة الأخرى التي تفضَّلتُم بنقلها , لخلُوِّهِ من ادِّعاء الحذفِ في الآيةِ والزِّيادة على نصِّها في المعنى , والله تعالى أعلمُ
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 06:36 م]ـ
أعتقد أن البعض لم يفهم بعد أن ما قام به الإمام الطبري وقبله ابن عباس رضي الله عنهما ليس بتكلف، وإنما هو الموقف الواجب تجاه بعض الآيات التي يفيد ظاهرها بحسب الوضع اللغوي العربي ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى، وتفسير الآية التي ذكرها الأخ الشنقيطي لم يكن من استنباط صاحب الأضواء بل هو مقلد فيه، البيضاوي وأبي السعود وغيرهما، ومرادهما إثبات التعلق التنجيزي الحادث المطابق للتعلق التنجيزي القديم، فهي وجهة من التأويل والصرف عن الظاهر لأن الله تعالى يعلم أزلا ما يترتب عليه الثواب والعقاب، ويعلم أزلا علما تفصيليا أصحاب والجنة وأصحاب النار، وإلا فلو قيل بأن الله تعالى لا يعلم أزلا من المثاب ومن المعاقب فقد ثبت له الجهل تعالى عن جميع صفات النقص التي أشنعها الجهل.
وقد سبق أن ذكر بعض المشاركين ما مفاده أن الله تعالى يتجدد له علم الشهادة، وهذا ينطوي على سلب العلم بالشهادة عن الله تعالى أزلا، ولمثل هذا ردّ العلماء على من يتوهم تجدد العلم لله سبحانه وتعالى، وأولوا الآيات التي يتمسك بها أصحاب القول بحدوث العلم لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)
كي يعلم أهلُ طاعة الله ـ والإيمان به والمنتهون إلى حدوده وأمره ونهيه ـ مَنْ الذي يخاف الله. (الجامع، ج8/ص672)
ثم قال: تأويل الكلام: ليعلم أولياءُ الله من يخاف الله. (الجامع، ج8/ص672)
وفي تحقيق التركي ضبط خاطئ لكلمة "أهل" وكلمة "أولياء: حيث ضبط آخرهما بالنصب، وهذا يأباه تأويل الإمام الطبري لا سيما في كل موطن يوهم ظاهره نسبة الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وهذا دليل آخر على وجوب صرف بعض الآيات عن ظاهرها الذي يفيد نسبة الجهل إلى الله تعالى في وقت من الأوقات، وهذا الأمر قد يتوهمه بعض الناس لا سيما من يقول بأن الله تعالى يعلم أزلا الغيب وسيعلم فيما لا يزال الشهادة، أو مثل هذا من الفهوم الخاطئة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jun 2010, 06:48 م]ـ
الأخ الكريم أبا سعد
لتكون على يقين بجواب سؤالك عليك باستقراء كل مسلم عربي وطرح السؤال عليه.
لكن النتيجة واضحة لأن العلماء كالإمام الطبري وغيره افترضوا أنهم سمعوا جوابا فاسدا مفاده نفي العلم عن الله تعالى، ولذلك أجابوا في تفاسيرهم.
.
أخانا الفاضل نزار حمادي وفقه الله
لسنا بحاجة إلى استقراء
لأنا وجدنا عامة الناس على تفاوت أفهامهم ومداركهم وتحصيلهم العلمي لم نجد أحدا توقف عند مثل هذه الآيات وهم يتلون آيات الله ويسمعونها أناء الليل والنهار.
وأما ما تكلم به المفسرون فإنما هو جواب على احتمال نادر لا لأنهم سمعوا.
والله أعلم
¥