ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 07:09 م]ـ
أرجو أن يكون كلامك علميا أخي أبا سعد.
فقولك: "لسنا بحاجة إلى الاستقراء" مردود، ثم قولك التالي لا يصح إلا بالاستقراء فهو نقض لقولك الأول.
ـــــــــــــــــــ
ومن الأدلة القطعية على وجوب صرف بعض الآيات عن ظاهرها الذي لا يليق بالله تعالى قول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى في سورة الكهف: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدً):
يقول: ثم بعثنا هؤلاء الفتية الذي أووا إلى الكهف بعد ما ضربنا على آذانهم فيه سنين عددا من رقدتهم لنظر عبادي فيعلموا بالبحث ... إلخ (الجامع، ج15/ص176)
وهذا تأويل آخر من الإمام الطبري وصرف للآية عن ظاهرها الذي يفيد بحسب الوضع اللغوي أن الله تعالى يفعل الفعل ليحدث له علم لم يكن ثابتا له، فتقرر من هذا مرة أخرى أن وجوب الصرف عن الظاهر في مثل هذه الآيات واجب قطعا، أما وجهة الصرف فتتنوع بحسب تعدد الاحتمالات الصحيحة.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 07:18 م]ـ
ومن الأدلة القطعية على وجوب صرف الآيات التي لايليق ظاهرها بالله تعالى قول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ [سبأ: 21]: يقول تعالى ذكره: وما كان لإبليس على هؤلاء القوم الذين وصف ـ جل ثناؤه ـ صفتَهم من حجة يضلهم بها إلا بتسليطنا عليهم ليعلم حزبُنا وأولياؤُنا من يؤمن بالآخرة. (الجامع، ج19/ص271)
وقد أسقط التركي النص الصحيح في الهامش وأثبت الخطأ، ويعلم ذلك من وقف على مذهب الإمام الطبري في مثل هذه الآيات التي يفيد ظاهرها بحسب الوضع اللغوي نسبة الجهل إلى الله تعالى كما نقلت بعض تأويلاته.
وهذا دليل آخر على وجوب صرف بعض الآيات عن ظواهرها، والباقي أكثر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jun 2010, 07:35 م]ـ
أرجو أن يكون كلامك علميا أخي أبا سعد.
فقولك: "لسنا بحاجة إلى الاستقراء" مردود، ثم قولك التالي لا يصح إلا بالاستقراء فهو نقض لقولك الأول.
أرجو أن كلامي علمي أخي الكريم
لا يا أخي الكريم ليس هناك تناقض أبدا، الحاجة إلى الاستقراء عندما لا يكون هناك دليل على المسألة.
وأنا أسألك أنت: هل خطر ببالك يوما هذا المعنى الذي ترى أنت أنه ظاهر الآيات حين تسمعها؟
ثم إن كل الأمثلة أخي الكريم التي أوردتها تدور حول مسألة علم الله تعالى وكان يكفينا مثالا واحدا.
شكر الله جهدك
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[27 Jun 2010, 08:51 م]ـ
أخي في الله نزار حمادي
بغض البصر عمّا توصّلت إليه في هذه المسألة ..
إلاّ أن الآيات التي مثّلت بها لا تحتاج إلى ذلك الصرف عن الظاهر المتبادر إليك
وما استلزمته مما يتوهمه البعض ليس بلازم
ومرجع ذلك إلى تفسيرك (عدم العلم) بالجهل المطلق!
فقد يتعلّق الأمر بالرؤية كما نقلته عن ابن عباس رضي الله عنه
وعبّر عنه الأخ والأستاذ الفاضل مجدي أبو عيشة بعلم الشهادة
والذي لم يظهر لك المراد به .. !! وإن كان ظاهراً بالفطرة التي فطر الله الناس عليها
فهو سبحانه كان يعلم ذلك قبل وقوعه وبعد وقوعه لا نختلف في ذلك
ولكن اقتضى عدله وحمده تعالى أنه لا يجزي العباد بمجرد علمه فيهم بل بمعلومه إذا وجد وتحقق
وبذلك يفسر ما شابهها من الآيات كقوله تعالى:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}
{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}
وقوله: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}
{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ}
فيعلم الله ذلك واقعا (1) ..
والفتنة بذلك هي التي أظهرته وأخرجته إلى الوجود فحينئذ حسن وقوع الجزاء عليه ..
وفيما ذكر الأساتذة الأفاضل: محمود الشنقيطي وأبو سعد الغامدي .. بركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) " قوله تعالى في الآية: (((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))) [(142) سورة آل عمران] هنا يرد سؤال مفاده أن الله -عز وجل- يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ولا يخفى عليه خافيه, فما المراد بالعلم في هذه الآية؟
الجواب: أي يعلم ذلك واقعاً منكم, فالله -عز وجل- يعلم ما سيكون ولكن علمه -سبحانه وتعالى- لا يحاسِب عليه حتى يقع مقتضى هذا العلم من المكلفين, فيكون المراد بالعلم هنا هو العلم الذي يترتب عليه الجزاء, أي أن يكون ذلك واقعاً منكم, وهذه قاعدة في القرآن، فكل آية يضاف فيها العلم إلى الله -عز وجل- بمثل هذا فالمراد به العلم الذي يترتب عليه الجزاء, وهذا له أمثلة في القرآن منها قوله تعالى: (((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ))) [(31) سورة محمد] وأمثال هذا كثير وكله يراد به هذا المعنى " ا. ه
د. خالد السبت، التعليق على المصباح المنير.
¥