ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[27 Jun 2010, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفهم من كلام الأخ نزار حمادي أن المراد باظاهر هو المعنى الحقيقي للأية فهو يقول باستحالة حمل بعض الأيات
على المعنى الحقيقي _ حسب فهمي المتواضع _ بينما تعريف الأخ أبو سعد الغامدي للظاهر ليس فيه إشارة
إلى أنه هو المعنى الحقيقي!
فكلام الأخ أبو سعد الغامدي يوحي بأنه ربما يتبادر للذهن المعنى المجازي للأية فور سماعها!
فنرجوا توضيح المقصود من الأخوين الكريمين.
وفقكم الله لفهم كتابه الكريم فهما صحيحا يرضى ربنا جل وعلا.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:24 ص]ـ
علم الشهادة هو أن يرى الله ويسمع الله ,وهو متعلق بالفعل. فالله يعلم الغيب أي ما يغيب عن الناس والشهادة وهو ما يشاهدونه. وعلمه للشهادة لا يعني أنه لم يكن عالما بما سيحدث أو يحدث في علمه شيء. فكل شيء يحدث يعلمه الله علم غيب قبل أن يكون ,ولذلك فسرها بعض المفسرين "ليرى" أما التناقض مع العقيدة فأظن أنك تقولها لمجرد أن القول لا يتوافق مع هواك وإلا لقبلت كلام الطبري بالإستواء والعلو. وكلام الطبري بأن يظهر الله ذلك للناس وجه صحيح.
{لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب} أي ليتميز الخائفُ من عقابه الأخروي وهو غائبٌ مترقبٌ لقوة إيمانه، فلا يتعرض للصيد، ممن لا يخافه كذلك لضعف إيمانه فيُقدم عليه، وإنما عبر عنْ ذلك بعلم الله تعالى اللازم له إيذاناً بمدار الجزاءِ ثواباً وعقاباً فإنه أدْخَلُ في حملهم على الخوف، وقيل: المعنى ليتعلق علمه تعالى بمن يخافه بالفعل، فإن علمه تعالى بأنه سيخافه وإن كان متعلقاً به قبل خوفه لكنّ تعلُّقَه بأنه خائف بالفعل وهو الذي يدور عليه أمرُ الجزاء إنما يكون عند تحقق الخوف بالفعل، وقيل: هناك مضاف محذوف، والتقدير ليعلم أولياءَ الله، وقرىء (ليُعلِمَ) من الإعلام على حذف المفعول الأول أي ليُعْلِمَ الله عباده الخ، والعلمُ على القراءتين متعدَ إلى واحد، وإظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة {فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك} أي بعد بيان أنّ ما وقع ابتلاءٌ من جهته تعالى لِما ذُكر من الحِكمة لا بعد تحريمِه أو النهي عنه كما قاله بعضهم
تفسير أبي السعود - (ج 2 / ص 290)
{لِيَعْلَمَ الله} علم ظهور
تفسير الجلالين - (ج 2 / ص 262)
هل ما ذكر ينافي العقيدة؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Jun 2010, 10:28 ص]ـ
تفسير العلم بالرؤية عدول عن الظاهر لأن العلم من حيث هو علم حقيقة مغايرة لحقيقة الرؤية.
وتفسير العلم عند أبي السعود وغيره من العلماء بالتمييز هو أيضا عدول عن الظاهر عند من يفهم كلام العلماء، وأيضا مسألة علم الظهور وتجدد التعلق الحاصل أصلا في الأزل هو عدول عن الظاهر المفيد بحسب الوضع اللغوي حدوث علم لم يكن، وتجدد التعلق لا محذور فيه عند أمثال أبي السعود والبيضاوي وغيرهما ممن يقول بتجدد تعلقات الصفات لأنها لا تزيد الباري علما جديدا؛ فكما أن تجدد تعلق القدرة ليس فيه حدوث قدرة لله تعالى، فكذلك تجدد تعلق العلم، وقس على ذلك.
فالحاصل أن العدول عن الظاهر المستحيل المفيد بحسب وضعه اللغوي حدوث علم لله تعالى لم يكن، والملزوم لسبق الجهل: واجب لمن تأمل فقط في كلام الإمام الطبري، وكلام أبي السعود وغيره دليل أيضا على ذلك، وكلام أهل السنة كالذي ذكرتُ ينافي كلام القائلين من الإسلاميين بحدوث العلم لله تعالى بعد أن لم يكن كهشام ابن الحكم الرافضي والكرامية وأبي الحسين البصري المعتزلي وغيرهم.
والأمثلة على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المفيد لأمور مستحيلة في حق الله تعالى بحسب الوضع اللغوي كثيرة، وسيأتي ذكر بعضها تفصيلا إن شاء الله تعالى ..
وقول من قال: (فأظن أنك تقولها لمجرد أن القول لا يتوافق مع هواك)
يرده قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث "
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Jun 2010, 04:01 م]ـ
الأخ الكريم نزار
لا أعلم كيف يُقبل أن عبارة (ليعلم الله) تعني (ليعلم أولياء الله). ولا تقل لي قاله فلان، لأنني قبل هذا الفهم كنت أفهم الأيات المماثلة من غير إشكال، أما بعد كلام الطبري فقد أصبح الأمر ملتبساً.
يرجع الإشكال في مسائل القضاء والقدر إلى عجز العقل البشري عن إدراك الصفات اللامحدودة للخالق، فعالم اللانهائيات فوق قدرة البشر على الإدراك والتصور.
الله تعالى يعلم الأشياء وهي في عالم القضاء - قبل وجودها - ويعلمها عند وجودها بعد أن أصبحت قدراً. والعلم بالشيء عند الوجود لا يعني أن الله يجهله قبل الوجود، ولا يعني أن العلم يتجدد، لأن الشيء قبل وجوده هو مجرد معلوم الوجود مسبقاً ومعلوم أنه معدوم الوجود، وعند وجوده هو معلوم أيضا ولكنه معلوم أنه موجود. وهذا لا يعني تجدد العلم وإنما تجدد الحال (من عدم إلى وجود).
فهناك فرق بين علم أنني سأوجد وعلم أنني موجود. فالله تعالى يعلم ما سيصدر منك ويعلم ما يصدر منك.
¥