ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 Jun 2010, 07:23 ص]ـ
ظاهر الآية: أن الظلل محيطة بالله تعالى لقوله: (في) التي هي للظرفية بموجب وضع اللغة، والله تعالى يستحيل أن يُحيط به شيء من مخلوقاته تعالى وتقدس سبحانه.
أخي خالد هي مثل هذه الآية: "قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى" [طه/71]
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Jun 2010, 07:58 ص]ـ
لو كان هذا الحوار في منتدى آخر لرأيتم الهرج و المرج!
و لرأيتم التباغض يحلق الدين .. دين الغيورين!
بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Jun 2010, 08:39 ص]ـ
مع شكري للأخ خلوصي - خصوصاً - وللإخوة عموماً إلا أن هذا النقاشَ نقاشٌ معاد مكرور يدور حول نفس النقاش الذي دار قبل أيام حول (هل في القرآن مجاز؟)، وأتمنى ألا يتكرر نفس النقاش بعد أيام تحت عنوان جديد.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:48 ص]ـ
ليس القصد الكلام عن الحقيقة والمجاز
ولا القصد الكلام عن الصفات
ولكن القصد إبراز أن أئمة التفسير كابن جرير وغيره صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى مستحيلا على الله تعالى، وبصرف النظر عن كيفية دفع الظاهر المحال، وهذا واضح إلى حد الآن وضوح الشمس لمن تأمل.
بقي أن بعض الإخوة يورد بعض المغالطات كنسبة التشبيه لمن دفع عن الله تعالى ما يوهم التشبيه، ويكفي الرد عليه ببيان أن الله تعالى لما قال: (ليس كمثله شيء) لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية، كذلك العلماء لما نزهوا الله تعالى عن مماثلة ومشابهة غيره لم يمثلوه أو يشبهوه بغيره قبل ذلك، وإذا لزم من تنزيه العلماء لذات الله تعالى سبق التشبيه في أذهانهم، لزم سبق تشبيه الله تعالى لنفسه قبل تنزيهها، وهذا باطل، فذلك باطل، فأرجو من الأخوة التأمل قبل إلقاء الكلام.
وأيضا إذا ثبت الدليل من القرآن العظيم تلاشى تحسين العقول الناقصة وتقبيحها، فقد ثبت أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وقد ضرب في القرآن من الأمثلة ما نص على أنه يضل به سبحانه كثيرا ويهدي به كثيرا، ولا شك أن كثيرا من الناس قد ضل بسبب فهم خاطئ لبعض الآيات القرآنية، وإلا فجميع الفرق الإسلامية الزائغة تستمد عقائدها من ظواهر الآيات القرآنية، لكن ضلالها جاء من حملها الآيات تارة على ظواهرها المحالة كالتي نبين هنا أن صرفها عن الظاهر المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى محالا واجب، وتارة على معاني تناقض الظاهر الصحيح وتتعداه بلا موجب. فورود القرآن ببعض الظواهر الغير المرادة لله والتي يضل من تمسك بها أمر لا يشك فيه طالب فضلا عن عالم، وإلا فآية آل عمران تنص على ذلك نصا.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:06 ص]ـ
ومن الآيات الدالة على وجوب صرف بعض الظواهر التي تفيد بحسب وضعها اللغوي معنى مستحيلا على الله تعالى، الآيات الواردة بإحاطة الله تعالى بخلقه، فإن الإحاطة لغة مستعملة في إحاطة المحسوس بالمحسوس، كإحاطة سور المدينة بها، وكإحاطة الصندوق بما فيه، فهذا معنى الإحاطة لغة بحسب ما يُفهِمُه الوضع العربي، وهذا حقيقته المتداولة، وقد ورد في القرآن قوله تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) وغيرها من الآيات الدالة على الإحاطة الحسية من جميع الجهات.
ولما كان حمل إحاطة الله تعالى بخلقه على هذا المعنى الظاهر الحسي مستحيلا، إذ يؤدي إلى معاني باطلة لا حصر لها، وجب صرف الآيات الواردة بذلك عن هذا الظاهر المستحيل، ولذا ورد في صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن سورة البقرة باب قال مجاهد: محيط بالكافرين: الله جامعهم. اهـ فصرف الإحاطة عن ظاهرا المستحيل واختار تفسير الإحاطة بالجمع مع أنه الجمع ليس حقيقة الإحاطة.
وقال الإمام الطبري: وكان مجاهد يتأول ذلك بأنه تعالى جامعهم في جهنم. (انظر جامع البيان ج1/ص378) وظاهر أن معنى يتأول هنا يصرف الآية عن ظاهرها المستحيل.
ونقل الطبري في نفس الصفحة عن ابن عباس أن الله منزل ذلك بهم من النقمة. اهـ
¥